ترجمة: المدى خلف أبواب مغلقة فان النظام الإيراني قد لا يقدر على إخفاء دهشته وسروره بما فازت به، ان طهران ومنذ عشرة أعوام نجحت في خداع الحكومات الأجنبية وتعوق مفتشي الذرة وتديم الحصار الاقتصادي عليها ضعيفاً وعاجزاً، وفي خلال ذلك الزمن لم توقف نشاطها ضمن برنامجها النووي وقد أعلنت أخيراً عن خطط عشرة لتسهيل عملية التخصيب.
ان قيام طهران بهدهدة قادة العالم يعد من اكبر مآثرها- ومن بينهم الإدارة الأمريكية ومجلس الشيوخ الأمريكي- على أساس ان البرنامج النووي الإيراني يمكن التفاوض بشأنه مع الغرب، وهذه المقاربة تتجاهل بشكل واسع شمولية التهديد الإيراني المتعدد الأوجه. ان مدى ودقة الصواريخ البالستية الإيرانية في تقدم متواصل مع بعد المسافة الآن لتوجيه الضربة اليها من قبل الولايات المتحدة وقوى التحالف في الشرق الأوسط وأوروبا، وإيران أيضاً تكدس وبسرعة مجموعة من الأسلحة التقليدية في محاولة للسيطرة على الخليج والمخزون العالمي للنفط. وقد صنفت إيران من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمة الدول الراعية للإرهاب، وهي تدعم المنظمات المتطرفة عبر الشرق الأوسط وما يتجاوزها، وحتى أيضاً دول أمريكا اللاتينية. ومن المعتقد ان لإيران دوراً كبيراً في تجهيز الاعمال المناوئة للقانون في العراق وتدعم قوات طالبان في أفغانستان، ويبدو ان العديد من المسؤولين الأمريكيين وقادة الكونغرس قانعون بالحوار المبهم والمحادثات المفتوحة بلا نهاية مع إيران ويعملون وكأن لدينا وقتاً طويلاً للعمل مع المسألة قبل ان يصل التهديد الإيراني الى الدرجة الحرجة، وعلى الرغم من ذلك قدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) في حزيران الماضي ان إيران لديها الآن (1.400) كيلو غرام من اليورانيوم المخصب والذي يمكن استخدامه لصنع "قنبلة قذرة"، وهي بإمكانها تسليم الكمية لمجموعات إرهابية أو دول أخرى. وفي الشهر الماضي فقط كشفت (IAEA) ما أثار العجب وهو ان العلماء الإيرانيين ربما قاموا بتجربة متقدمة للعناصر المكونة للرؤوس النووية، ويدرك خبراء الذرة ان مثل هذه التكنولوجيا ان تمت السيطرة عليها فانها ستسمح بالتالي لإنتاج قنابل صغيرة وبسيطة وستتيح لإيران بسهولة وضع رأس نووي على صاروخ، وهذا الأمر يعد خطوة اعتقد القلة من الغرب أنها ممكنة. كما أصدرت (IAEA) تقريراً في الشهر الماضي عن منشأة نووية أخرى سرية في قم على وشك الانتهاء من بنائها مع أجهزة وتأسيسات جديدة. ان على (IAEA) إيقاف المساعدات التقنية كافة لإيران وتعليق عضويتها في المنظمة، وحتى يتحقق ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية عدم إرسال الأموال الى الوكالة الدولية للطاقة. وتدرك الحكومة الإيرانية ان لا شيء يهددها الا فرض عقوبات صارمة عليها، وبسبب ذلك على الولايات المتحدة الأمريكية المبادرة بالعمل بمفردها ان كان ضرورياً وبكل سلاح سياسي أو اقتصادي لديها، ومن ذلك مقاطعة النفط الإيراني المصفى ويؤيد هذا القرار حتى الآن (300) من أعضاء الكونغرس ومشروع القانون بصدده سيصل الى مكتب الرئيس اوباما قبل نهاية العام. ان هذا الأمر يستهدف نقطة ضعف إيران الكبرى- خاصة ان اعتمادها على الغازولين الأجنبي وغيره من مشتقات النفط، وبفرض العقوبات على الشركات الأمريكية والأجنبية التي تتعامل مع إيران في هذا المجال يصاب الاقتصاد الإيراني بخسارة كبيرة. ولكن هذه العقوبات يجب ان ترافقها أفعال في الجبهات كافة، وعلى الولايات المتحدة رفض ادعاء إيران بحقها للحصول على الوقود النووي، كما على أمريكا منع وصول الأجهزة الحديثة الى إيران والتكنولوجيا، وعلينا أيضاً غلق حسابات أولئك الذين يتعاملون مع إيران والمنظمات التابعة لها وتجميد أرصدة من ينتهك قرارات الأمم المتحدة في مقاطعة إيران، وعلينا أخيراً ان نقدم كامل دعمنا للشعب الإيراني من أجل برنامجه الديمقراطي. ان التهديد خطير وقريب وقد أزف الوقت للعمل سريعاً. عن: لوس أنجلس تايمز
خطوات جديدة لإيران نووياً
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 05:30 م