TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > السجين إن حكى!

السجين إن حكى!

نشر في: 18 يناير, 2015: 09:01 م

ربما هي صدفة محضة أن تتزامن حملة اطلاق سراح السجناء في بريطانيا - آحادا ومجاميع - لتتبناها الصحافة (الإندبيندت، وإيفننغ ستاندرد، تحديدا) مع ما أعلن في بغداد عن النية بإطلاق سراح الآلاف من السجناء بعد أن اكتظت بهم السجون بشكل غير مسبوق.
الفرق واضح وعميق بين المبادرتين. ففي حين استندت الحملة البريطانية على أسس استبيانية لعدد السجناء المشمولين بالمبادرة، ونسبتها المئوية لمجموع السجناء، والآفاق التي تنتظرهم في الإعداد لمواجهة الظروف وإعادة التأهيل، والبحث عن فرص عمل،و..و..نجد الخبر العراقي عاريا عن التفاصيل، سوى الإشارة عن الرغبة بتخفيف الزخم الهائل والازدحام الكثيف في تلك السجون!!
انا مع إنسانية الإنسان — سجينا او مطلق السراح، مع نظرية إن ما من إنسان يولد مجرما بالفطرة— دعنا الآن من نظرية (سيزار لومبروزو) التي سأختارها للحلقة اللاحقة—بل يغدو مجرما بفعل عوامل تحيط به: كالبيئة والمجتمع والأسرة،والجهل والحاجة والضغوط النفسية والاجتماعية.والافتقار للرادع الديني …إلخ. ولكن اطلاق السراح العشوائي غير المدروس لمجرد تخفيف الزحام في السجون، كارثة حقيقية. حين يجد السجين نفسه — فجأة—طليقا، حرا، وهو بلا مال، ولا عمل، ولا مورد رزق معلوم ولا برنامج حكومي يستوعب مهاراته ،وقد يفتقد حدب الأسرة ونكران وتنكر العائلة… هذا الطليق الحر قد يعاود ارتكاب الجريمة او الجنحة تحت وطأة الجهل او الحاجة او العطالة. او حتى الرغبة الدفينة العارمة بالانتقام.
إن تفعيل مادة (الإفراج الشرطي في القانون الوضعي)بصرامتها ومرونتها،قد يقي السجين الطليق الكثير من العثرات.
اتمنى لو تبادر صحيفة المدى، او أية صحيفة ملتزمة أخرى بتجنيد كادر كفؤ صبور يتبنى متابعة شؤون المطلق سراحهم والسعي لإعادة تأهيلهم. او تسهيل مهمة زجهم في عمل يرفع عنهم الشين الذي يلاحقهم كونهم كانوا ذات يوم نزلاء سجون!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram