لكن واقع الخدمات في المجمع مزرٍ جداً لا يرتقي بمنطقة صناعية، اذ تنقصه العديد من الخدمات الأساسية كأماكن الصرف الصحي والكهرباء واكساء الشوارع. وبعد لقاءات مطولة مع اصحاب المحال (المتضررين) في المجمع كان محور حديثهم يدور حول...

سيد جبار (صاحب محل لبيع الأدوات الاحتياطية) يقول: المبالغ الواجب دفعها للأمانة جميعها مستوفاة، وايجارات المحال تؤخذ سنوياً، ويصل سعر المحل الواحد الى مليون دينار او اكثر.

وذكر سيد جبار هذا الشارع الذي أمامنا الآن في عام (1982_1983) تم استقطاع 10 دنانير من كل محل لتبليط الشارع، ومنذ ذلك الحين لم نلحظ أي تغيير على أرض الواقع. 

ويعتقد أن كون المنطقة تقع في اطراف مدينة الصدر فضلا عن غياب القانون وضعف تطبيقه ، وراء عزوف امتناع موظفي البلدية من المجيء اليها والتعرف على تدني ، بل انعدام الخدمات فيها.

واضاف : الخدمات في المنطقة السكنية افضل مقارنة بالمنطقة الصناعية وهذا يعود الى عاملين الاول: ان مجاري الحي الصناعي في كسرة وعطش تعود الى عام 1979 وتفتقر للصيانة والتجديد ونلاحظ ان شوارعها تلاشت وباتت كلها تخسفات. والثاني: طبيعة الحي الصناعي اذ تكون مخلفاته ثقيلة تؤدي الى غلق المجاري ، ولا سيما اذا كان صاحبه مهملا وعدم وجود صيانة دورية، وبمجرد سقوط زخات المطر، تبدأ المعاناة بغرق الحي الصناعي بالكامل، ونضطر الى غلق ابواب رزقنا.

مديرعام الإعلام والعلاقات العامة في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة أشار الى ان واقع الخدمات في المجمع لا يُسر، وهناك ضعف واضح ومعروف في الخدمات والسبب الرئيس ان المنطقة بحاجة الى اكساء الشوارع . وأن دائرة المشاريع قامت ببناء القالب الجانبي وهيأت الشوراع للاكساء والمشكلة التي واجهتنا هي اعتراض تقدمت به دائرة ماء الرصافة على ان شبكة المياه في هذه المنطقة عمرها التصميمي قد انتهى ومن ثم لابد من تغيير هذه الشبكة، لذا لا يمكن القيام بعملية الاكساء وخدمات الماء غير مجددة. للأسف دائرة ماء الرصافة تلكأت في مــد شبكة المياه، لانعدام الوقت والمخصصات وكذلك يحتاج الامر الى احالة ودراسة، كما ان تجديد الشبكة يعني حفر الشوارع ومن ثم اضافة جديدة لمعاناة المنطقة. الآن نحن امام أمرين إما ان نبقي الماء على حالته (التصميم القديم) ونقوم بالاكساء، وهذا الامر يجعل منها منطقة نئامية او دائرة الماء تسرع في عملية تجديد شبكات المياه ومن ثم تقوم دائرة الاكساء بتعبيد الشوارع.

وفي ما يتعلق بمعاناة اصحاب المحال من مياه الامطار وسوء شبكات الصرف الصحي قال المدير العام: الامطار اغرقت بعض المناطق في العام الماضي، وكانت حصة الاسد من نصيب مجمع كسرة وعطش الصناعي، وأعتقد ان اجراءات امانة بغداد هذا العام كفيلة بسحب المياه، وهناك مجموعة من الخطوط الاستثنائية وخطوط الطوارئ اقامتها الامانة ومنها خطوط ضمن منطقة كسرة وعطش التي تحوي على خط يصل الى خلف السدة وكذلك خط آخر يصل الى القناة.

ويتابع عبد الزهرة: هناك مشكلة تعاني منها هذه المحلة ألا وهي قربها من منطقة الحميدية باعتبار هذه المنطقة غير موزعة بشكل أُصولي، لا يوجد فيها خدمات، فثقلها في موضوع الماء وفي موضوع الصرف الصحي أثر سلباً في المنطقة، وعند سؤالنا عن عشوائية توزيع المناطق الصناعية اجاب عبد الزهرة: كانت منطقة باب الشيخ هي المنطقة الصناعية في الثمانينيات، والحكومة العراقية آنذاك كانت تنوي اخراج هؤلاء وإعطائهم أرضا في مجمع كسرة وعطش، لكن الآن الشيخ عمر ممتلئ ايضا، وعلينا ان نفكر بإيجاد مناطق صناعية خارج حدود محافظة بغداد لتصبح المناطق الصناعية على الأطراف.

