TOP

جريدة المدى > عام > فندق كويستان.. رواية الانحياز إلى الوطن

فندق كويستان.. رواية الانحياز إلى الوطن

نشر في: 20 يناير, 2015: 09:01 م

من جديد نقف أمام رواية عراقية غير اعتيادية ، رواية انحازت للوطن ونبهت للوجع العراقي على مراحل زمنية متعددة ... رواية اعتبرت إضاءة جديدة في السرد الروائي العراقي .رواية خضير الزيدي(فندق كويستان) كانت محط اهتمام بالغ من نادي السرد العراقي . فأقام لها ح

من جديد نقف أمام رواية عراقية غير اعتيادية ، رواية انحازت للوطن ونبهت للوجع العراقي على مراحل زمنية متعددة ... رواية اعتبرت إضاءة جديدة في السرد الروائي العراقي .
رواية خضير الزيدي(فندق كويستان) كانت محط اهتمام بالغ من نادي السرد العراقي . فأقام لها حفلا خاصا للاحتفاء بها وبالزيدي . قدم للحفل الروائي حميد الربيعي الذي قال "إن الزيدي استطاع عبر أكثر من رواية أن يقدم صورة واضحة لقاع المدينة ، بشخصياته التي ينتقيها من صلب الواقع العراقي . أما في روايته فندق كويستان فقد لامس الوجع العراقي بطريقة متجددة متخذا من انفجار شارع المتنبي وما قبله وما بعده محورا لعمله ."
** الناقد عباس لطيف قال :ـ
"رواية (فندق كويستان) استندت على ثغرة التقطها من أغنية لفرقة البيتلز تؤكد على ( أننا نمارس الحب سرا لكننا نمارس القتل علنا) . وهو يغرقنا في الواقع العراقي بكل سوداويته وأحزانه قبل الاحتلال وما بعده . كذلك هناك التفاتة ذكية من الروائي الزيدي في استخدامه الصعود المنغولي للطبقات, وقد عمل عليها من قبل نجيب محفوظ في ثلاثيته المعروفة ، وكذلك غائب طعمة فرمان ، كما عمل عليها شمران الياسري في رباعيته . وتعني تتبع الطبقة الاجتماعية ومتابعتها وتحولها إلى اتجاهات غير محسوبة . منها من تحول إلى حرق الطبقات من سجين إلى تاجر كبير ورجل دولة مهم . والزيدي سلط الضوء على ذلك ببراعة.
المكان والزمان متشظيان عنده على نحو جميل. لكني ألومه على بعض الأخطاء اللغوية مثل ( سوف لن ) فيجب أن لا يلتقيان لأنه خطأ لغوي . كذلك اعتب عليه بذكر(السُنة والشيعة) لأننا نريد أن نتجاوز ذلك وعدم ذكره, تساميا للموقف ويمكن الاستعاضة بها بالإيحاء المجازي."
** الروائي محمد علوان جبر قال :ـ
"أقولها وبفخر أن رواية (فندق كويستان) هي رواية الانحياز للوطن عبر ثيمة إظهار البشاعة التي لم يعشها وطن من قبل . بدءاً من الحروب التي أنتجت عوقا هائلا وشرخا في الروح والمواطنة والقتل – المجاني – وهذه تحسب للرواية .. وأيضا ما يحسب للزيدي انه تجنب ,وخاصة فيما يتعلق في إظهار القسوة التي تحيطنا كبشر، أقول تجنب ما وقع فيه احمد السعداوي(في فرانكشتاين في بغداد)... وضياء الخالدي في (قتلة), هاربا من فخ المباشرة ولغة الريبورتاجات الصحفية . مستخدما تقنية- الفلاش باك–عبر مخيلة وذاكرة - ناصر وعلي – في نبشهما الماضي العراقي المدمر والمتشظي ,متناولا التفاصيل الصغيرة التي ادخلها إلى النص كضرورة وليست مقحمة .
أنا شخصيا اعد( فندق كويستان) إضافة مهمة في مسيرة السردية العراقية, والتي أتمنى لها أن تأخذ حقها في النقد والدراسة والتحليل .... وإذا ما توفرت لها شروط الدعاية الصحيحة ستصل بالتأكيد إلى مصاف الرواية العالمية ."
** وتقول الناقدة أشواق النعيمي :
"تقع الرواية في مستويات متعددة تتناوب أحداثها بين الماضي والحاضر والمستقبل ضمن بناء متماسك لجأ فيه الكاتب إلى اعتماد البناء النسقي المتداخل والمتضمن ، حيث تتقاطع الأزمنة دون مراعاة تسلسلها المنطقي ، يبدأ الفصل الأول بالسارد الضمني ناصر رشيد فوزي معرفا عن نفسه وعن رفيقه علي عبد الهادي لينتقل السرد في الفصل الثالث إلى علي معرفا عن نفسه وعن شخصية ناصر من وجهة نظر أخرى ، وهكذا يتناوب السرد بين الشخصيتين حتى النهاية موظفا تقنية الاسترجاع الزمني المتسرب من ذاكرة أبطال الرواية وبعض الاستباقات الزمنية. يحيلنا عنوان الرواية المختصر إلى الفندق ، مكان الإيواء المؤقت أو المحطة الانتقالية من عالم الاغتراب واليه, حيث قرر ناصر البقاء مدة محددة ينجز فيها مهمة ما ثم يعود من حيث جاء ، ولم تتوقف دلالته الإيحائية عند ذلك ، فحياة ناصر عبارة عن محطات مؤقتة مختلفة ، حيث أن مركز تسليم جثث الفيلق الثالث في قاطع البصرة يعد أهم محطات حياته ومكانا فوتوغرافيا مطابقا للواقع مستنفدا كل دلالاته ،الوظيفية ، كونه يتسلم جثث شهداء المعارك لحفظها في برادات خاصة, ومن ثم تهيئتها لتسليمها إلى ذويها ، والرمزية حيث يسهم تبئير المكان إلى تكثيف رمزية الحدث وهو الموت أثناء الحرب العراقية الإيرانية ، أما التأثيرية، فقد سببت معايشة البطل المستمرة للجثث إحباطا وآلاما نفسية دفعته إلى مغادرة الوطن ,ولم تفلح الجنة الوردية الجديدة بمسح ذاكرته طوال تلك السنين."
** أما الناقد بشير حاجم فقال :
"من أهم التنويعات التمثيلية لما بعد الحداثة في السرد ثمة (ما وراء الرواية) ,حيث الوعي القصدي بالكتابة الروائية الذي يتمثل على الأغلب في البحث عن مخطوطة مفقودة ثم العثور عليها كي يقوم المبنى الميتا سردي على ماضي المخطوطة الجديدة بشرط تعلقه مع حاضر النص الأصلي .
في آخر روايات خضير فليح الزيدي( فندق كويستان) ثمة بحث( عن مخطوطة مفقودة) مزدوج يتولاه باحث ذاتي (ناصر رشيد فوزي) وباحث غيري( علي عبد الهادي بندر) .
أي أن بحثا مزدوجا كهذا سوف يدخل في عداد(اللعبة الخالصة) ميتا سرديا .وهنا يمكن القول أن(الكاتب) نجح في إقناع القارئ بان هذا البحث المزدوج انما هو( اللعبة الخالصة ) ميتا سردية فقط. وهذا النجاح من ثم يحسب لصالح المبنى وتقنياته في هذه الرواية ."

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: 14 رسالة عن الموسيقى العربية

تصورات مغلوطة في علم السرد غير الطبيعي

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

حينَ تَشْتَبِكُ الأقاويلُ

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram