تمثيل: سيلتا ميركوري، بيرفانيل، جان جابان.اخراج: جول داسان.
إنها رائعة نيكوس كازانتزاكي (المسيح يصلب من جديد) التي أخذت عنها قصة الفيلم . وهو من ابرز الكتّاب العالميين الذي اشتهر بروايته (زوربا) التي حولت هي الأخرى إلى فيلم سينمائي وله رواية (الأخوة
تمثيل: سيلتا ميركوري، بيرفانيل، جان جابان.
اخراج: جول داسان.
إنها رائعة نيكوس كازانتزاكي (المسيح يصلب من جديد) التي أخذت عنها قصة الفيلم . وهو من ابرز الكتّاب العالميين الذي اشتهر بروايته (زوربا) التي حولت هي الأخرى إلى فيلم سينمائي وله رواية (الأخوة الأعداء) ومذكراته (الطريق إلى غريكو.)
والفيلم مزدحم باللمسات الإنسانية ، فهي قصة كل عصر وكل زمان . فالمسيح الجديد قتلوه في صحن الكنيسة وضاعت دماؤه على الأرض وعلى الجدران. وتظهر لقطات الفيلم قسيس الفقراء وهو يردد: "لا جدوى يا يسوع لا جدوى مضى على صلبك الف عام وما زال الناس يصلبونك من جديد!"
فيأخذنا الفيلم إلى قرية صغيرة في اليونان وهي تقع تحت جور الحكم التركي ويديرها رجال الدين والتجار حيث صنع الحاكم جواً له مسترخياً محشوا بالفيلمية. وتعكس لنا اللقطة أجواء الاحتفال في صلب المسيح وهي تمثيلية معدة يجتمع فيها بعض الكهنة ليختاروا من يصلح للقيام بدور يوحنا يعقوب، بطرس ، مريم المجدلية، يهودا ثم المسيح. وهنا يتم تقمص بعض هذه الشخصيات وأن يرغموا عليها في النهاية وبعد بروز مشاهد التهيؤ للتمثيل تظهر على مشارف القرية مسيرة جماعية من قرية مجاورة اضطرهم الحاكم التركي للهرب وإحراق ما يمتلكون وعندما يلجأ هؤلاء إلى القرية التي تقيم الاحتفال بالمسيح يتصدى لهم التجار والحكام ويمنعونهم من الدخول بحجة أنهم يحملون مرض الطاعون فيتفرق الجميع من حولهم. وهنا يتحول المشهد الدرامي إلى مشهد حقيقي حيث يتعذب المسيح الجديد وهو يفكر بمصير هؤلاء من الشيوخ والنساء والأطفال ويتجول بينهم ويعرف أن حكاية الكوليرا ملفقة فيأخذ المسيح بمساعدتهم بقدر ما يستطيع ويتحول الأمر إلى قضيته ثم يأخذ مسار الصراع بين تكذيب وتصديق ويستسلم المسيح الجديد لهول ما شاهده من محاربة القساوسة والتجاور وتكون نهاية المشهد القتل.
هذا الفيلم الذي اختاره المؤرخ السينمائي جورج سادول من اهم الأفلام في تأريخ السينما. مثلت فيه ميلينا ميركوري دور مريم المجدلية المرأة التي تفتح قلبها للجميع ولعب دور المسيح الممثل بيير فانيل والقسيس الشرير جان جابان. المسيح في الفيلم هو الذي يجب أن يموت لأن عدوان الأقوياء اعتى وهو أيضا الذي يجب أن يولد من جديد.
المخرج دول داسان يعتبر في طليعة المخرجين المعاصرين ولد في أميركا عام 1911 واستمر في إخراج بعض الأعمال التي أثارت حوله جدالاً مكارثيا مضادا جعله يهاجر إلى فرنسا وظل لخمس سنوات يبحث عن فرصة حتى واتته سنة 1955 عندما قام بإخراج فيمله الكوميدي (ريفيفي) ثم كان فيلمه (الذي يجب أن يموت) عام 1957.