أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، امس السبت، رفضها لتشكيل حزب العمال الكردستاني الـ(pkk) إدارة "مقاطعة سنجار"، وعدته "عملاً غير قانوني ومضاداً للدستور"، وفيما حذرت من "توترات سياسية وإدارية"، أشارت إلى أنها تسعى لتحويل قضاء سنجار إلى محافظة بالتنسيق
أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق، امس السبت، رفضها لتشكيل حزب العمال الكردستاني الـ(pkk) إدارة "مقاطعة سنجار"، وعدته "عملاً غير قانوني ومضاداً للدستور"، وفيما حذرت من "توترات سياسية وإدارية"، أشارت إلى أنها تسعى لتحويل قضاء سنجار إلى محافظة بالتنسيق مع الحكومة المركزية. وقال مجلس وزراء إقليم كردستان في بيان تلقت، (المدى برس)، نسخة منه، إن "منطقة سنجار تشهد وضعاً سيئاً جداً منذ هجوم تنظيم (داعش) في الثالث من آب 2014"، مبيناً أن "شعب كردستان ينظر الآن إلى عمليات القتل الجماعي وخطف النساء الكرديات الايزيديات في تلك المنطقة على أنها جرح جديد في جسم كردستان".
وأضاف مجلس الوزراء أن "القائد العام لقوات البيشمركة مسعود بارزاني وبسبب ذلك الجرح الصعب، أشرف ويشرف بنفسه على خطط وهجمات البيشمركة ضد مسلحي داعش في تلك المنطقة"، مشيراً إلى أن "حكومة اقليم كردستان بذلت كل ما بوسعها في ذلك الظرف غير الاعتيادي لنجدة أهالي المنطقة وإعادة الفتيات والنساء الكرديات الايزيديات، واللاتي مازال عدد كبير منهن في قبضة إرهابيي داعش".
وتابع مجلس الوزراء أن "حكومة اقليم كردستان وعبر لجنة كثفت محاولاتها في إطار تعريف تلك الإبادة الجماعية والاختطاف الجماعي في تلك المنطقة، والتي تعد حملة أنفال جديدة مرتكبة بحق الكرد الايزيديين".
وقدم مجلس الوزراء، شكره "لجميع المقاتلين في وحدات حماية الشعب، الذين عاونوا البيشمركة في بداية هجمة (داعش) لنجدة الكرد النازحين في منطقة سنجار"، مستدركاً "لكننا من المنظور السياسي والدستوري نعلن أن محاولة حزب العمال الكردستاني لتشكيل مجلس وإدارة لمنطقة سنجار في يوم 14/1/2015 هو عمل غير قانوني ومضاد للدستور والقوانين المتعامل بها في كردستان والعراق".
وأكد مجلس وزراء إقليم كردستان أن "هذه التدخلات في شؤون كردستان العراق غير مقبولة، ويجب أن يبتعد حزب العمال الكردستاني عن تلك التدخلات في شؤون كردستان العراق بالكامل، لا يجب التعامل بسياسة وحزبية مع ويلات تلك المنطقة الجريحة، لذا فإنه يعد عملاً غير قانوني، وسيصبح سبباً في نشوب توترات سياسية وإدارية". ولفت مجلس الوزراء إلى أن "اقليم كردستان والعراق لهما مؤسسة دستورية وشرعية، والكرد الايزيديون ومنطقة سنجار لديهم ممثلون في برلمان اقليم كردستان ومجلس النواب العراقي ومجلس محافظة نينوى، لذا فإن أي عمل يقام به الآن وفي المستقبل لمنطقة سنجار، يتم من خلال المؤسسات الشرعية في اقليم كردستان والعراق وليس عبر طرق غيرة قانونية وتدخلات مرفوضة".
وشدد مجلس الوزراء على أن "كل جهودنا في مجلس وزراء اقليم كردستان أن تصبح مساعدة الناس في الأجزاء الأخرى في كردستان مع منطقة سنجار والمناطق الأخرى في كردستان العراق وتكون سبباً في تحسن العلاقات ومزيد من الاختلاط، وليس الانقسام ونشوب التوترات"، مطالباً حزب العمال الكردستاني "بوقف محاولاته غير القانونية في كردستان العراق فوراً".
وأشار مجلس وزراء اقليم كردستان "هنا نؤكد على تصريحات السادة أمير الكرد الايزيديين ورجال الدين والشخصيات الكردية الايزيدية، بأن هذا التدخل سيكون سبباً في تردي الوضع في سنجار وبالنتيجة سيكون المتضرر على وجه الخصوص هما كردستان العراق ومنطقة سنجار، لذا يجب إنهاء أية محاولة من هذا النوع". وأوضح مجلس الوزراء أن "قوات البيشمركة تسعى لاستعادة كامل السيطرة على منطقة سنجار، كما أن جهود حكومة اقليم كردستان لمساعدة أهل المنطقة الحبيبة و إعمارها ستتواصل ومن أجل تحقيق ذلك هي تحاول مع الحكومة الفيدرالية في العراق".
