TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لكم دينكم ولي دين

لكم دينكم ولي دين

نشر في: 21 يناير, 2015: 09:01 م

وجدت في صندوق الرسائل الخاص على صفحتي في فيسبوك رسالتين غاضبتين وكأنهما من شخص واحد باسمين مختلفين. الأولى تعيب علي وتنتقدني حد الشتم لأن صاحبها يرى بأنني تناسيت "ثورة" الحوثيين "الشعبية" باليمن ولم أتناولها بأي من أعمدتي. الثانية نفس الطاس لكن كاتبها يتهمني بالتغليس عن قتلى حزب الله الذين قصفتهم إسرائيل.
يا عم ثورتكم وقتلاكم على دماغي من فوق، كما يقول المصريون. لا عيب في "ثورتكم" بل العيب بي أنا. مشكلتي، هي اني ما عاد حدث يهز شعرة في خلايا وجداني غير الذي يجري بالعراق. أي شيء لا يعود على العراقي بخير أو شر لا شأن لي به، مثلما لا شأن للسيد نصر الله أو الأخ الحوثي بي. احملوها على أي محمل فانا راض بما تحملون. ليس في بالي ولا حتى في ضميري أي متسع لحمل هموم الآخرين:
فكني ما عايز حزن .. والله بعدني بثوب حزني
أستغرب وأظل الفّ من الحيرة حين اجد عراقيا لا يعرف الذي له او عليه. تراه لا يعرف حقوقه على دولته او انها يعرفها ويتنازل عنها لعيون الحاكم الذي من طائفته لكنه يسب ويشتم ويحتج لو ان موظفا في أي مطار أجنبي او عربي استوقفه في المطار ربع ساعة.
في أيام احتلال صدام المشؤوم للكويت ظهر عراقي بحال يرثى لها ينتقد ما تحتويه قصور أمراء الكويت. طيب وماذا عن قصور صدام وأولاده؟ اليوم وأنت تطوف على صفحات العراقيين في مواقع شبكات التواصل الاجتماعي حاول، عزيزي القارئ، ان تبحوشها وستجد أكواما من الانتقادات لحكام الدول المجاورة خاصة في مجال الصرف والبذخ. احسبها وقارنها بعدد الانتقادات التي تتناول فساد وبذخ الخضراء الذي لا مثيل له في كل بلدان الأرض. مؤلم حقا ان ترى إنسانا لا يكتفي بالتنازل عن حقوقه وعن حقه في أموال النفط بل ويشغل نفسه بـ "زرعات احميّد".
مجرد وجود الايزيديات العراقيات الطاهرات سبايا عند الدواعش يمردني على مدار الثانية فكيف وانا أرى ثلث العراق يأن تحت أقدام الغزاة؟ إني لأخجل من نفسي وليس فقط من ذوي الضحايا، من سنجار الى البصرة، لو اشغلتها دقيقة واحدة بما يحدث في أي بلد.
فان اعتبرتم ذلك تعصبا مني، فليكن. وان قلتم نقصا في إنسانيتي فعلى راحتكم. وسأقولها بالفم المليان وأتحمل وحدي توابع قولي:
اذا ظمئ العراق فلا نزل القطر على أي بقعة من بقاع الدنيا حتى لو كان فيها أبي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. قيران المزوري

    اذا فاز العراق ، وانشاءالله سيفوز العراق على ايران واقصد بكرة القدم في كأس امم اسيا ، سيكتبون لك نفس الاشخاص ويتهموك ان لم تكتب مرثية عن خسارة الفريق الايراني ،،

  2. الشمري فاروق

    شكرا لك ايها العزيز...هكذا يجب ان تكون عراقيتنا والا فلا....

  3. كاظم الأسدي

    العراقي الغيور د. هاشم المحترم رائع ومقنع ماتفضلت به !!ولم يكن مقالك أكثر من حقيقة المشاعر التي يحملها كل عراقي إنكوى اليوم ؟ بنار الفساد والطائفية والفرقة وغياب الوطنية! أكثر مما إنكوى بالأمس ؟ بسعير الديكتاتورية والظلم !! وكانت حسجة عراقية بحق تخرس كل

  4. قيران المزوري

    اذا فاز العراق ، وانشاءالله سيفوز العراق على ايران واقصد بكرة القدم في كأس امم اسيا ، سيكتبون لك نفس الاشخاص ويتهموك ان لم تكتب مرثية عن خسارة الفريق الايراني ،،

  5. الشمري فاروق

    شكرا لك ايها العزيز...هكذا يجب ان تكون عراقيتنا والا فلا....

  6. كاظم الأسدي

    العراقي الغيور د. هاشم المحترم رائع ومقنع ماتفضلت به !!ولم يكن مقالك أكثر من حقيقة المشاعر التي يحملها كل عراقي إنكوى اليوم ؟ بنار الفساد والطائفية والفرقة وغياب الوطنية! أكثر مما إنكوى بالأمس ؟ بسعير الديكتاتورية والظلم !! وكانت حسجة عراقية بحق تخرس كل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram