(مغارة داكنة الجدران والأرضية. على اليمين توجد فتحة ضيقة تتجه الى الأعلى يلوح منها ضوء باهت . وعلى يسار المسرح هناك كومة من الذهب والجواهر على أشكال نقود متناثرة وصناديق متكومة فوق بعضها وتماثيل صغيرة وحاجيات اخرى وهذا الذهب هو مصدر الاضاءة الأقوى في

(مغارة داكنة الجدران والأرضية. على اليمين توجد فتحة ضيقة تتجه الى الأعلى يلوح منها ضوء باهت . وعلى يسار المسرح هناك كومة من الذهب والجواهر على أشكال نقود متناثرة وصناديق متكومة فوق بعضها وتماثيل صغيرة وحاجيات اخرى وهذا الذهب هو مصدر الاضاءة الأقوى في المسرح.)
(تفتح الستارة عن علاء الدين بزي عربي تقليدي وهو يحمل بيده المصباح (السحري) الصدئ والكالح وهو يتصنت عند الفتحة الصاعدة التي يلوح منها ضوء باهت.)
علاء الدين: (بانفعال) قلت لك أيها الساحر لن أعطيك المصباح الا بعد أن تلقي الي الحبل واخرج من هنا.
صوت الساحر: (بعد ضحكة ساخرة) ماذا افعل انا بالمصباح؟. اريد ان تبحث عن السيف الكبير الأحمر وتعطيني إياه وبعد ذلك اسمح لك بالخروج من الكهف.
علاء الدين: ( يتحرك بانفعال فيصل الى كومة الذهب مفتشا بعينيه ثم يعود مسرعا الى فتحة الكهف) اعتذر ايها الساحر فانا لست غرّا. أنت تريد المصباح السحري وهاهو في يدي. لقد قرأت عنه كثيرا، واعرف انك تريد الاستحواذ على الجني الذي فيه.
صوت الساحر: (متأففا) لا تصدق القصص. انها خرافة سخيفة لا يمكن أن تحدث في الواقع. لا يوجد في هذا المصباح أي جني أيها الأحمق. انا اريد السيف. لن اسمح لك بالخروج الا اذا حصلت عليه. أنت تضيع الوقت.
علاء الدين: (بصوت عال) إنكارك للمصباح السحري يحيرني. اشعر انك تخدعني.
صوت الساحر: الوقت يمضي ايها الشاب وعليك البحث عن السيف بين كومة الذهب. لا يمكن لي الصبر اكثر.
علاء الدين:(متسائلا بدهشة) كيف تستبدل المصباح السحري بالسيف؟. الم تقرأ الحكايات.. الم تشاهد الأفلام التي تتحدث عن الجني والأميرة بدر البدور؟.
صوت الساحر:( بغضب) كلها خرافات أيها الغبي. المصابيح لا تحقق الأحلام أيها الأحمق والأميرة بدر البدور التي تتكلم عنها تحتاج الى جيوش تدك حصونها ولن تحصل عليها الا بالسيف. (ثم بصوت رقيق) : اسمع كلام عمك وابحث عن السيف الأحمر. ستجده في احد الصناديق. لا يمكن الخروج من هذه المغارة الا بشيء واحد فقط والا فإنها ستغلق نفسها وستزول من الوجود. ثق بي ياعزيزي واجلب السيف. انه القوة التي ستمكننا من السيطرة على العالم كله.
علاء الدين: (يسير الى ان يقترب من كومة الذهب. ينظر الى المصباح وهو في يده) (بصوت يحدث نفسه) انه يخدعني. كيف يمكن له التنازل عن الجني الذي يحقق الأحلام؟.
صوت الساحر: أين أنت يا علاء.. الوقت يمضي.
علاء الدين:(يسير نحو الفتحة بخمول) انا أريد اخذ المصباح السحري معي. تخيل الأمر أرجوك. يمكننا فعل أشياء عظيمة. يمكن لنا تحقيق السعادة للجميع. الجني يمكن له بناء مدينة جديدة لنا فيها رفاهية وحياة آمنة مليئة بالبهجة وسيكون بمقدور كل واحد ان يتزوج حبيبته حتى لو كانت بنت السلطان.
صوت الساحر: أنت توترني ايها الغبي. امنياتك تافهة وغير منطقية. لا وجود لهذا الجنون. المصباح السحري كذبة ابتدعتها الجدات والعمات والخالات.
علاء الدين: (بصوت فيه تحد) ولكنني اؤمن بالمصباح السحري واصدقه وها انا قد عثرت عليه.. أرجوك سيدي الساحر.. دعني اخرج به.. يمكننا فعل الكثير من المعجزات بهذا المصباح.. صدقني..
صوت الساحر: لا يوجد وقت لهذا الجنون. اترك المصباح وخذ السيف.
علاء الدين:(يحتضن المصباح) لا استطيع.
صوت الساحر: اسمع كلامي ايها المجنون. لم يبق لنا الكثير من الوقت.
علاء الدين: ( يسير الى المنتصف ) اعتذر ايها الساحر.
صوت الساحر: (بغضب) أنت مجنون.. أنت مجنون.
( ينقطع صوت الساحر ويغلق الكهف بضجة ويزول الضوء الباهت.. ينظر علاء الدين حوله ثم يتأمل المصباح.. تلوح على وجهه ابتسامة.. يمسح المصباح بكمه.. ينظفه على عجل ويحاول حك المصباح بسرعة.. يظهر عليه الخوف.. يكرر محاولته بارتباك..)
علاء الدين: (بخوف) أين أنت أيها الجني؟
( يكرر علاء الدين محاولاته مع المصباح وهو اكثر ارتباكا وخوفا.)
علاء الدين: لا تخذلني ارجوك.. لا تخذلني..
( يسقط علاء الدين على ركبتيه ويظلم المسرح)