بمناسبة الاحتفاء بيوم اللغة العربية العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة ، أقام قصر الثقافة والفنون في كربلاء أمسية احتفائية تحولت الى مناقشة مهمة عن اللغة العربية وأصالتها وما تواجهه من مصاعب وحملات تشويه وأسباب هذه الحملات . وضُيّف فيها الدكتوران فاروق
بمناسبة الاحتفاء بيوم اللغة العربية العالمي الذي أقرته الأمم المتحدة ، أقام قصر الثقافة والفنون في كربلاء أمسية احتفائية تحولت الى مناقشة مهمة عن اللغة العربية وأصالتها وما تواجهه من مصاعب وحملات تشويه وأسباب هذه الحملات . وضُيّف فيها الدكتوران فاروق الحبوبي وعبود جودي الحلي.
الأمسية أدارها الباحث حسن عبيد عيسى وقال فيها: إن ثمة ستة آلاف لغة حية تلهج ألسنة بني البشر بمفرداتها..ليس بينها ما تعرض الى شر وسوء ومحاولات قتل على أيدي الأعداء والأصدقاء والأبناء غير اللغة العربية..وأضاف: ان هذه اللغة مستهدفة لقدسيتها وشرفها كونها الحاضنة لكتاب الله الكريم..فإذا ماتت العربية سيُهجر القرآن الكريم ويصير كرقيمات السومريين لا يجيد قراءته غير قلة من الراسخين بعلم اللغات المنقرضة..ويشير الى ان هناك أمرا عجيبا وهو ان نصرة اللغة والارتقاء بشأنها أتت من غير أبنائها: من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو..ففي سنة 1954 وافقت الجمعية على الترجمة التحريرية من والى العربية في الأمم المتحدة بما لا يزيد على أربعة آلاف ورقة سنويا مقابل ثمن تدفعه الدول العربية..بينما قررت اليونسكو سنة 1960 اعتماد اللغة العربية في المؤتمرات والأنشطة التي تلتئم في البلدان العربية ..وفي 1966 ادخلت العربية ضمن خدمة الترجمة في كافة انشطة المنظمة..وفي الثامن عشر من كانون الاول/ديسمبر 1973 صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 3190 القاضي باعتماد لغة الضاد لغة رسمية ضمن لغات المنظمة العالمية..ويمضي عيسى بقوله: في سنة 2012 اتخذت اليونسكو قرارا باعتبار الثامن عشر من كانون الاول ،وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة القاضي باعتماد العربية لغة رسمية،..يوما عالميا للغة العربية.
الباحث الدكتور فاروق الحبوبي كان اول المتحدثين في الأمسية حيث قدم بحثا عنها عادا اللغة العربية لغة عالمية وهي من اللغات الحية وان الكثير من المستشرقين قالوا انها لغة حية ولكنها صعبة وان فيها خصائص غير موجودة في كل لغات العالم..وأشار الى ان من كتب ضد اللغة العربية هم من العرب وهذا امر مؤلم وان الأدباء احد اهم الأركان الذين تحدثوا ضدها وكذلك النقاد..وبين ان الكثير من النقاد يتسلمون المصطلحات جاهزة ولا يتعب نفسه في البحث والتحري عن أصل هذه المصطلحات او إذا كان العرب الأوائل قد تطرقوا إليها مثل نظرية التلقي التي هي اساسا تم التطرق إليها من قبل المفكرين العرب في القرن الثالث الهجري.. ولفت الى ان 70 بالمائة من المعجم الانكليزي هو من اصل عربي والعرب يعيشون في عدم فهم لغتهم العربية لأنهم لم يقرأوا تراثهم.ويوضح ان هناك أربعة آلاف حرف في اللغة الصينية وألف حركة وفي اللغة العربية فقط اربع حركات هي الفتحة والضمة والكسيرة والفتحة..
الدكتور عبود جودي الحلي قال في المحاضرة : لعل من أهم المشكلات التي يمر بها العرب اليوم ما يمكن ان نصطلح عليه بمشكلة الازدواجية اللغوية اذ يتحدث الناس مع بعضهم بلغة ويكتبون بلغة أخرى وهذا أدى بعدد من ذوي الحرص على مستقبل لغتنا وامتنا ان يدق ناقوس الخطر محذرا من عواقب اتساع الفجوة بين اللغتين المحكية والمكتوبة ..ويعتقد الحلي ان هذه المشكلة ليست وليدة اليوم وإنما لها جذور قد تمتد الى عصور ما قبل الإسلام حتى قال قائلهم ( ما لسان حِميَر وأقاصي اليمن بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا ) فلقد كانت لكل قبيلة من قبائل العرب لغة تنفرد بها..
الروائي الأديب علي لفته سعيد تساءل عن عمر اللغة العربية فنحن نسميها لغة القرآن والعرب ولغتهم واشعارهم قبل القرآن بما فيها المعلقات..وقال ان المحاضرَين وقعا في ازدواجية الطرح حين عدوا الأدباء من اهم المساهمين في تهديم اللغة العربية وهم يكتبون بلغة عربية سليمة مثلما وقعا في ارتباك التصنيف من ان شكسبير يحتاج الان من متلقيه الى معجم لفهمه متناسين ان الشعر العربي القديم يحتاج ايضا الى معجم..
فيما اعترض الباحث حسين الجبوري على مزج الكلام بين العامية واللغة القاموسية من انها فيها حكم بالإعدام على اشعر العربي القديم والشعر الجاهلي خصوصا لان اللغة العربية كانت نابعة من هناك وهي المرجع الاول للكثير من الباحثين والدراسين.