ولفت مجلس الوزراء إلى انه "يتباحث مع الحكومة الفيدرالية في العراق حول المقترح الذي يطالب بتحويل سنجار إلى محافظة اخرى، وذلك بشكل قانوني ودستوري ووفقاً للطرق القانونية والدستورية، وأي حوار بشأن هذا الموضوع سيتم بعلم ومشاركة مجلس محافظة نينوى". وكانت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان إقليم كردستان رفضت، امس السبت،( 17 كانون الثاني 2015)، تشكيل (مقاطعة سنجار)، وعدت القضاء جزءاً لا يتجزأ من الوطن، وفيما طالبت رئاستي برلمان وحكومة كردستان بوضع حد "للسياسية العوجاء"، أكدت أن تلك المطالبات "تدخل" في سيادة جنوبي الإقليم. وأعلن حزب العمال الكردستاني (PKK)، أمس الأول الجمعة، (16 كانون الثاني2015)، مجلساً مستقلاً لمقاطعة سنجار، واصفاً ذلك بـ"الخطوة التاريخية" بالنسبة للكرد الإيزيديين، فيما بيّن أن المجلس سيكون الخطوة الأولى، للتأسيس لـ"إدارة ذاتية ديمقراطية" في سنجار.
وتابعت الكتلة أنه "في الوقت الذي يخوض الوطن حرباً فرضت عليه من قبل الجماعة الإرهابية العالمية (داعش)، وإلى جانب بطولة البيشمركة وصمود شعب كردستان، هناك دعم من المجتمع الدولي ووئام بين القوى والجهات في جميع أجزاء كردستان والتي أصبحت عاملاً مهماً في نجاح هذا المخطط الذي وضعه أعداء الإنسانية والحرية ضد شعب وأرض وتجربة كردستان".
وأعربت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني، عن أسفها "في هذا الوقت ومن دون حساب للمؤسسات القانونية في جنوبي كردستان واحترام إرادة الشعب الجريح المظلوم في سنجار، فتح حزب العمال الكردستاني الطريق باباً للأحاديث والآمال غير المشروعة".
فيما أعلنت وزارة البيشمركة ، امس السبت، أن قواتها تمكنت من صد هجوم لعناصر تنظيم (داعش) في قضاء سنجار، غرب الموصل،(405كم شمال بغداد).
وقال مسؤول المكتب الإعلامي والثقافي في وزارة البيشمركة هلكرد حكمت في حديث الى (المدى برس)، إن "قوات البيشمركة تمكنت، فجر امس، من صد هجوم لمسلحين من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي في قضاء سنجار، غرب الموصل"، مبيناً أن "حالة الطقس السيئة حالت من دون تحديد حجم الخسائر في صفوف عناصر التنظيم". وأكد هلكرد، أن "الهجمات لم تلحق أي أضرار بشرية بين عناصر البيشمركة"، مبيناً أن "مسلحي (داعش) استخدموا في الهجمات التي دامت لأكثر من ثلاث ساعات انواعاً مختلفة من الأسلحة". يذكر أن قوات البيشمركة استطاعت أن تصل الى جبل سنجار، غرب الموصل وتمكنت من فتح الطريق بين دهوك وسنجار وحررت عدداً من القرى التابعة الى قضاء سنجار إضافة الى أحياء من القضاء. وكان مصدر في قوات البيشمركة، أفاد في حديث إلى (المدى برس)، في وقت سابق من يوم السبت، الـ (20 كانون الأول 2014) بأن قوات البيشمركة تمكنت، من السيطرة على الحدود بين العراق وسوريا في المحور الواقع بين ناحية ربيعة وقضاء سنجار، بعد معارك عنيفة ضد تنظيم (داعش) الذي كان مسيطراً على الحدود العراقية السورية أسفرت عن انسحابه منها.
وقال رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، يوم الأحد الـ(21 كانون الأول 2014)، إن ما قامت به قوات البيشمركة خلال 24 ساعة الماضية لتحرير قضاء سنجار يمثل "أسطورة تاريخية". وسيطر تنظيم (داعش) منذ بداية آب الماضي على مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك ضارية مع قوات البيشمركة اضطرتها الانسحاب منها، وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية، إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الايزيديين في جبال سنجار، حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو.