لن تعرف عزيزي المواطن، مثلما لن نعرف نحن معشر الإعلاميين، ماذا حدث ويحدث بين نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، والبرلماني مشعان الجبوري، هل الخلاف على اسم المتعاقد: "المحروسة " ابنة الجبوري أم "الفتى المدلل" ابن أخ المطلك.. كما لم تعرف أيضا أين ستحطّ رحالها أو رحلها لجنة " أُمُّ قَشْعَمِ " وقيل في مستقصى الزمخشري أنّ أُمُّ قَشْعَم تعني: الحربَ، وقيل: المَـنِـيَّة، وقيل: الضَّبُع، وقيل: العنكبوت، وفي مستقصى أحوالنا تعني حتماً لجاناً تُشكّلُ وتُصرفُ عليها أموال ثم تسجّلُ الحادثةُ ضدّ مجهول لم نعرف هويته حتى أيامنا هذه.. لجنة لكشف ملابسات حادثة الحويجة، لجنة للتحقيق بصفقة الأسلحة الروسية، لجنة تحقيقية في مشروع المدينة الرياضية، لجنة لإصلاح وزارتي الداخلية والدفاع، لجنة بملابسات حادثة وزارة العدل، لجنة لتقصّي عقود وزارة الكهرباء.
عوّدتنا اللجان وطرائفها في البحث والتحقيق على انتشار آفة النسيان، وتلبّد المشاعر والأحاسيس، وجعلتنا ننسى أرقام الضحايا مثلما نسِينا أرقام الأموال التي نُهبت خلال الأعوام الماضية، قُتل عشرات الآلاف وهُجّر وشُرّد الملايين، ودُمّرت مدن، إلا أن أرقامنا الرسمية لاتزال تؤكد أن العدو يتقهقر وسيتقهقر "غصباً عنه "،لأن ساستنا " الأفاضل " يخافون الله في السرّ والعلن، ولأنّ إزاحتهم من مناصبهم تعني أشبه بيوم القيامة، عندها لن تقوم للبلاد بعدها قائمة، مثلما صدر على لسان صالح المطلك داعية التضامن والمحبّة في بلادنا العزيزة.
لقد تعودنا، للأسف، على أن نتيجة اللجنة التحقيقية ليست مهمّة جداً، وأن المشكلة فقط في وصف الجريمة، هل هي متعمدة، أم كانت سهواً، أم كل شيء تحت السيطرة، طبعاً لا يمكن لعقل، مهما كان مهوساً بالشكوك والمبررات، أن يتخيل أنّ لجنة تحقيقية يبلغ عدد أعضائها أكثر من عدد المستجوَبين – أقصد لجنة التحقيق بسقوط الموصل -. لم نقرأ ذلك في الروايات المسلّية، ولم نشاهدها حتى في أفلام المرحوم " إسماعيل ياسين "، لأن جريمة مثل سقوط الموصل لا تحتاج إلى بيانات ومزايدات سياسية، بل في تقديم المقصّر والمتسبّب إلى القضاء فوراً، فالمسألة هنا ليست خلافاً على عدد أعضاء اللجنة، بل مصير بلد يُراد له أن يبقى على حافّة الهاوية.
بعد أحد عشرعاماً من اللغو والخطابات واللجان التي انتهت صلاحيتها نجد أنفسنا وسط مسؤولين يسعون لإغراق حياتنا بكلّ ما هو مزيّف،مصرّين على أن يأخذونا معهم في دهاليز الاختيار بين العمل على تطوير مؤسسات الدولة، أو تشكيل لجان للفلفة المآسي والخراب.
وبالإذن من بعض القرّاء الأعزاء سأعود إلى الكتب، وأقتبس من أبي المؤرخين هيرودوت الذي صنّفَ الحكّام ودرجاتهم، فكان أسوؤهم من عاش حياته فاقداً للحياء، وأقلهم شأناً من قال: أنا ومن بعدي الطوفان . ويضيف المرحوم هيرودوت، إن الحروب تُنتج طبقة من الرجال فوق القانون، وفوق البلدان "
وأتمنى عليكم أن تتخيلوا فقط " 26 ألف قتيل وجريح..ومليونين ونصف المليون مهجّر، وأكثر من ألفي طفل مشرّد يموتون بسبب البرد خلال عام واحد فقط ".. ياأعزائي أصحاب مباريات الملفات المغلقة نطلب منكم أن تصمتوا، ورحم الله الراحل هيرودوت يوم قال لأحد تلامذته: "إياك أن تستمع إلى قصص المزهوّين بأنفسهم"، كان هذا قبل أن تُصبح الفضائيات جزءاً من زهو الساسة والمسؤولين، ممن لا يؤرّقهم تأنيب الضمير ولا يُخجلهم سوء السمعة.
الموصل.. فاصل ونواصل
[post-views]
نشر في: 17 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
ابو سجاد
يااستاذ ان الاتي اعظم وادهى لايزال ليلنا طويلا وملبدا بالغيوم السوداء
عراقي
الاخ الفاضل علي حسين المحترم تحياتي أن أي شئ يراد أخفاؤه ،او تذويبه ،على المسؤول ( تشكيل لجنه ) منذ سنين شكلت لجان ولا نعرف ماهي قراراتها ،او توصياتها ،ولمناسبة مقالك الذي أقدره وأحترمه ،أقترح على الحكومة العراقية الموقره أن تشكل وزارة جديده باسم ( وز
ابو سجاد
يااستاذ ان الاتي اعظم وادهى لايزال ليلنا طويلا وملبدا بالغيوم السوداء
عراقي
الاخ الفاضل علي حسين المحترم تحياتي أن أي شئ يراد أخفاؤه ،او تذويبه ،على المسؤول ( تشكيل لجنه ) منذ سنين شكلت لجان ولا نعرف ماهي قراراتها ،او توصياتها ،ولمناسبة مقالك الذي أقدره وأحترمه ،أقترح على الحكومة العراقية الموقره أن تشكل وزارة جديده باسم ( وز