اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أطراف بغداد .. هل من نظرة خدميّة لقلب طاولة الإهمال والرأفة بحالها؟

أطراف بغداد .. هل من نظرة خدميّة لقلب طاولة الإهمال والرأفة بحالها؟

نشر في: 17 يناير, 2015: 09:01 م

قد لا تخفى عن أعينكم او مسامعكم المعاناة من أزمة السكن الخانقة ، نظراً لتزايد عدد السكان في العاصمة بغداد ، قياساً بعدد المجمعات السكنية المتواجدة فيها ، كما لا يخفى عجز المواطنين لاسيما أصحاب الدخل المحدود في بناء وحدات سكنية خاصة بهم ، هذا العامل د

قد لا تخفى عن أعينكم او مسامعكم المعاناة من أزمة السكن الخانقة ، نظراً لتزايد عدد السكان في العاصمة بغداد ، قياساً بعدد المجمعات السكنية المتواجدة فيها ، كما لا يخفى عجز المواطنين لاسيما أصحاب الدخل المحدود في بناء وحدات سكنية خاصة بهم ، هذا العامل دفع العديد من الأسر الفقيرة الى الانعزال بعيدا عن المدينة جراء غلاء الأراضي ومواد البناء ، لكن الى اين المستقر؟

 
اذ تعاني مناطق عديدة يطلق عليها مسمى (حزام بغداد) من نقص لأبسط وسائل العيش من ماء صالح للشرب، وطاقة كهربائية تنير منازلهم المبنية من (البلوك) وسقوفها المشيدة من (الصفائح الحديدية) المغطاة بأكياس النايلون محاولة منهم التخلص من دمار أثاثهم المتواضع بماء الأمطار ، تلك المناطق التي يصعب السير في شوارعها حتى لو استعنا بوسائل النقل القديمة المتمثلة بامتطاء الخيل والجمال ، ونحن الان في عام 2015 ومن غير الممكن ان نرى أية عاصمة من عواصم بلدان العالم العربي والغربي تشوبها هذه الظاهرة ، ومن المؤكد باستثناء بغداد ، اخذتنا اقدامنا الى مناطق عديدة تكاد تكون منسية من الجهات التنفيذية والرقابية ، لنبين ماهية تلك المدن وكيف يعتاش سكانها في بيئة تملؤها امراض عديدة ، والتقينا عددا من سكانها واليكم الاتي: باعة جوالة لمياه الشرب بمبلغ 3 الاف دينار للبرميل الواحد بعد المحاولات لساعات طوال قضيناها مع الزحام المروري الذي خلفته تخسفات الطرق , تمكنا من الوصول الى منطقة الرشاد الواقعة شرقي العاصمة بغداد , حيث يفاجأ زوار هذه المنطقة بتدهور الواقع الخدمي ومشاهدة مناظر بيئية سيئة ابتداء من انهار وبرك من المياه الآسنة مرورا بالعشرات من منازل العشوائيات , وانتهاء برصد جماعات من مروجي الممنوعات والعقاقير المخدرة . 
يقول المواطن تحسين التميمي وهو من سكنة منطقة الرشاد , ان " منطقته تعاني من عدم وجود المياه الصحية للشرب , ومن انعدام الكهرباء والشوارع المبلطة ", موضحا ان " اغلب سكان هذه المنطقة من قاطني العشوائيات ". ويبين ان " الأهالي يقومون بشراء المياه من الباعة المتجولين بمبلغ ثلاثة الاف دينار مقابل (التانكي) الواحد ", منوها الى ان " السيارات الحديثة تتجنب الدخول الى تلك المنطقة بسبب وعورة الطريق وازدحامه ". ويتابع ان " المنطقة تشهد حالات من الفيضانات في مواسم سقوط الأمطار, حتى ترتفع نسبة المياه الى ما يقارب النصف متر عن موضع القدم ", موضحا ان " سكان هذه المنطقة الذين يزيدون عن الـ1500 عائلة يعتاشون على جمع العلب وقناني المشروبات الغازية (القواطي) من النفايات وبيع قناني المياه في الشوارع , بالاضافة الى العديد من الاعمال المشابهة ".
نواب ينقضون عهودهم بتقديم الخدمات 
يقول المواطن عمار احمد في حديث لـ"المدى" , انني " اسكن في منطقة حي الأمانة التابعة لقطاع صفر في مدينة الصدر وبالتحديد أمام حمام المدينة, والمنطقة تعاني من عدم وجود شوارع مبلطة ولا شبكات لمياه الصرف الصحي ", مبينا ان " مياه الصرف الصحي الثقيلة يتم رميها في بحيرة تطل على قناة الجيش ". ويضيف ان " هناك مراب للسيارات في المنطقة تم تحويله الى مسكن للمواطنين , حيث تسكن هناك مايقارب الـ500 عائلة ", لافتا الى ان " عددا من النواب زاروا المنطقة قبل فوزهم بالانتخابات ووعدوا بتنفيذ الخدمات لهذه المنطقة مقابل ان يتم انتخابهم , ولكنهم سرعان ما أخلفوا بوعودهم عندما خرجوا منتصرين بالانتخابات ".
البلديات تضع خطة للنهوض بالواقع الخدمي لمناطق حزام بغداد 
يقول المتحدث باسم وزارة البلديات جاسم محمد في تصريح لـ"المدى" , ان " الوزارة مهتمة بالواقع الخدمي لمناطق اطراف بغداد", مبينا ان "الوزارة وضعت خطة للنهوض بالواقع الخدمي لتلك المناطق, ولكن عدم توفر التخصيصات المالية للوزارة حال دون ذلك ". ويضيف ، محمد ان " الوزارة أنهت المشروع المائي لمنطقة الحسينية, ومشروع مياه الصرف الصحي لمنطقة المحمودية الذي وصل لمراحله الاخيرة , فضلا عن وضع الوزارة لخطة متكاملة لتحسين مداخل العاصمة بغداد حسب الامكانيات المتاحة ".
ويكشف عن " انعقاد اجتماع بين وزير البلديات ومحافظ بغداد , لبحث الأوضاع الخدمية في مناطق حزام بغداد ", مؤكدا " وجود تعاون مشترك بين الوزارة والمحافظة في هذا المجال ".
الخدمات النيابية تؤكد بدء العمل بمشاريع مهمة لأطراف بغداد 
ويقول النائب عن لجنة الخدمات والإعمار النيابية بيستون عادل في تصريح لـ"المدى" ، ان " هناك تنسيقا بين لجنة الخدمات وبين مجلس بغداد وأمانة بغداد للحصول على معلومات كاملة بشان المشاريع المتوقفة والمتلكئة "، مبينا انه " من ضمن خطة اللجنة هو اقرار مشاريع متعددة لمناطق حدود بغداد ". ويضيف ، النائب انه " بعد اقرار موازنة 2015 ستجتمع اللجنة لتحديد المشاريع لجميع المناطق " ، مستدركا " ان عدم اقرار موازنة 2014 كان سببا رئيسيا في عدم اقرار مشاريع البنى التحتية لمناطق حدود بغداد لعدم امتلاك تخصيصات مالية ". وتوعد النائب بان " الفترة المقبلة ما بعد اقرار الموازنة ستشهد اقرار مشاريع لهذه المناطق".
مجلس بغداد : 700 مشروع !!! ونسبة الإنجاز 10 % فقط 
ويقول رئيس لجنة الخدمات والإعمار في مجلس محافظة بغداد، غالب الزاملي ، ان " جميع المناطق المتواجدة على اطراف بغداد تعد من ضمن عمل مجلس محافظة بغداد وليس عمل أمانة بغداد "، مبينا ان " هذه المناطق يتواجد بها عدد كبير من المشاكل مثل تصريف مياه الصرف الصحي ومياه الشرب وغيرها من الأمور ". ويضيف في تصريحه لـ"المدى" ، ان " هذه المشاكل تعد من خطط من محافظة بغداد القادمة " ، مستدركا " الكثير من المشاريع في هذه المناطق متوقف لعدم وجود أموال لاستكمالها "، لافتا الى انه " سيتم استئناف العمل بهذه المشاريع والعمل على مشاريع جديدة بعد اقرار موازنة 2015 ". ويشير الزاملي الى ان " المشاريع المقرة من قبل تنمية الأقاليم التي توجد تلكؤ كبير جدا بها تعد قرابة الـ(700) مشروع في مناطق حدود بغداد والسبب عدم وجود الأموال اللازمة "، مبينا ان " نسب الانجاز بهذه المشاريع وصل الى نحو 10% فقط وذالك بسبب عدم اقرار الموازنة ".
طبيب ينتقد الواقع الصحي في حزام بغداد 
من جانبه يرى الطبيب الجوال في دائرة صحة الرصافة (مزاحم مال الله) ، ان " وزارة الصحة بحاجة الى نهضة حقيقية شاملة بالواقع الصحي العراقي "، مبينا ان " الواقع الصحي في المناطق النائية من العاصمة بغداد سيئ جدا وخاصة بين الاطفال ". مستدركا " لقد زرت عدة مناطق نائية من العاصمة بغداد تنقصها الخدمات البيئية والصحية بشكل عام "، موضحا انه " بسبب ذلك انتشرت بين الناس وخصوصا الاطفال امراض كثيرة ومنها مرض الديدان المعوية الذي يسبب فقر الدم والشحوب وقلة الكفاءة الذهنية ووجدنا ايضا التشوهات الخلقية لدى الاطفال ". ويضيف مال الله في حديث صحفي انه " لو وجدت خدمات طبية حكومية تتمكن من سد هذا الفراغ للجأ الناس لها "، مبينا ان " الامراض الاخرى المنتشرة في هذه المناطق هي الحساسية الجلدية والامراض الانتقالية الجلدية وخصوصا الجرب والفطريات وان سوء التغذية هو واحد من الظواهر الرئيسة في تردي الحالات الصحية للناس ". ويوضح ، ان وزارة الصحة بحاجة الى نهضة حقيقية شاملة بالواقع الصحي العراقي والسياسة الصحية في العراق و"نحن بحاجة الى بناء مستشفيات بضعف العدد الموجود حاليا "، مؤكدا انه " لم يبن اي مستشفى حكومي منذ 28 عاما وان ما يجري الان في المستشفيات الحكومية لايتعدى تغليف وتجميل المظهر الخارجي ولكن واقعها الداخلي هو بعيد تماما عن ما يجب ان تقدمه من خدمات صحية للمواطنين ". ويشير مال الله الى ان " المراكز الصحية تعاني من شحة الاطباء والكادر الطبي برغم الزخم الكبير من المواطنين ، فهناك ما لايقل عن خمسين الف مواطن يراجعون مركزا صحيا واحدا وهذا العدد هو ضعف العدد المثالي بخمس مرات ما يقلل من مستوى الخدمات التي تقدمها الكوادر الصحية ". ويبين ، ان " النشاطات التي قمت بها نشرتها في الإعلام ونشرت صورا عن الواقع البيئي المتردي في هذه المناطق ، ولكن الاستجابة ضعيفة جدا ولا يوجد اي تجاوب حقيقي ازاء المشاكل الصحية الموجودة في البلاد ". وتعاني مناطق اطراف بغداد من اوضاع بيئية سيئة نتيجة عدم توفر الخدمات من ماء وكهرباء وبنى تحتية وانابيب لمياه الصرف الصحي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram