هناك مثل شعبي لدينا يقول : " إذا طاح الجمل تكثر سكاكينه " ..ينطبق هذا المثل كثيرا هذه الأيام على ساحتنا السياسية ، ربما لتأهب العديد من الناس لغرز سكاكينهم في أجساد رفاقهم في السباق السياسي إما حقدا وشماتة او لمحاولة مسح أكتاف بدلائهم ونيل رضاهم بكل الوسائل والطرق حتى لو كانت بغرز سكين في جسد جمل صبور او بنحره من الوريد الى الوريد ...
ربما كانت الفوضى السياسية وكثرة الصدمات وتعاقبها هو الذي افقدنا الثقة بالآخرين لدرجة اننا اعتدنا بيع وجوه وشراء اخرى مباشرة ودون التحقق من صدقها وكذبها ..نزاهتها وفسادها ..شرفها وخيانتها ..لهذا السبب تمكن العديد من ساستنا من ممارسة البغاء السياسي بعقد صفقات سرية واخرى ظاهرة لضمان استمرارهم في دائرة السلطة ولا يهم التضحية حينها بجمال أصيلة واستقدام اخرى هزيلة مكانها فالبقاء ليس للأصلح بل لـ(الأوكح ) عينا ..أقول هذا لأننا مع مجيء العبادي ومراقبتنا خطواته المحسوبة وسلوكياته المرسومة بعناية بتنا نطمع بما هو اكثر من ذلك ..تغيير وجوه كالحة كثيرة بعضها يجيد دور المهرج الذي يستخف بمشاعر الناس ويفرض عليهم غرابة أطواره وبعضها يتقن فن التلون حسب مقتضيات المرحلة فهو ( معاهم معاهم ..عليهم عليهم ) والمهم ان تملأ اعتراضاته وتصريحاته النارية القنوات الفضائية وان يظل دائما شاغل الناس ومصدر حيرتهم فهو لا يملك موقفا ثابتا من فئة ما الا بما تفرضه عليه المرحلة ..ووجوه اخرى اسودت وتشوهت من فرط تورطها في تمزيق العراق واسترخاص دماء أبنائه ومازالت قادرة على العبث به وبجدارة ..ووجوه فاحت رائحة فسادها النتنة وتكدست الأدلة والشواهد ضدها ولا سبيل الى تأديبها ومعاقبتها لتكون عبرة لمن يحاول استغلال المرحلة المقبلة ايضا ..
العبادي ليس ساحرا ولن ينفخ في الرماد ليشعل نارا بل ينتظر من الاخرين ان يوقدوا معه الشموع لإنارة طريقنا المعتم ، لكن العديد من السياسيين يتربصون ببعضهم البعض فيتدافعون في السباق وحين يسقط احدهم بفعل الإرهاق او ضغط الآخرين عليه تتوالى عليه الطعنات ليلفظ أنفاسه ويخرج نهائيا من السباق ..
المشكلة ان هموم الساسة كبيرة فعلا لكنها تصب جميعا في كيفية حفاظهم على مناصبهم والمحافظة على امتلاء جيوبهم اما هموم المواطن البسيطة دوما فلا تخطر على بالهم رغم انهم يتشدقون قبل كل انتخابات بالقضاء عليها لكنهم في النهاية وبعد ان يتبوءوا مناصبهم يقضون على المواطن وليس على همومه حين يسترخصون كل شيء حتى دمه للحفاظ على مناصبهم وحين يسرقون اللقمة من فمه ليملأون جيوبهم ...
نحن نراهن على العبادي لا شخصا وانما مسيرة معقولة لخياطة بعض الشقوق في رداء الوطن الممزق لكنه بحاجة الى من يدعم مسيرته ويوحد معه الكلمة لتدارك اخطاء المرحلة السابقة لالمن ينتظر سقوط الجمال او يعمل على اسقاطها عمدا ليغرز سكاكينه فيها .. نحن لا نحتاج الى المعارضة في هذه المرحلة حتى لو كانت ضمن كتل مستقلة تدعي ( الإرادة ) الوطنية للتغيير والقضاء على الفساد وحمل هموم المواطن او حلها ..نحتاج الى من لا يستخدم المواطن كورقة رابحة لخطابه السياسي مهما كان بائسا!!
إذا طاح الجمل
[post-views]
نشر في: 16 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
سعد
كلامك صحيحةجدا وعين العقل سيدتي فانا واحدا من الذين تفاجئو بقدرة بعض الناس على التلون وكذلك تغيير جلودهم مع كل شخص جديد ياتي وذلك طمعا بمنصب واذا لم يحصل على مايريد فيضع العصي في عجلة الحكومة ..سر يا رئيس الوزراء بمشروعك الوطني ونحن معك ولاتلتفت لعويل الب
سعد
كلامك صحيحةجدا وعين العقل سيدتي فانا واحدا من الذين تفاجئو بقدرة بعض الناس على التلون وكذلك تغيير جلودهم مع كل شخص جديد ياتي وذلك طمعا بمنصب واذا لم يحصل على مايريد فيضع العصي في عجلة الحكومة ..سر يا رئيس الوزراء بمشروعك الوطني ونحن معك ولاتلتفت لعويل الب