TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > طموح نحو اللقب

طموح نحو اللقب

نشر في: 20 يناير, 2015: 09:01 م

انفضَّ الصراع حول بطاقة التأهل عن المجموعة الرابعة ضمن نهائيات كأس آسيا 2015 وحجز منتخبنا الوطني مكاناً له في الدور الثاني بعد مخاض عسير توَّجه بالفوز على المنتخب الفلسطيني بهدفين ليونس محمود واحمد ياسين مع ضياع ركلة جزاء للأول لتُحسم الأمور وتنتهي جميع الاحتمالات التي كانت تهدد استمرارنا في البطولة.
لقد كان الأسود في لقائهم الأخير على قدر عالٍ من المسؤولية في التعامل مع المباراة بجدية لا ينقصها الإصرار والحافز في فرض السيطرة على ارجاء الملعب وتسيد اللقاء والقبض على ثلاث نقاط مهمة كانت كافية لان يرسموا طريق التأهل بأيديهم من دون انتظار نتيجة اللقاء الآخر بين اليابان والاردن أو يتعكز على هبات الحظ التي طالما كانت احد الحلول السحرية في انقاذ الباحثين عنها للتستر على اخفاقهم في الميدان.
إن المرحلة القادمة ومع ما تحمله من منافسة شرسة وحساسة على ضوء صعود خيرة المنتخبات للدور ربع النهائي وتحكم نظام البطولة بفرض خروج المغلوب الذي سيشكل ضغطاً نفسياً يجعل على جميع المنتخبات أن تتعامل باحترافية عالية تضمن لها مواصلة المشوار من دون تلكؤ وتهتم بالتفاصيل الدقيقة من توزيع الجهد ووضع التكتيك الصحيح والثبات على المستطيل الاخضر من دون رهبة بعد ان تكون تحت سلطة الفرصة الواحدة التي لا يوجد لها أي تعويض.
على ذلك فإن الملاك التدريبي ومعه اللاعبون سيكونون أمام تحدٍ جديد يفرض عليهم الارتقاء بالأداء الى حيث التحرر من كل القيود واسقاط الذرائع التي ترمي بالمنتخب في خانة المفاضلة مع الخصوم لتبرير الاخفاق بعد ان توضحت نقاط القوة والضعف لجميع الفرق المتأهلة وباتت الساحة مكشوفة أمام الجميع من اجل ايجاد السُبل والوسائل لاجتياز العقبات وفق رؤية واحدة وهي تحقيق الفوز ولا غيره كهدف لابد منه لتكملة مهمة معانقة اللقب.
إن الرهان سيبقى قائماً على تصاعد أداء الأسود فنياً وبدنياً مع تواصل المباريات عطفاً على تجارب سابقة كانت شاهدة على ذلك بعد ان اصبحت قصر فترة الإعداد وتبديل الطواقم التدريبية حالة ملازمة قبل كل بطولة اخذت الكثير من قوة المنتخب وجعلته يدفع الثمن الغالي في اهتزاز مستواه في الظهور الأول ومن ثم يعيد ترتيب اوراقه ويستجمع كل مقومات سطوته حتى يرتدي ثوباً آخر يكون فيه التحدي والعزيمة شعاراً له يُفاجئ به بقية المنتخبات.
لقد اتسعت حدقات عيون الجماهير الكروية وهي تزداد املاً وتتطلع بطموح مشروع للوصول بعيداً في البطولة القارية واستثمار كل الظروف التي رسمت معالم الطريق الذي يبدو سالكاً امام الأسود لو استحضروا الهمم واستثمروا مهاراتهم الفنية وترجموها بحرفية من دون رهبة أو تردد وارتقوا بالانضباط التكتيكي والدهاء الميداني الى اعلى المراتب عندها سيجدون ان منصات التتويج هي اقرب مما يتصورون.
نقول: إن لحظات العمل الجدي والتركيز الذهني قد انطلقت ولا مجال للتردد بعد أن اصبحنا على بعد انتصارين متتاليين يضمنان لنا الظهور الثاني في نهائي البطولة الأغلى قارياً وهو أمر غير عسير، بل هو اقرب من القريب متى ما تيقن الأسود بأن ما لدى الخصوم ليس افضل مما يمتلكونه من خزين ابداع وعناد ومحبة راسخة في قلوبهم هي ذاتها التي كانت سرّ النجاح عندما استحضرها زملاؤهم في 2007 ليقبضوا على اللقب ويسعدوا ملايين العراقيين.
وقفة.. القوة نوعين.. قوة العقل وقوة البدن.. إن فقدتها أصبحت ضعيفاً.. وإذا خسرت إحداها سهل على الخصوم اسقاطك.. متى ما امتلكت القوتين معاً فأعلم أن الآخرين سيفشلون في هزيمتك !

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناديل: يكتب كي لا يموت العالَم

 لطفية الدليمي في حياة كلّ كاتب صامت، لا يجيدُ أفانين الضجيج الصاخب، ثمّة تلك اللحظة المتفجّرة والمصطخبة بالأفكار التي يسعى لتدوينها. الكتابة مقاومة للعدم، وهي نوع من العصيان الهادئ على قسوة العالم، وعلى...
لطفية الدليمي

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram