TOP

جريدة المدى > تحقيقات > التعليم الأهلي .. أجور مليونية للسنة الدراسية الواحدة!

التعليم الأهلي .. أجور مليونية للسنة الدراسية الواحدة!

نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 05:16 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير / مهدي الخالدي نشط التعليم الأهلي في العراق مؤخرا لأسباب عديدة .. وازدادت اعداد المدارس الاهلية بكل أنواعها بدءا من رياض الأطفال وصولا الى الجامعات بشكل ملحوظ .. ليكون ذلك التعليم ظهيرا للتعليم الحكومي ورديفا له ،
مع الاشارة الى ان بعض الاوائل في الدراسات المنتهية ( البكلوريا ) لهذا العام كانوا من طلاب تلك المدارس ، كما أكد مدير التعليم الثانوي الأهلي العام . في العراق 200 مدرسة اهلية يبقى التعليم الأهلي بكل أنواعه وصنوفه ضروريا للتقليل من الزخم الحاصل في التعليم الحكومي من قبل الأسرة العراقية ذلك لانه ( التعليم الحكومي ) مجاني ولان المستوى المعيشي لاغلب الأسر ظل منخفضا طيلة سنوات ، ومع ازدياد اعداد المدارس الاهلية ( الابتدائية والإعدادية ) الى 200 مدرسة يقابلها اكثر من 4الاف مدرسة حكومية ما عدا اقليم كردستان ، و248 روضة اهلية ، تبقى الحاجة ملحة للاهتمام وزيادة عدد المدارس الاهلية لتسير جنبا الى جنب مع التعليم الحكومي لخدمة المسيرة التربوية والتعليمية في هذه المرحلة واعداد جيل متعلم ومتحضر والقضاء على الامية التي باتت تنخر جسد المجتمع، وللاطلاع على اهم مزايا التعليم الأهلي وطموحاته وهل سينافس التعليم الحكومي وما هي ملاحظات التعليم الأهلي ومقترحاتهم للوزارة، كان لنا هذا اللقاء مع ادارات ثلاث مدارس ثانوية اهلية وهي: ثانوية القديس توما للبنات تأسست عام 1964 وأخذت اسم القديس توما وهو راهب دومنيكي وفيلسوف ومن دعاة تعليم المرأة في القرن الرابع عشر الميلادي ايطالي الجنسية . والمدرسة تعود الى الكنيسة اللاتينية والى جمعية راهبات القديسة كاترين، التقينا مدير المدرسة الاخت الراهبة سعاد يوسف ميخائيل التي اشارت الى ان الاجور هي مليون دينار تدفع على قسطين ولكل المراحل دون استثناء وان المناهج المتبعة هي نفسها مناهج الدراسة الإعدادية والمتوسطة في المدارس الحكومية مع إضافة درسين هما درس اللغة الفرنسية وتعلم الموسيقى الذي تراه مفيدا للطالبات لانه ينمي ويشحذ الذهن ويريح النفس، وان المدرسة تدرس الفرع العلمي فقط دون الأدبي. وعن علاقة المدرسة بوزارة التربية قالت الأخت ميخائيل: أنها جيدة لكن غالبا ما تتأخر الوزارة بتزويدنا بالكتب مما يجعلنا في موقف حرج امام الطالبات، وأكدت الأخت ميخائيل ان تواجد المدارس الأهلية ضروري جدا للتقليل من الازدحام الحاصل في المدارس الحكومية وتخفيف العبء عن الوزارة وان السنوات المقبلة ستشهد فتح العديد من المدارس الأهلية . مدرسة اللغة الفرنسية جنان رشدي أشارت إلى: ان الطالبات يدرسن الان نفس المنهج المقرر للمرحلة الأولى في قسم اللغة الفرنسية في كلية اللغات ما يشكل صعوبة بالغة عليهن والسبب هو اصرار مديرية المناهج والكتب على تدريس هذا المنهج، الطالبتان مينا وريتا قالتا ان درس اللغة الفرنسية رغم فوائده الا انه صعب ولكن لتخصيص درجتين في البكلوريا ترغبان في دراسة هذه اللغة كما انه من ضمن المنهج المقرر في المدرسة، وتطالبان كذلك مديرية المناهج والكتب باستبداله بمنهج آخر اقل صعوبة منه. ثانوية سما بغداد للبنين تأسست هذه الثانوية في مطلع عام 2009 وتقع في منطقة الوزيرية وهي مثال للأناقة والتنظيم وتحوي كافتريا في الطابق الأول ومثلها في الطابق الثاني، التقينا مديرها قيس عبد الكريم الطلباني الذي أشار الى ان نجاح تجربة المدارس الاهلية وانتشارها وراءه اسباب عديدة منها تدني مستوى التعليم في المدارس الحكومية واكتظاظ صفوفها مما يجعل توصيل المادة الى الطلاب صعبا ، ونسب النجاح في البكلوريا قليلة في المدارس الحكومية لوجود فوضى في الدوام والمتابعة واعرف ان إحدى الثانويات العريقة والقديمة قد قبلت العام الماضي 400 طالب لاداء اامتحان البكلوريا لم ينجح منهم سوى 68 طالبا فقط ، هذا يعني هدرا في المال العام و ان بعض الكوادر التدريسية ليست بالمستوى المطلوب والتعيين يكون إلزاميا لخريجي بعض الكليات وهناك ضعف في الإدارات وعدم انتظام الدوام، ففي الساعة الثانية عشرة ينتهي الدوام في بعض المدارس بينما نحن نبقى في الدوام الى الساعة الثانية ظهرا ، ولدينا تنظيم للدفاتر الامتحانية كذلك لدينا اوراق مختومة خاصة بالامتحانات الشهرية واليومية ولا نقبل ان يحضر التلميذ ورقة امتحانية من دفتره الخاص ولدينا تواصل مع اولياء امور التلاميذ ومتابعة لدوام الطالب فاذا ما تغيب لمدة ثلاثة ايام نرسل في طلب ولي امره . ويرى الاستاذ الطلباني ان على وزارة التربية ان لا تفرق بين طالب المدرسة الاهلية وطالب المدرسة الحكومية بتزويده بالكتب المدرسية مجانا فهم جميعا عراقيون قبل كل شيء ومن حقهم الحصول على الكتب الدراسية مجانا . وعن اجور الدراسة اوضح الطلباني:انها للمرحلة المتوسطة 500و1 مليون دينار و600و1 مليون دينار للمرحلة الاعدادية و750و1 مليون دينار للمرحلة المنتهية، مع العلم ان الطالب في التدريس الحكومي يكلف الدولة مليون دينار ، وهناك تخصيصات كبيرة لوزارة التربية من قبل الحكومة تذهب هدرا دون فائدة ترجى ، فنسب النجاح متدنية والدوام متذبذب والكادر التدريسي اغلبه غير مؤهل. واختتم الاستاذ الطلباني حديثه بـ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram