ان تشتم حاكما حتى لو كان في بلد بينك وبينه مسافة سنة ضوئية، قد أجد لك عذرا. لكنك ان شتمت شعبا بأكمله فلا بد ان يكون في عقلك خلل ما. الشعوب لا تشتم. ولا يشتمها الا من كان قد اتخذ من البذاءة مهنة. وفعلا كان هذا الوصف الذي قابل به المصريون، قبل العراقيين، شتائم توفيق عكاشة للشعب العراقي.
ولو اني لست في العراق جسديا الا اني استطيع الحكم بأن القناة التي ظهر عليها هذا المعتوه، بوصف أبناء بلده له، لا يشاهدها العراقيون. وعكاشة يعرف ذلك قطعا. من هنا تساءلت: ان كان يدري بأننا لا نشاهد قناته ولا نسمع أمثاله فلماذا خاطبنا وكأننا ننصت له؟ لا أنكر أنني حين سمعته فتألمت وخطر ببالي ماذا سيكون الرد لو انه هاجم السعوديين او الإماراتيين او الكويتيين مثلا؟ أو لسنا مثلهم لدينا نفط قد يفوقهم جميعا؟ وهل كانت سفارات تلك الدول ستسكت على الشتيمة لو حدثت.
من هنا قصدت السفير العراقي ضياء الدباس الذي وجدته محزونا هو الآخر. لماذا لم تفعلوا شيئا يا صديقي؟ رد عليّ لان الشاتم تافه وحتى المصريين قالوا لنا "حرام تردون على هاي الأشكال وتعطوها أكبر من حجمها". قلت له لكننا لو لم نقم برد فسيأتي من بعده الذي هو أتفه منه ويهيننا بما هو أشد. طمأنني ان هناك عراقيا سيقدم دعوى قضائية ضده وستعالج القضية قانونيا وليس سياسيا او إعلاميا عملا بوصية عدم "إعطائها اكبر من حجمها". تقريبا اقتنعت وقلت لانتظر رغم غليان الغضب بداخلي.
قرأت هنا وهناك ما نشره العراقيون على شبكات التوصل الاجتماعي فتأكد لي فعلا ان هناك شخصا ما سيقوم برفع الدعوى القضائية. فجأة لعب الفأر بعبي فعدت أتساءل: لماذا اختير هذا الشخص من دون كل العراقيين بمصر كي يقيم الدعوى لوحده؟ أما كان الأجدر ان تكون دعوى جماعية يتقدمنا فيها من لديهم حصانات دبلوماسية تحميهم من مطبات الشكوى ان حدثت؟ وسؤال آخر: لماذا لم يقم هذا العكاشة بشتمنا الا في اليوم الذي زار به حيدر العبادي مصر؟
بصراحة صرت اشعر أن المسألة فيها إنّ، كما يقال. وبصراحة أكثر اني لأشم في القضية رائحة نصب وانها صفقة مدبرة من نوع "خاص". لا أجزم بل يحاصرني الظن انها كذلك، وليس كل الظن اثما كما تعلمون. كما اني لا أشك بنباهة صديقنا السفير الذي أتمنى عليه قراءة هذا العمود، بينه وبين نفسه أولا، فلعله يجد فيه شيئا نافعا ان وجِد
لماذا شتمنا عكاشة؟
[post-views]
نشر في: 16 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ادم
دكتور هاشم لي مداخلة صغيرة يعد اذنك ، في منطقتنا الشرق اوسطية تشتم امربكا واوروبا يوميا وتنعت باقسى وبابشع النعوت من الكفر الى الرذيلة على مستوى افراد وحكومات واحزاب ومنظمات وعلى مدى الزمنين الماضي والحاضر ، لم نسمع يوما ما بان امريكا او اوروبا اقامت الدن
ادم
دكتور هاشم لي مداخلة صغيرة يعد اذنك ، في منطقتنا الشرق اوسطية تشتم امربكا واوروبا يوميا وتنعت باقسى وبابشع النعوت من الكفر الى الرذيلة على مستوى افراد وحكومات واحزاب ومنظمات وعلى مدى الزمنين الماضي والحاضر ، لم نسمع يوما ما بان امريكا او اوروبا اقامت الدن