بالرغم من انشغال الجميع بما سيؤول إليه مصير منتخبنا الوطني في مباراته يوم غد مع المنتخب الياباني بطل نسخة الدوحة 2011 والاحتمالات الواردة في قمة كروية مثيرة بين بطلين مدججين بنخبة من اللاعبين المحترفين الذين ستكون لهم الكلمة الفصل في حسم المباراة ومواصلة المشوار نحو دور الثمانية، إلا ان هناك مواقف وقضايا رياضية مثيرة أيضاً شهدتها الساحة مؤخراً بسبب استمرار حالة الشد والجذب بين الأقطاب المسؤولة عن تمشية المركب الأولمبي إلى الضفاف الآمنة مثلما يفترض، وبروز ظاهرة تعويم المشكلات في لجان تنسيقية وأخرى تحقيقية ،وثالثة عبر بيانات تحذيرية تهدف إلى تكميم أفواه الإعلاميين وتلوّح بالقضاء!
ومن بين أبرز القضايا التي لا يمكن أن نطوي الأسبوع الحالي من دون التوقف عندها تلك المقالة البليغة في النصح والتنبيه والاستقراء المباشر للمشهد (الوزاري- الأولمبي) عبر رؤية د.باسل عبد المهدي في الصفحة هذه الأحد الماضي، كانت معالجة متأنية لواقع مضطرب تعيشه الرياضة العراقية منذ ثلاث سنين وفي الوقت نفسه تمثل خارطة طريق جديدة لإصلاح مسارها الذي شابه منعرجات إدارية أودت بتنفيذية الأولمبية إلى منطقة نزاع دائم وتلاسن محتقن وتشهير وتهديد أحياناً بسحب الثقة من أشخاص بعينهم لم يكن أداؤهم متوافقاً مع متطلبات المرحلة الراهنة التي تحتاج إلى إعادة تنظيم برامج المراقبة والإشراف على الاتحادات من النواحي المالية والخططية ، وستراتيجية تأهيل الأبطال للبطولات المقبلة، ولعل أقربها دورة الألعاب العربية الرياضية التي ستقام العام المقبل، لا يُعرف ما استعدادات الأولمبية لها والشروط الواجب تحديدها للدخول في هكذا منافسة لا يُلبي حصادنا من الميداليات الملونة فيها طموح الجميع.
فماذا بعد ، وقد وضع د.عبدالمهدي يده على الجرح الرياضي النازف بقوله "الهيكلية التنظيمية المعتمدة في إدارة شؤون الأولمبية واتحاداتها ومسؤولياتها وقدراتها لم تعد تتلاءم لا في المنهج العلمي المغيّب ولا في أسلوب صناعة القرارات ولا حتى في السلوك الموظَّف لتنفيذها مع ما يمكن أن يخدم الغايات التي تتطلع إليها التنسيقية العليا" ؟
بالتأكيد يسترعي هذا التحليل المنصف وقفة حازمة من المكتب التنفيذي للجنة للأولمبية لمراجعة مفردات أعماله وبيان صلاحيات كل عضو بعد أن استفرد البعض بالمركب كله بمباركة رئيس اللجنة رعد حمودي الذي نكنّ له كل التقدير لتصديه للمسؤولية في دورة ثانية بأمنيات أكبر كنا ومازلنا نعتقد ستكون دورة للمكاشفة والحساب لكنه يبدو منكفئاً على نفسه، متفادياً أية صدمات جانبية لاسيما أن البعض استطاب احتلال اتحاده بكامل طاقمه الإداري بالرغم من الاتهامات التي تطارده من أبناء اللعبة والنتائج المخيبة التي يواصل تسجيلها بدم بارد مقارنة باتحادات تلتحف التحدي من اجل المحافظة على سمعة ألعابها وإضافة أرقام نوعية في حصادها السنوي.
انتبهوا .. نصائح الدكتور عبد المهدي لا تُقـدَّم كل مرة بمزاج أو ضرب من التنظير مثلما يشعر البعض بأنهم معنيون تحت مجهر خبرته، بل يَعمَد الرجل إلى استقراء واقع الحال في الوقت المناسب عندما يجد أن القرار الرياضي بلغ حد الاستهانة إذا لم نقل الاستهتار بقيمة ومبادئ العمل الأولمبي وتمادي أصحاب المسؤولية في تسفيه المصائب التي أدمَت رياضتنا وأسقطتها صريعة ( اللكمات تحت الأحزمة ) بين متنفذين في تنفيذيتها لم ينصاعوا لمهابتها ويتحسبوا لمصيرها الغامض، فذاك المال الأولمبي لم يزل يُحرق في مهمات خارجية خاسرة لم نكسب منها غير الحسرات وتراجع تصنيفنا عربياً ودولياً ، وتبقى القوانين الرياضية معطلة إلى إشعار آخر من دون ان يستنهض رجال المكتب التنفيذي هممهم ووعودهم (المجانية) للعمومية لصياغة أفضل القوانين التي تتماشى مع حاجة الاتحادات المكتوية بنار التخلف في نظمها وسياساتها الإدارية التي تدار من بعض فاقدي الأهلية لإشغال المناصب بعدما غدت لهم ميراثاً محفوظاً من عين الرقابة ويد النزاهة.
تسفيه المصائب لورثة المناصب!
[post-views]
نشر في: 14 يناير, 2015: 09:01 م