TOP

جريدة المدى > عام > (قضايا إسلامية معاصرة) في عددها الجديد..الهرمنيوطيقا والمناهج الحديثة في تفسير النصوص الدينية

(قضايا إسلامية معاصرة) في عددها الجديد..الهرمنيوطيقا والمناهج الحديثة في تفسير النصوص الدينية

نشر في: 18 يناير, 2015: 09:01 م

عن مركز دراسات فلسفة الدين صدر العدد المزدوج 57-58 من مجلة (قضايا إسلامية معاصرة) التي تعنى بالهموم الفكرية للمسلم المعاصر متمحوراً حول "الهرمنيوطيقا والمناهج الحديثة في تفسير النصوص الدينية 2 ". وفي هذا الاتجاه تضمن العدد دراسات وبحوثا لعدد من فلاسف

عن مركز دراسات فلسفة الدين صدر العدد المزدوج 57-58 من مجلة (قضايا إسلامية معاصرة) التي تعنى بالهموم الفكرية للمسلم المعاصر متمحوراً حول "الهرمنيوطيقا والمناهج الحديثة في تفسير النصوص الدينية 2 ". وفي هذا الاتجاه تضمن العدد دراسات وبحوثا لعدد من فلاسفة وعلماء متخصصين من العرب والأجانب.. وضمن كلمة التحرير كتب الدكتور عبد الله البريمي تحت عنوان: "الهرمنيوطيقا البحث عن المعنى في أزمة المعنى" مشيراً ان التأويل الهرمنيوطيقي استمد جل شروطه من مركزية النص المقدس، ومن تصور شائع مؤداه انطواء واشتمال، وهذا النص على مستويات متعددة من الدلالات الدينية، وهي دلالات ليست مباحة أمام الجميع، إلاّ لمن لديه من المعرفة والقدرة ما يتيح له سبر أغوارها.

