قيادة عمليات بغداد وبعد يومين من الاحتفال بعيد الشرطة العراقية زفت بشرى منح البغداديين مكرمة سخية بافتتاح سيطرة جديدة وسط جسر الجادرية، تنفيذا لوعود كبار المسؤولين وتصريحاتهم بأن الأيام المقبلة ستشهد تخفيف الإجراءات ورفع المزيد من السيطرات الثابتة والمتحركة من شوارع العاصمة.
السيطرة كانت بقرب جامعة بغداد تم تحويلها لتكون وسط الجسر، ويبدو ان اصحاب الفكرة من ذوي العقول الكبيرة النيرة، اتخذوا قراراهم الستراتيجي الخطير استنادا الى رؤية ثاقبة ودراسة عميقة للموقف الأمني في إطار حرصهم على إدخال جسر الجادرية ضمن موسوعة غينس للأرقام القياسية بوصفه الاول في العالم يشهد زحاما مروريا لا مثيل له في الكرة الارضية، وتفرد الجسر بإجبار الأشخاص من ذوي الكروش الضخمة على مزاولة رياضة المشي فقدم لهم خدمة مجانية لإحراق الشحوم والحصول على جسم رشيق، وقوة بدنية تعينهم على الصبر والمصابرة أثناء مراجعة الدوائر الرسمية للحصول على شهادة الجنسية العراقية الجديدة ذات الختم الفسفوري، ومن محاسن الزحام المروري في جسر" الجادرية العالمي" انه يمنح ركاب الكيات الحافلات الصغيرة فرصة الاستماع الى الأدعية الدينية في الصباح ، لكي تطمئن القلوب بالإيمان، والدخول في تأملات وصفنات لإلغاء ما ترسخ في الذاكرة الشعبية حول مساوئ الصفنة للاعتقاد السائد بأنها للحمير ولا تصلح للبشر، تعطل تحقيق التنمية بكل أنواعها الاقتصادية والبشرية، وقيادة عمليات بغداد بمكرمتها الأخيرة لم تضع في حساباتها مخاطر وتداعيات وتأثيرات هذه القضية، وكأنها تريد ان تفرض حالة تلقي بظلالها القاتمة على عملية إعادة البناء والإعمار وتجديد أرصفة شوارع العاصمة بالبلاط المقرنص المستورد من الجارة إيران.
على جسر المسيب سيبوني قالها الراحل ناظم الغزالي للتعبير عن خيبة امل الشاعر المجهول كاتب الأغنية من فشل تجربة غرامية، فبث مشاعره بمفردات سيبوني وعذبوني، ومرمروني وأذوني وجرجروني، وفي ذلك الوقت كانت الأوضاع الأمنية مستقرة، ورجال الشرطة يستخدمون الخيول في مطاردة الخارجين على القانون، وحصان الشرطي يعبر جسر المسيب بخطوتين، ولا يحتمل ثقل حصانين لعبوره، والمعروف عن خيل الشرطة انها هي الاخرى تدخل في صفنات طويلة، ولهذا السبب ارتضت الاستجابة لرغبات الحمير لإنجاب البغال لتسهم بشكل فاعل في مضاعفة" الثروة الحيوانية".
عندما كانت الداخلية بلا وزير أعلن اكبر مسؤول فيها استيراد أجهزة حديثة لكشف السيارات الملغمة والعبوات الناسفة، وإزالة الحواجز الكونكريتية، وفتح الشوارع المغلقة، والجسر المعلق الربط بين حي الكرادة والمنطقة الخضراء المحصنة والمخصص لعبور مواكب المسؤولين والقادة السياسيين، وأمام قيادة عمليات بغداد فرصة اعلان زف بشرى اخرى ومكرمة جديدة بتنظيم سفرات مدرسية توفر للجيل الجديد زيارة الجسر المعلق وتحت إجراءات امنية مشددة ، فمواليد ما بعد عام 2003 لم يشاهدوا الجسر المعلق، والفكرة جديرة بالاهتمام والرعاية، وعلى جسر الجادرية سيبوني وعذبوني.
على جسر الجادرية عذبوني
[post-views]
نشر في: 16 يناير, 2015: 09:01 م