لله درّكم يا أُسود الرافدين وأنتم تعلون فوق هام الصعاب في يوم التحدي الأكبر وأثبتم صحّة ما أشرنا إليه أن الكرة العراقية الاستثناء في زمن العجائب وهي الوحيدة القادرة على التكيّف مع الظروف القاهرة، بل المستحيلة في عالم اللعبة بعدما أمسكتم الرايات وحلّقتم بها في أرجاء كانبيرا مهللين بانتصار تاريخي مدهش على منافس وعَدَ مدربه أنه سيمضي إلى نصف النهائي مطمئناً ولا يبالي لأية مفاجأة وتأكد أنه ذاهب إلى طهران وفي ذاكرته هزيمة مريرة تقرع ناقوسها بقوة كلما غلبه النسيان في رحلة العمر الباقية.
أية انقلابات تلك التي شهدتها المباراة المجنونة بعدما انتفض الأسود لتاريخهم الذي شارف على طي صفحاته هارباً من عار الفضيحة في خليجي 22 وجاء ليعيد المهابة له على يد مدرب كلما اجتاز مباراة صعبة يزداد فضوله على استقبال أخرى أصعب منها ، وهكذا كان شنيشل القائد الهادئ والمتزن لم يخدعه هدف ليفقد صوابه ويَرقص منتشياً ومزهواً أمام الملايين، بل تنتابه نوبات الحرص الزائد على النتيجة ويروح يعزز مقومات المحافظة عليها مثلما شاهدنا باستبدال علاء عبد الزهرة بعلي عدنان وجستن ميرام بمروان حسين مانحاً الكابتن يونس محمود فرصة العُمر لعدم الاستسلام والانكفاء على نفسه كي يستعيد حيويته ، فكان (السفاح) على الموعد وسجل هدفاً بطريقة أحيَتْ سنواته الأولى مع المنتخب وكانت طريقة احتفاله (تنكرية) بامتياز ، عبّرت عن عفويته بتقمص أداء رجل كهل سرعان ما غمز بخبرته لكرة ميتة بعثت الأمل فينا لترويض المعجزة.
يجب ألا نقلل من تأثير الأخطاء الدفاعية التي أسهمت في صدمتنا بثلاثة أهداف إيرانية قتلت أفراحنا بالتتابع، وهو مؤشر على ضعف تمركز أحمد إبراهيم الذي لم يحفظ واجباته ووصل الأمر إلى استحقاقه الكارت الأحمر برعونة لولا رأفة الحكم الأسترالي بنيامين وليامز ودعاء الجماهير، وجستن ميرام يتحمّل أيضاً الانتقاد نفسه بعدما تاه في المقدمة ولم نعثر عليه إلا عند انقضاض الإيرانيين على معظم كراته وبدت حالته النفسية موصولة بتوجيهات مدربه الذي كان يعنّفه أحياناً لتصحيح حالته الفنية، وعلى النقيض منه يواصل ياسر قاسم تميّزه في الأداء ولم تستطع المراقبة الإيرانية اللصيقة الحد من طلعاته الخطيرة في المقدمة وفدائيته في التوغل بالعمق لضرب الدفاعات وصناعة الكرات بنكهة الهدف، وتوّج عطاءه بتسببه في منح منتخبنا ركلة جزاء مستحقة بعد أن أُسقط داخل الصندوق وتمكن افضل لاعب في المباراة (الدبور) ضرغام إسماعيل من لسع الحارس علي رضا مانحاً قلوبنا المرتجفة اطمئناناً خالصاً على قدراته في إتمام مهمته بنجاح، وبرغم الفارق في الخبرة التي يمتلكها إلا انه سطع كنجم كبير في ختام المباراة مستحقاً جائزة الأفضل بلا منازع !