أبو عامر (صباغ سيارات) أوضح: واقع الخدمات سيء جداً، والمعاناة متواصلة، ففي فصل الشتاء ووقت تساقط الامطار تغرق المنطقة بالكامل وهذا أمر عادي جداً !! وحين نقوم بحملات التنظيف تأتي الحوضيات من البلدية ونبدأ بجمع مبلغ قدره (5000 دينار) من كل محل ومع هذه الاموال "الاضافية" لا ترفع كل المياه، ليعود مرة اخرى ويجمع المال نفسه!

وأضاف : بعض المحال المنخفضة تضررت جراء الامطار وتجمع المياه داخلها، ما أدى الى خسارات بالغة لكون المحال تحوي على المكائن والآلات التي تضررت من المياه، اما في فصل الصيف فالمعاناة تقترن بسوء توزيع الطاقة الكهربائية ما جعلنا نعتمد بصورة رئيسة على المولدات الأهلية، ولأن مرحلة إعداد هذا التحقيق جاءت في تشرين الاول الذي يشهد تحسنا ملحوظا في الكهرباء، والسبب لان المواطنين ليسوا بحاجة الى المكيفات او المدفئات وهذا من شأنه ان يوفر الكهرباء على ارجاء العاصمة بغداد.

أبو علي (سائق سيارة لوري قلاب) قال: ان هناك عملا يوميا تقوم به الامانة يبدأ من الساعة الواحدة ظهراً الى الساعة الرابعة عصراً، وهناك صعوبات كبيرة تواجهنا اثناء العمل بسبب تجاوز اصحاب المحال على الارصفة والجزرات الوسطية. عباس أبو مهند (صاحب محل) أوضح: لا يوجد شيء اسمه خدمات في هذا المجمع الصناعي، ونعاني من ارتفاع الايجارات والضرائب، لا احد من المسؤولين يصل الى المكان حين نغرق في فصل الشتاء!! أما بالنسبة الى العمل فهناك العشوائية في انتشار المحال والمناطق الصناعية هي السبب في ذلك، ففي الطالبية مثلاً تشهد حركة عمل افضل (شوارعها افضل نسبياً) هذا اثر سلباً في دخلنا اليومي. واضاف: كان الايجار 25000 في زمن النظام البائد أما اليوم فهو 800000 فضلا عن مليون دينار تأمينات، والمشكلة دائماً مع امانة بغداد، موظفوها يأتون الى اجزاء من المجمع ويؤدون عملهم بشكل غير صحيح ومن ثم يذهبون.. وكأنهم يريدون إسقاط فرض!

ونوَّه الى ان بعض القنوات والصحف والمؤسسات الإعلامية وصلت الى المكان وصوّرت، والتقت بأصحاب المحال ولكن لم نلحظ تغييرات على أرض الواقع!

واستدرك في حديثه قائلاً: بناء المحل كلفني 8 آلاف دينار عام 1979 وما يحدث الان لم يكن بالحسبان، لكن استثمرت الاموال في مشروع آخر، فيما كان مطلبه الاخير ان يصل صوته الى الجهات المعنية لعلاج مشاكل المجمع .

أبو إيهاب (صاحب مطعم) كان متفائلا نوعا ما، اذ يقول: الخدمات كما ارى اختلفت عن السابق، فقد تحسنت بشكل نسبي وما زلنا نعاني من الخدمات بشكل عام فلم نشاهد تغييرا كبيرا.

ويضيف: العمل الخدمي يحتاج الى حملات يحتشد فيها عدد كبير من الآليات، وفي احد الايام في الشارع المقابل للمطعم جاءت آلية شفـل ، وقامت باستخراج أنقاض ملأت (التركتر) من مكان واحد، فكم (تركتر) نحتاج لتنظيف المجمع ؟! وهذا أمر طبيعي في مكان حي صناعي بسبب مخلفات المحال واماكن الصرف الصحي اصبحت مخصصة لرمي النفايات، اذا تخلـَّف أحد عن دفع المستحقات (ضرائب - بدل ايجار - اعلانات..الخ) للدولة فإنها تقوم بتعميم كتب على دوائر الدولة كافة ويمنع اي عمل حكومي او سفر او ما شابه. على سبيل المثال إن أحد أصدقائي في موسم الحج الماضي تم ايقافه على الحدود (العراقية - السعودية) وهذا الاجراء أثار استغرابه وبعد مرور برهة من الزمن اكتشف ان عليه مستحقات للدولة لم يدفعها.