الهرمنيوطيقا اقتصرت في بادئ الأمر على تأويل النصوص الدينية، لكنها مدت نطاق اهتمامها بعد ذلك لتشمل كلّ أنواع النصوص الأخرى لغوية وغير لغوية. فهي لم تعد مجرّد تقنية مختصة ومقتصرة على مؤولي الوحي والخوارق بل التأويل الأهم هو الذي يضع نصب أعينه الإشكالية العامة للفهم". وفي الحوار الذي أجراه مدير التحرير محمد حسين الرفاعي مع د. فتحي المسكيني بعنوان "الهرمنيوطيقا فلسفة عوضت أسئلة التفكر بأسئلة الفهم"، كاشفاً عن هيكل الهرمنيوطيقا على انها تعبير عما تتضمّنه لغة قوم من حيث انهم ينطقون بها، وهي منطقُ نطقهم بما هم بشر وليست مجرد تأويل لما هو غير مفهوم.. وفي بحث د. جوزيبي سكاتولين"قراءة هرمنيوطيقية للنص الصوفي" مبيناً ثمة مسافة مستديمة تقع بين العالَم المعرفي أو الإبستمولوجي الخاص بنا، وذلك الخاص بالمؤلف. للتغلُّب على هذه المسافة يعني الشروع في رحلة تقودنا من عالمنا الروحي المألوف إلى عالم المؤلف الغريب عنَّا، وبالعكس من العالم الروحي الخاص بالمؤلف إلى عالمنا القريب، فهذه رحلة محفوفة بالكثير من المخاطر، إلاّ أنه لا بدَّ منها إذا أردنا بالفعل فهمَ عالم الآخر البعيد. ويبين الدكتور علي مبروك في مقاله "عن القرآن وفعل القراءة وإنتاج الدلالة" ان التعامل مع القرآن بوصفه فضاءً مفتوحاً لفيض من الدلالات المتنوعة والمتباينة يرتبط بتصوره كساحة رحبة يتواصل فوقها البشر في سعيهم إلى بناء عالم يتسع لهم جميعاً من دون إزاحة أو إقصاء، ويؤكدون في رحابه التنوع والتباين الذي أراده الخالق لهم.. وفي بحثه "إضبارة النص وهرمنيوطيقا الوعي" يبين الدكتور عباس أمير ان النص حدث وكل حدث يكتنفه التبدل والتحول وتبدو ماهيته في التباسه أو تعدده وانشطاره، فما يكتنف النص من تبدل وتحول هو المآل الوجودي للنص. وفي بحثه يشير محمد حسين الرفاعي ضمن عنوان "الفكر العربي المعاصر وتساؤل لهرمنيوطيقا- ممارسة إبستيمولوجية من أجل الهرمنيوطيقا في الفكر " الى ان التساؤل ليس ضرباً خارجياً من ضروب الوجود التي تمارسها الذات؛ لأن ماهيَة التفكير، إنّما هي حوار بين وبين، وفوق كل شيء حوار بين الذات وذاتِها. وعن حضور المقاربات الأنثروبولوجية في القراءات المعاصرة للفكر الإسلامي يشير نور الدين كوسة الى ان المنهج الأنثروبولوجي يتمتع بسمات تجعله الأقدر على ملامسة لب الظّاهرة الدّينيّة وتشخيص حيثياتها وأبعادها، ومن زوايا غير مسبوقة ضمن المناهج المنحدرة من فروع العلوم الإنسانيّة والاجتماعية.. وفي باب النقد نقرأ للدكتور آرش نراقي "ماهية الكلام الوحياني عند محمد مجتهد شبستري" وفيه يبين إن نظرية شبستري بشأن ماهية الوحي القرآني تقوم على نفي الفهم الموروث للوحي، الذي يكون فيه الله قادراً على محاورة الناس، ويمكن فيه اعتبار الكلام الوحياني عين كلام الله. ويبين الدكتور عبد الجبار الرفاعي في بحثه "فلسفة الدين- تمهيد تاريخي موجز" ان اللاهوت الطبيعي اقترن باسم القديس توما الاكويني (1224 – 1274) الذي يؤكد على امكانية الاستدلال العقلي على جميع المعتقدات اللاهوتية من دون حاجة للاستعانة بالوحي. واللاهوت الطبيعي يقابل اللاهوت الوحياني وهو اللاهوت النقلي الذي يتخذ من الوحي طرقاً للوصول الى المعتقدات، غير أن اعتماد العقل في إثبات المعتقدات يعود الى ما هو أقدم من عصر توما الاكويني، فالفلاسفة اليونان استخدموا الأدلة العقلية في البرهنة على وجود الله، اما جورج ويلهم فردريك هيغل 1770 – 1831 فقدم تفسيرا آخر، ترتكز فلسفته للدين فيه على ان أساس الأشياء هو الحياة، أما الدين فهو رفع الحياة النهائية الى مستوى الحياة اللانهائية، ولا علاقة لفلسفة الدين بإيمان فيلسوف الدين والباحث والدارس في هذا الحقل أو عدم إيمانه، كما هو حال المتكلم واللاهوتي في اللاهوت وعلم الكلام، ذلك ان الباحث في فلسفة الدين يفترض ان يكون محايدا؛ يتحرى الموضوعية، وما يقود اليه العقل والأدلة في بحثه، فهو لا يعنيه تكريس المعتقدات الدينية، مثلما لا يعنيه نفيها، ولا يتوقف تفكيره عند حدود أو سقف معين لا يتخطاه في بحثه، كما يفعل اللاهوتي والمتكلم، الذي ينطلق من مسلمات اعتقادية، ولا يكف عن التدليل عليها، من خلال الأدلة النقلية والعقلية. فيلسوف الدين باحث يتحرى الحقيقة، كما هو الباحث في أي حقل من حقول الفلسفة، ربما يكون فيلسوف الدين مؤمناً مثل إيمانويل كانت، يركغورد بلانتنغا، وربما يكون ملحداً، أو لا أدرياً.. كما نطالع للدكتور قحطان جاسم مراجعة نقدية تسلط الأضواء على أهمية مبادرة هذه الدورية، بإصدار عدد موسع خاص بالذكرى المائتين لميلاد الفيلسوف الوجودي الدانماركي المؤمن سورنكير ككورد في نهاية عام 2013. ويشدد قحطان جاسم على ان اهتمام قضايا اسلامية معاصرة بفكر وفلسفة المفكر الدانماركي كيسورنكيرككورد، إنه تأكيد آخر على انفتاح المجلة على التيارات الفكرية المتنوعة.. وفي مقال للدكتور عبد الله بريمي تحت عنوان "تاريخانية التأويل- هانز جورج غادامير" يذكر إن التأويل، حسب غادامير، حدث في التاريخ يتم فيه تفاعل النص والمؤول والذات والموضوع تفاعلا متبادلا. وفي كل عملية فهم، وهي المسار الطبيعي، نحو إطلاق العنان لسيرورة التأويل لا بد من استحضار قوانين النص وقوانين السياق. وفي هذه السيرورة يكون للأحكام المسبقة دور رئيس كونها تشكل الكون الوحيد الذي يجعلنا منفتحين على العالم والنص معا.. ولتاريخية التأويل علاقة حميمية مع الزمن ومع الجوهر الزمني للإنسان. فالزمنية معطى هرمنيوطيقي غير قابل للاختزال، والمعنى لا يقدَّم هكذا دفعة واحدة، وبصورة فورية، لأن زمنية الفهم تتدخل بشكل مباشر في إعادة بناء المعنى انطلاقا من استحضار المسافة الزمنية بوصفها عنصرا مغذيا وبانيا للسيرورة التأويلية والتواصل المستمر مع التراث.. ونطالع ترجمة للباحث أسامة الشحماني بعنوان "عن جوهر الدين" لـشلاير ماخر يقول فيه: اسمحوا لي أن أسألكم عما تخبركم به ميتافيزيقيتكم، أو فلسفتكم العقلية حيال الغيب، فيما إذا رفضتم التعاطي مع مصطلح الميتافيزيقا لأنه قديم أو تاريخي بالنسبة لكم. لافتاً الى ان الميتافيزيقا تقسم الكون وترتبه بشكل أو بآخر، وتبحث في مبادئ وأسباب الوجود، كما تحاول تفسيره لاستنتاج ضرورة مثول الحقيقة، وما يتمخض عنها كواقع الحياة وقوانينها، وتلك منعرجات لا ينبغي للدين أن يخوض غمارها، ولا يجب عليه أن يظهر ميلاً لتحديد وضع الكائنات بمواجهة الطبيعة، لئلا يتخبط في تعقيد شروحات لأسباب وعلل تبدو لانهائية، فيما تثيره من جدل وخلافات في التماس الأسباب النهائية والتعبير عن الحقائق الأبدية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

مشاركة 25 ألف مركبة خاصة و350 باصاً في نقل الزائرين

660 ألف طفل في قطاع غزة لا يزالون خارج المدارس

وزير الخارجية: القوات الأمريكية ستبقى في العراق بظل إدارة ترامب الجديدة

إيران: استقالة المسؤولين الإسرائيليين دليل على هزيمتهم

اسعار النفط العراقي تهوي لما دون 80 دولارا

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram