TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > نظرية (لومبروزو) وتداعياتها

نظرية (لومبروزو) وتداعياتها

نشر في: 21 يناير, 2015: 09:01 م

تعقيبا على الأخبار المتواترة في الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية بشأن إطلاق سراح نسبة كبيرة من السجناء — لا بسبب عفو عام ، ولا بسبب انتهاء فترة المحكومية ، او بتفعيل قانون الإفراج الشرطي ولا .. ولا .. بل لغرض التخفيف من وطأة الازدحام الكثيف الذي تعاني منه السجون، واكتظاظ الزنزانات بالنزلاء !!
المجازفة بقول لا يستند على أدلة، جناية مشهودة . لا سيما وان ليست هناك دراسة علمية نزيهة عن نسبة او عدد الأبرياء المحكومين بسبب الدعاوى الكيدية او الشبهة ، لكن العدد الرسمي المعلن رقم مرعب بكل المقاييس . ولا بد من دراسة واعية و جدية تبحث عن علة وجود هذه الأعداد الغفيرة خلف القضبان .
هل العراقي الحاد الطبع ، المتقلب الأهواء ، الطامع ، الطموح ، التواق للمعرفة ، التائه بين النعم واللا ، أسير الانتماءات ، سليل الحضارات العريقة ،و…و.. هو نفسه من تكتظ الزنزانات بوجوده نزيلا؟
هل العراقي مجرم بطبيعته ؟ بسبب ما تعرض له عبر تاريخه الدامي من محن وكوارث؟
يحيلنا هذا السؤال التقليدي لكتاب الطبيب الإيطالي سيزار لومبروزو : (الإنسان المجرم )الذي أصدره عام ١٨٧٦.والذي فسر فيه السلوك الإجرامي لدى بني البشر ونسبه لعوامل فسلجية ووراثية بالدرجة الأولى ، وزاد على نظريته تلك بوضع بعض الملامح يتميز بها المجرم عن السوي .
منها ، مثالا لا حصرا : وجه صغير وجمجمة كبيرة ،محاجر واسعة ومقل غائرة، ضيق الجبهة .وانعقاد الحاجبين ،
طول القامة المفرط والقصر المفرط ، انف مسطح او له شكل منقار ، ذقن صغير ناتئ ، أعسر ، ضعف الإحساس بالألم ، ناهيك عن الإحساس بآلام الغير ،انعدام الشعور بالشفقة ، او الإحساس بالذنب . سهولة في الاستثارة مع غلظة في المشاعر ، إلخ .إلخ .
لاقت نظرية (لومبروزو) عاصفة من الانتقاد والتنديد والتفنيد .
ما يهمنا من النظرية ، إن هيئة الإنسان وملامحه لا علاقة مباشرة لها بالسلوك الإجرامي ولا تكفي وحدها للحكم .. ولكن الإطلاق العشوائي للسجناء بسبب اكتظاظ السجون .دون خطة مدروسة ، دون التحسب لتأهيل غير المؤهلين، دون توفير فرص عمل للقادرين ، دون تعميم وفرض أحقيتهم الماسة لرواتب الرعاية الاجتماعية ، إنما هو قرار - عشوائي - يوازي قرار إدانة بريء يصدره قاض جاهل معصوب العينين . مشلول الضمير .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram