تحقيق وتصوير/ ليث محمد رضا مجرد التفكير بالذهاب لجزيرة بغداد السياحية يبعث شعوراً بالفرح لما ترتبط به ذاكرة المواطن العراقي مع هذه الجزيرة من ذكريات جميلة. الجزيرة تقع شمال بغداد وهي مطلة على نهر دجلة أنشئت على مساحة 500 دونم وهي متنفس مهم وكبير للعراقيين،
ولها برج شاهق حرص كل من زار الجزيرة على صعوده و الاستمتاع بالنظر الى بغداد ، فضلا عن عدد من المطاعم وقاعة للعب "البولينغ" وساحات لكرة القدم وكرة المضرب وسط حدائق واسعة توزعت فيها شقق سياحية . وكان ان قدر لهذا الصرح السياحي ان يكون مسرحاً لعمليات عسكرية ، فقبل دخول القوات الأمريكية 2003 كانت الجزيرة مقراً للجيش العراقي ، وبعد وقت قصير من بدء العمليات العسكرية ، تم استهدافها بعدد من الصواريخ مما اضر ببناياتها ومرافقها. بعد ذلك تعرضت الجزيرة إلى عمليات نهب (فرهود) من قبل اللصوص (الحواسم) أدت إلى تخريبها . قبل ان تستقر فيها القوات الأمريكية التي اتخذتها قاعدة عسكرية. و بعد ست سنوات من إغلاقها بوجه الزوار أجريت عملية تأهيل سريعة (شربتة) تم خلالها الاعتماد على الجيش الامريكي لملء قنوات الجزيرة بالمياه قبل ان تسلم لقيادة عمليات بغداد التي سلمتها لوزارة السياحة والاثار في شهر حزيران من العام الحالي. و تم افتتاحها ابتداءً من اول أيام عيد الأضحى الماضي وكانت نائب قائد القوات الأمريكية للشؤون المدنية في العراق (ماريا زومولت) قد قالت ان "القوات الأمريكية قامت بإعادة تأهيل جزيرة بغداد بالتعاون مع وزارة السياحة ، حيث تمت إعادة تشغيل وحدات ضخ المياه لتحويلها من نهر دجلة الى البحيرة الاصطناعية التي كانت جافة كذلك قامت بتنظيف الجزيرة السياحية من القصب"، منوهة الى ان "الجانب الأمريكي دفع مبلغا قدره 500 ألف دولار ! لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل جزيرة بغداد، وتم توظيف ما يقارب 100 ألف شخص خلال مرحلة التنفيذ وا ن السياحة عليها ان تكمل بقية الاستعدادات لافتتاح الجزيرة السياحية". مطبات في الطريق و شحة مطاعم في الداخل لو ذهبت لجزيرة بغداد السياحية سيلاقيك مطب عميق (طسة) عند بداية الشارع المؤدي لها يفسد عليك متعة النظر الى جمال البساتين الموجودة على جانبي الشارع ليذكرك بواقع الخدمات المتردي و هكذا تتوالى المطبات على امتداد الطريق و مع كل مطب يتبادر الى ذهنك سؤال مفاده : اي إعادة تأهيل أجريت على الجزيرة السياحية قبل افتتاحها اذا كان الطريق المؤدي لها لم تجر عليه عملية أكساء ثم تنظر و انت في منتصف الشارع الى جانبه الأيسر لترى جمهرة من الناس و قد تجمعوا حول عربة وقف عندها رجل اخذ ينشد بصوت عال (هاي الـفـلافـل) و الرجال والنساء يتدافعون عليه بعزيمة الشباب لكي يتزودوا قبل دخولهم للجزيرة السياحية لعدم توفر المطاعم داخل الجزيرة. فالمطعم الذي اجري فيه حفل الافتتاح لم يره الناس عند دخولهم ان كان مفتوحا! ، ثم تكمل طريقك لتمر عبر سيطرة عسكرية و تدخل الجزيرة بعد ان تخضع للتفتيش لترى ان الحال داخلها غير مختلف عن الطريق المؤدي لها.فأغلب المرافق التي كانت تميز هذه الجزيرة لم تزل منها اثار الدمار بعد . الجزيرة تعج بالنفايات يفترض ان تكون النظافة تحصيل حاصل سيما في الاماكن السياحية الا ان جزيرة بغداد اثبتت خطأ هذه الفرضية فما ان تدخل حتى ترى الاكياس والاوراق في كل مكان بالاضافة الى النفايات المتجمعة ولا ندري ان كان من جمع تلك النفايات وتركها يوم العيد و الايام التي تلته كما يقول المثل الشعبي ( يتاني السيارة ) فكل من يزور الجزيرة السياحية هذه الايام لا يلمس عملية تنظيف جدية قد سبقت افتتاح الجزيرة او تلته المواطن عباس ناصر قال : جئت إلى مكان سياحي لكي ارتاح من هموم ومشاكل الحياة و ليس لكي اعاني و لكن الذي سيعلق بذهني هذه المرة ، النفايات المتناثرة في جنبات الحدائق و كم هي معاناتي من عدم توفر وسائل الراحة لذلك فأنا نادم على مجيئي هنا . و الجزيرة تحوي بقايا مواد بناء وانقاض من اثار الدمار الذي لحق بالمكان نتيجة للحروب لذلك عبر لنا المواطنون عن استيائهم من حال الجزيرة بشكل عام فيقول المواطن ( حميد علي ) : ان بقايا الأنقاض التي لم ترفع انما هي علامة على التهاون الذي اكتنف تعامل المسؤولين مع هذه الجزيرة . تذكرة فئة 250 دينارا تباع بـ3000 دينار!! أعلن المسؤلون في وزارة السياحة عند افتتاحها ان الدخول سيكون مجاناً من دون استحصال أي أجور سيما أيام العيد فتفاجأ المواطن منذ اول ايام العيد بأن الدخول للمسرح الموجود داخل الجزيرة يكلف ثلاثة الاف دينار فكيف يستقيم ان الدخول لكل الجزيرة مجاني بينما الدخول لهذا المرفق يكلف 3000 الاف ، و من اجل التحقق من الأمر حاولنا الدخول لقاعة المسرح حيث أقيمت الى جانب الباب طاولة غير نظامية (ﭽمبر) تباع عليها تذاكر الدخول للمسرح حينها شد انتباهنا صوت امرأة ( مو ﮔالو ابلاش ) مضيفة ان لها أربعة أولاد و لم تتمكن من إدخالهم للمسرح لكي يتمتعوا بالرقص مع باقي الشباب والأطفال. عندها توجهنا بطلب تذكرة للدخول فحصلنا عليها مقابل 3000 دينار و كان قد كتب على التذكرة ما يدل على انها كانت تستخدم لدخول الباب الرئي
باكورة أعمال الجزيرة السياحية .. تذكرةالـ250 دينارا تباع بـ3000 دينار!
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 05:14 م