أصدر المشاركون في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة، صباح الجمعة الماضي، ما أسموه «بيان القاهرة»، المؤلف من 10 بنود تتضمن تأكيدهم على أهمية إحياء الحل السياسي التفاوضي طبقًا لـ«بيان جنيف» وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.وفي مؤتم
أصدر المشاركون في مؤتمر المعارضة السورية بالقاهرة، صباح الجمعة الماضي، ما أسموه «بيان القاهرة»، المؤلف من 10 بنود تتضمن تأكيدهم على أهمية إحياء الحل السياسي التفاوضي طبقًا لـ«بيان جنيف» وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.وفي مؤتمر صحفي، عقد صباح، امس السبت، بأحد فنادق القاهرة، تلا جمال سليمان، الفنان والمعارض السوري، الذي يعرف نفسه على أنه «مستقل»، نص البيان، الذي تضمن 10 بنود، توافقت عليها أطراف المعارضة خلال اجتماعها التشاوري بالقاهرة، في اليومين الماضيين.
وتضمن البيان أن الهدف من الحل السياسي هو «الانتقال لنظام ديمقراطي ودولة مدنية، وحاجة أي حل سياسي لغطاء دولي وإقليمي واحتضان شعبي، وضرورة الإفراج عن المعتقلين قبل المضي في الحل السياسي، والاتفاق بين كل الأطراف على إنهاء الوجود العسكري غير السوري من أي بلد».
كما تضمن البيان، أيضًا، «الدعوة إلى التحضير لمؤتمر وطني سوري يعقد في القاهرة، في الربيع المقبل، لم يحدد موعداً محدداً، وتشكيل لجنة تتابع الاتصالات مع أطراف المعارضة السورية للتحضير للمؤتمر».
وحول الجدوى من التأكيد على الحل السياسي بينما تشير التصريحات الأمريكية الرسمية إلى توجهها نحو الخيار العسكري، قال هيثم مناع، نائب المنسق العام لهيئة التنسيق الوطنية، أحد أبرز كيانات المعارضة داخل سوريا: «نحن نحاول من خلال الحل السياسي أن نسبق أي حلول أخرى».وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، الخميس الماضي، إنها أرسلت أول دفعة من القوات الأمريكية تضم نحو مائة عسكري لمنطقة الشرق الأوسط خلال الأيام القليلة المقبلة لإقامة مواقع تدريب لما تسميه واشنطن «المعارضة المعتدلة» في سوريا، وذلك ضمن خطة أعلنتها الأسبوع الماضي لإرسال 1000 عسكري.
وردًا على سؤال حول عدم التطرق لمستقبل بشار الأسد في «بيان القاهرة»، وهو الأمر الذي سبق أن حصل في «بيان جنيف»، قال فايز سارة، عضو الائتلاف السوري، إن «بيان القاهرة بتأكيده على الحل السياسي وفق مبادئ جنيف، فهو يحدد مصير الأسد»، وأوضح: «بيان جنيف يؤكد على إدارة المرحلة الانتقالية بواسطة هيئة حكم انتقالية، ويعني ذلك انتقال الحكم لتلك الهيئة دون بشار».وشدد المشاركون في المؤتمر على أنهم لم يتطرقوا إلى الحوار بين النظام والمعارضة الذي تعتزم موسكو استضافته، خلال الفترة من 26 إلى 29 يناير الجاري، وقال مناع: «من يريد أن يذهب إلى موسكو فليذهب، ولكننا نرى أن الحوار لا تتوفر له أي فرص للنجاح لعدة أسباب أهمها أن المفوضين من النظام للحوار لا يملكون أي صلاحيات».من جانب اخر قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الجمعة، إن وزير الدفاع تشاك هاغل أمر بتوجه أول مجموعة تضم نحو 100 جندي أميركي للشرق الأوسط، خلال الأيام القليلة المقبلة، لإقامة مواقع تدريب لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية».وقال المتحدث الصحفي باسم البنتاغون، الأميرال جون كيربي، إنه أُجيز للجنود ومعظمهم من قوات العمليات الخاصة بالتوجه للمنطقة الأسبوع الماضي، وسيبدأون في الوصول إلى دول خارج سورية خلال الأيام المقبلة، مع موجة تالية تضم مئات عدة من المدربين العسكريين، خلال الأسابيع التالية.
وتركّز الولايات المتحدة في قتالها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» على العراق في شكل أساسي، باستثناء عدد كبير من الضربات الجوية لدعم المقاتلين الأكراد الذين يحاولون منع السيطرة على بلدة كوباني السورية قرب الحدود التركية.
وقال كيربي، أمس الاول الجمعة، إن القوات الكردية تسيطر الآن على نحو 70 في المئة من كوباني التي كان يُنظر إليها قبل بضعة أشهر على أنها شارفت على الإنهيار مع سيطرة «الدولة الإسلامية» على معظمها.
وقال إن عدد طلائع القوات الأميركية التي توجّهت لإقامة مراكز تدريب يقلّ عن 100 جندي.
وأضاف «سيقومون بإلقاء نظرة على الوضع هناك والتحضير لإرسال المزيد».
وعرضت تركيا وقطر والسعودية توفير أماكن يمكن للقوات الأميركية أن تدرّب فيها أعضاء المعارضة السورية لمقاتلة تنظيم «الدولة الإسلامية». ولم يحدد كيربي على وجه الدقة أماكن أول مواقع للتدريب.
وقال الجيش الأميركي إنه يعتزم إرسال أكثر من 400 جندي لمهمة التدريب، ومئات عدة من قوات الدعم لما يصل إلى نحو ألف فرد أو أكثر.
وكان كيربي قال الأسبوع الماضي إن من المتوقع أيضاً عمل مئات عدة من القوات العسكرية الأجنبية مدربين، من بينهم قوات من الدول المضيفة.وقال، أمس الاول (الجمعة)، إنه لم يتم البدء في التجنيد النشط لمتدربين سوريين، على رغم أن المسؤولين العسكريين الأميركيين ناقشوا هذا الأمر مع جماعات سورية.
وأضاف إن قائد القوات الخاصة، الميجر جنرال مايكل ناغاتا، الذي اختير لتولى مهمة التدريب عقد اجتماعات «مثمرة للغاية» مع زعماء المعارضة السورية.
وقال «ولكنها لم تؤد إلى الاتفاق مع أشخاص معينين بعد».
وقال مسؤولون أميركيون إنه إذا استمر الزخم الحالي، فإن التدريب يمكن أن يبدأ في الربيع، مع عودة أول متدربين إلى سورية، في نهاية العام. ويعتزم المسؤولون تدريب خمسة آلاف مقاتل سوري سنوياً لمدة ثلاثة أعوام.