TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أما من مجيب لأهل الأنبار؟

أما من مجيب لأهل الأنبار؟

نشر في: 14 يناير, 2015: 09:01 م

بالصدفة مرّ عليّ خبر سريع في قناة عربية لمجموعة من أهل الرمادي يستغيثون كما العطاشى بكل من يزودهم بالسلاح ليخلصوا رقاب أهلهم من عصابات داعش. تسمرت أمام الشاشة لساعتين في أمل ان يعاد الخبر كي أتأكد مما سمعته بتأن فلم أنجح. خلاصة قولهم، كما فهمته، أن أهلا بالحشد الشعبي. لا بل حتى اهلا وسهلا بإيران: بس تعالوا وخلصونا. وان وفدا لديهم سيذهب الى أمريكا بحثا عن سلاح يعينهم على الخلاص من البلوى مع تعهد انهم لا يستلمونه الا من خلال وزارة الدفاع العراقية وسيعيدونه للحكومة حال تحرير أراضيهم من المحتلين. أبطال وعقلاء أيضا رغم شدة المحنة والبلاء.
أحزن حد العظم عندما اسمع موجوعا عراقيا يستنجد بالغريب. وحزني يشتد أكثر حين اعرف انه صادق في دعواه ونواياه. وهل هناك من هو أصدق في محاربة الإرهابيين مثل أهل الانبار؟ أنسينا الصحوة ورجالها وكيف أنهم أذلوا القاعدة وطردوها شر طردة من ديارهم؟
لا أدري سر حرمان اهل الرمادي من السلاح وهم في أمسّ الحاجة اليه لا لتخليص أنفسهم بل لتخليص العراق من عصابات الدم كما خلصوه من قبل. لا يحتاج أبناء الرمادي لمن يمنحهم الثقة اذ يكفيهم ان الدعايشة يصفّون الحساب معهم على الهوية آخذا بثارات القاعدة. عشائر بكاملها هناك مطلوبة رقابها للإرهابيين. وسيكشف باطن الأرض يوما عن حجم المقابر الجماعية لشباب الانبار الذي ابوا ان يطيعوا الغزاة.
أبسط قواعد الصداقات ان عدو عدوي صديقي، فكيف اذا كان عدو عدوي ابن بلدي يشاركني الطينة والهواء والماء وغطاء السماء؟
فيا حكومة ويا برلمان ويا اهل العراق جميعا، لا تتركوا أهل الرمادي لوحدهم. فمن يبخل عليهم سيشمت بنا الدواعش ومن اتى بهم لينتقم منا. فو الله إن ضاعت الانبار، كما ضاعت الموصل، ستضيع بغداد لا قدّر الله.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. سلام

    الانبار اكبر محافظة زودت بالسلاح والعتاد من قبل الحكومة الحالية والسابقة ...المشكلة العويصة ان اغلب السلاح الذي تسلمه الحكومة الى ما يسمى بالصحوات يذهب الى الجماعات الارهابية ...وازاء هذه الحالة ما هو الحل ؟؟!

  2. سلام

    الانبار اكبر محافظة زودت بالسلاح والعتاد من قبل الحكومة الحالية والسابقة ...المشكلة العويصة ان اغلب السلاح الذي تسلمه الحكومة الى ما يسمى بالصحوات يذهب الى الجماعات الارهابية ...وازاء هذه الحالة ما هو الحل ؟؟!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram