TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض : أرقام مرعـبة

كلام ابيض : أرقام مرعـبة

نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 06:11 م

علي القيسيتولي اغلب دول العالم القطاع الصحي اهمية بالغة ورعاية خاصة. لما للصحة العامة من تأثير وافر على الافراد والجماعات وعلى حركة المجتمع كلها. فلا تتوانى هذه الدول عن استنفار جميع الطاقات اذا شعرت بأدنى خطر يتهدد شعوبها،
وقد رأينا حجم الخوف والحذر الذي ابدته هذه الدول تجاه وباء انفلونزا الخنازير وقبله انفلونزا الطيور! وهكذا هي مع كل خطر يطفو الى المشهد الصحي عندها.واحسب ان هذه الدول محقة بكل اجراءاتها الوقائية والاحترازية ، فهي تعي جيدا حجم التداعيات الصحية التي تسببها الامراض على اختلافها، وتأثير ذلك على وضعها الاقتصادي والامني و.. وما الى ذلك. قدح هذا التصور في ذهني وانا اقرأ تصريحات السلطات الصحية في بلادنا عن الاصابات الكبيرة بمرض السكري والامراض الاخرى. فقد كشف المفتش العام في وزارة الصحة عن حجم الاصابة بمرض السكري وذلك اثناء مؤتمر علمي نظمته دائرة صحة بغداد / الرصافة الاسبوع الماضي ، حيث قال: ان عدد المصابين بهذا المرض اللعين يبلغ نحو مليونين ونصف المليون مصاب في عموم البلاد، وهذا رقم مهول يعني بحسب ذلك ان 10% من العراقيين يعانون مرض العصر هذا..بل الادهى والامرّ من ذلك ما اعلنه احد الباحثين المتخصصين في نفس المؤتمر عن ان الاصابات السرطانية لاتقل هي الاخرى عن نسبة الـ10%.وهذا يعني بكل المقاييس امر جلل قد اصاب المجتمع بمقتل ، فكم من الطاقات سوف تكون معطلة او معطوبة؟..وكم حجم الجهد الذي تبذله وزارة الصحة وملاكاتها الطبية حتى تعالج هؤلاء الناس بفئاتهم العمرية المختلفة؟ ويتبادر الى الاذهان ايضا كم من الاموال ستخصص لذلك؟ وهل لاجهزة الوزارة في الوقت الراهن القدرة والقابلية على مواكبة ذلك والحد منه؟ اسئلة كثيرة وكبيرة تترى، ونحن نستمع لمثل هذه الاحصائيات المقلقة حقا. اذ ان علاج هذه الامراض بحسب المتخصصين يفوق كل الامكانيات المتوافرة ! لذا وبحسبهم ينبغي نقل هذه الاحصائيات الى محافل الامم المتحدة بغية اطلاع الرأي العام العالمي على حجم البلاوي التي حلت بمجتمعنا، علّ المجتمع الدولي يقوم بما تمليه عليه القيم الاخلاقية والانسانية ويسعى جاهدا لتقليل وطأة المعاناة والمسؤولية الملقاة على وزارة الصحة وملاكاتها، وانقاذا لهذا العدد الهائل من المرضى الذين هم ضحايا الواقع المر وما صنعته الحروب والاحتدامات والاعمال الارهابية اللاانسانية..لعل هناك من يقدر حجم الكارثة وتداعياتها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram