قام أكثر من 400,000 شخص في مدينة مكسيكو و ساو باولو بزيارة معرض " مايا: بوح زمن لا نهاية له "، الذي افتُتح أيضاً في متحف كوَي برانلي في باريس في تشرين الأول الماضي و سينتهي يوم 8 شباط. و يتضمن المعرض 385 قطعة، منها جرار، و عتبات نوافذ، و سيراميك، و أ
قام أكثر من 400,000 شخص في مدينة مكسيكو و ساو باولو بزيارة معرض " مايا: بوح زمن لا نهاية له "، الذي افتُتح أيضاً في متحف كوَي برانلي في باريس في تشرين الأول الماضي و سينتهي يوم 8 شباط. و يتضمن المعرض 385 قطعة، منها جرار، و عتبات نوافذ، و سيراميك، و أقنعة جنائزية من 20 متحف مكسيكي.
و يجد المرء في هذا المتحف الفن الأهلي و ثقافات أفريقيا، و آسيا، و أوسيانيا Oceania ( إقليم جزر المحيط الباسفيكي الاستوائية )، و أميركا الشمالية و الجنوبية. و تضم مجموعته 450,000 مادة، منها 3,500 للعرض في أي وقت محدد، في كل من المعارض الدائمة أو المؤقتة. و قد افتُتح هذا المتحف في عام 2006، و هو أحدث المتاحف البارزة في باريس.
و هكذا تُصبح منتجات المايا الفنية المتميزة بالجمال، و التعبيرية، و الكمال في تقنيتها، و أصالتها، و العديد منها لم يُعرض من قبل، مركز اهتمام هواة الفن في هذا المعرض. و هي تمثّل عهداً تطورت فيه هذه الثقافة و تغطي الفترة المبكرة لما قبل الكلاسيكية أو الشكلية ( 2500 قبل الميلاد ) و حتى أيامنا هذه، وفقاً لتقرير مجلة The Yucatan Times.
و كان فن المايا في العصر الكلاسيكي (250 - 900 م )، كما تذكر موسوعة ويكيبيديا، على مستوى عالٍ من التطور والحرفية الجمالية. و تبين المنحوتات والنقوش المصنوعة من الجص في بالينكيو و التماثيل في كوبان جمال و دقة شكل الإنسان في الحضارات الكلاسيكية للعالم القديم. و لا يوجد حاليا ألا بعض الدلائل على وجود الرسوم المتطورة للمايا الكلاسيكية؛ وأغلب المتبقي فخارات الجنائز و السيراميك، و الأبنية في بونامباك التي تحمل الجداريات القديمة التي نجت بالصدفة. و قد نجا اللون الفيروزي الجميل " المايا الزرقاء" خلال القرون الماضية بسبب الخصائص الكيميائية الفريدة لهذا اللون. واكتشف مؤخراً في سان بارتولو جداريات فنية رائعة وأيقونات متقنة لأواخر ما قبل الكلاسيكية. و اتضح، بعد فك بعض رموز المايا النصية، أنها كانت واحدة من الحضارات القليلة التي يضع فيها الفنانون اسماءهم على أعمالهم.
و حضارة المايا قديمة تشابه الحضارة الفرعونية في بلاد النيل من حيث الأشكال والتقنيات و عمق التاريخ و الظهور على ضفاف أنهار عظيمة. فحضارة مصر الفرعونية على ضفاف النيل، وحضارة المايا على ضفاف نهري المسيسيبي و الأمازون. و قد أنتجت حضارة المايا تطوراً داخلياً و تطبيقياً، نشأت في حدود العام 2000 قبل الميلاد و امتدت على جنوب وشرق المكسيك، مروراً بالهندوراس وغواتيمالا و بيليز. و هي حضارة شغلت مساحة 400 ألف كيلو متر مربع، و تفاعلت لقرون إلى 600 و900 قبل الميلاد، حيث تركت خلفها شواهد من مدن مثل تيكال، و بيدراس، ونيفرا، كما جاء في تقرير ليقظان التقي. و قد بدأ انهيار تلك الحضارة في أواخر الألف الأولى بعد الميلاد لأسباب حربية، و اقتصادية، و بيئية يعزى أحدها إلى جفاف حاد استغرق 200 سنة ، كما يعتقد بعض العلماء.