ولم تذهب توقعاتنا سدى بإمكانية حسم اللقاء لصالحنا، فالضغوطات التي واجهت لاعبي ايران كانت كبيرة لامتلاكهم مدرباً مستقراً معهم لأكثر من سنتين وتسعة لاعبين محترفين في دوريات أوروبية فضلاً عن استقرار الحالة النفسية ومؤازرة جموع غفيرة من الجالية الإيرانية احتلت المدرجات بالكامل بعدما استبق مسؤولو بعثتهم الحدث منذ أيام واشتروا جميع بطاقات الدخول للملعب للاستفادة من الدعم الجماهيري في موقعة نارية بكل ما تعنيه الكلمة من استقتال شرس للدفاع عن قيمة الإنسان في محفل حامت الشكوك فيه حول الأسود ليكونوا أول المودعين منه لكنهم اسكتوا المتشائمين والمتربصين وحتى المرعوبين من زحفهم نحو اللقب بأنهم خارج حساب الرهان اللئيم وعيونهم ترنو لأبعد من مواجهة صديقهم الجديد – القديم (شمشمون) الكوري ويحجزون مقعدهم في النهائي بلا استسلام.
وأنت أيها التونسي الحبيب عصام الشوالي، نعرف أن قلبك المخضّب بالدموع كمداً على أحزان النهرين تتحين الفرصة لتغسل جراح الشوق إلى بغداد التي تحبّك وتدين لك بشهامتك وراء المايكرفون لمناصرة إخوتك في أكثر من فوز عراقي ألهب ملعب الكرة التي شاءت بالأمس أن تهديك ابتسامة عريضة كافأتْ صرخاتك بالدعاء لنصرتنا وكأنك ترى في يونس وياسر وسلام وجلال خيرة الشباب التونسي والسعودي والمصري والقطري والسوري والإماراتي وجميع الطامحين في أمة فرّقتها الأزمات وجمعتها المدرجات.
مبارك لكم ولنا .. واصلوا رحلة الأبطال.. نريد المزيد من صفحات الإنجاز في سجلنا الذهبي ، من حقنا أن نحلم باعتلاء المنصة من جديد ، لم يعد الحلم مزعجاً بعد اليوم وقد أفقنا على حقيقة مُبهرة هي أنكم موضع ثقتنا المطلقة ، حريّ بكم أن تبادلونا التفاؤل للبقاء في محطة سيدني وألا تغادرونها إلا وفي أحضانكم كأس الأمم ، عزيزة الشعب ومُطفئة نار الفتن!
أًسود المنصّة
[post-views]
نشر في: 23 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 4
الصحفي منير جورج
الأستاذ الفاضل اياد الصالحي المحترم. تحية المحبة, الف مبروك فوز اسود الرافدين على منتخب ايران. في لحظات الفوز المفرح, ننسى كل الهفوات التي تحدث. ان المارد العراقي ينهض من جديد انتصاراً لتأريخه المجيد. احبتي اسود الرافدين, عودوا للوطن حاملين كأس البطولة وس
سامر
استاذي الفاضل شكرآ لك والى كل ابناء وطتي المخلصين واللذين تعبرعنهم بهذة الكلمات التي هي قمة المحبةادمعة عيني وانااطالها وحقآ انها كلمات هي منبع الوفاء والغيرة العراقية وياريت الكل ان ينطق قلمهابهذا الشكل العراقي لك محبتي واحترامي سيدي مرة اخرى
الصحفي منير جورج
الأستاذ الفاضل اياد الصالحي المحترم. تحية المحبة, الف مبروك فوز اسود الرافدين على منتخب ايران. في لحظات الفوز المفرح, ننسى كل الهفوات التي تحدث. ان المارد العراقي ينهض من جديد انتصاراً لتأريخه المجيد. احبتي اسود الرافدين, عودوا للوطن حاملين كأس البطولة وس
سامر
استاذي الفاضل شكرآ لك والى كل ابناء وطتي المخلصين واللذين تعبرعنهم بهذة الكلمات التي هي قمة المحبةادمعة عيني وانااطالها وحقآ انها كلمات هي منبع الوفاء والغيرة العراقية وياريت الكل ان ينطق قلمهابهذا الشكل العراقي لك محبتي واحترامي سيدي مرة اخرى