لم تجد كوستاريكا ما تشتهر به على الصعيد الإعلامي لدينا مؤخراً، باعتباره فضيحة طريفة، سوى فيديو يُظهر امرأة كوستاريكية تقوم بسرقة شاشة تلفزيون من أحد المتاجر، و ذلك بإدخاله بين ساقيها وتحت الثياب و الخروج به سالمة غانمة من المتجر .. مع ألف سلامة!و قد
لم تجد كوستاريكا ما تشتهر به على الصعيد الإعلامي لدينا مؤخراً، باعتباره فضيحة طريفة، سوى فيديو يُظهر امرأة كوستاريكية تقوم بسرقة شاشة تلفزيون من أحد المتاجر، و ذلك بإدخاله بين ساقيها وتحت الثياب و الخروج به سالمة غانمة من المتجر .. مع ألف سلامة!
و قد شُغل الكثير من الناس بهذه السرقة " المدوّية "، و أهملوا أو لم يعرفوا الجانب الآخر من كوستاريكا التي لا فضائيين فيها، و لا وزراء أو نوّاب بشهادات مزورة، و لا حتى جيش لينخر به الفساد و تهزمه داعش، و ماعش، و ما هناك من نواعش!
فكوستاريكا، يا سادة، التي تعني بالاسبانية " الساحل الغني "، مثلما كان يقال عنا " أرض السواد " أيام زمان لكثرة النخل أو كثرة الخيرات، قد أُلغت جيشها دستورياً وبصفةٍ دائمة في عام1949 ، و أقامت بدلاً عنه جيشاً من المعلمين. و كوستاريكا البلد الوحيد في أميركا اللاتينية المدرج في قائمة أقدم 22 دولة ديموقراطية في العالم، وتعد من أعلى دول أميركا اللاتينية في مؤشر التنمية البشرية حيث احتلت المرتبة 69 على مستوى العالم للعام 2011 واعتبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي كوستاريكا من أكثر الدول التي حققت تقدماً على مستوى التنمية البشرية في عام 2010 وأكّد أنّ كوستاريكا من بين أكثر الدول اهتماماً بالبيئة حيث توافرت فيها المعايير الخمسة التي أنشئت لقياس مستوى اهتمام الدول بالبيئة, حيث احتلت المرتبة الخامسة على مستوى العالم والأولى على مستوى الأميركتين من حيث مؤشر الأداء البيئي للعام.
و ليست هناك في كوستاريكا قرية لم تصلها الكهرباء و الخدمات الضرورية الأخرى، و يُعد شعبها من أكثر شعوب العالم وداً و صداقةً. و إذا حيَّيت أحداً هناك أو سألته عن أحواله، لن يرد عليك بالقول : على الله، أو الله يستر، مثلاً، أو يسرد عليك حكاية تسد النفس، بل سيقول لك : "بورا فيدا! " أي ما معناه : حياة نقية، أو حياة جيدة! و يمضي في حال سبيله و هو يتمتم بأغنية " فرايحية " أو يفكر إلى أي دار سينما أو مسرح سيذهب الليلة!
و كان فيها مؤخراً المهرجان العالمي للشعر الذي ترعاه وزارة الثقافة وبيت الشعر الكوستاريكي وجامعة كوستاريكا، حضره العديد من شعراء العالم و مثقفيه و فيهم واحد عراقي، لكنه عراقي من المغرب .. و ليس من اتحاد الأدباء و الكتّاب في العراق!