ترجمة: عمار كاظم محمدلماذا تريدين مغادرة العراق؟ حينما سألت زميلتي في العمل هذا السؤال قالت بنبرة صوت غاضبة «ان الأمر ليس أنني اريد المغادرة لكنني لا اشعر بالامان بما فيه الكفاية لإرسال ابنتي الى المدرسة». بعد بضع دقائق تلقيت مكالمة هاتفية
تخبرني بأن هناك انفجارا قد حدث في أحدى المدارس الابتدائية قتل فيه سبعة أطفال وجرح اكثر من أربعين طفلا آخرين. ذهبت لمشاهدة المكان ورأيت كارثة هناك، كابوسا حيا تمتزج فيه رائحة الكتب مع دماء الاطفال، في اليوم التالي نهضت على صوت أخبار التلفاز التي ذكرت أن هناك المزيد من التفجيرات قد ضربت بغداد وقد قتلت تلك التفجيرات ما يزيد على 120 شخصا، واحد تلك التفجيرات كان بقرب مكان تدرس فيه صديقتي فاسرعت الى هاتفي الخلوي لأجل الاتصال بها هاتفيا لكنه في كل مرة يخبرني الهاتف بانه مغلق وعلي المحاولة مرة أخرى. ركبت سيارتي محاولا الوصول الى المكان الذي وقع فيه الحادث لكن كل الطرق كانت مغلقة وكان الناس يصرخون في موجة صاخبة من ابواق السيارات وسيارات الاسعاف تسرع وهي ترفع من صوت صفارات انذارها ولم أعد اشعر بساقي، لقد شعرت باليأس كما لو كان الأمر نهاية العالم. وقررت أن اترك السيارة في احدى المتنزهات محاولا الجري للوصول الى المنطقة والبحث عنها فقد كان علي أن اصل الى اقرب مستشفى من مكان الانفجار وحقيقة فانني لا اريد تذكر المشهد هناك فقد كان الكثير من الناس الجرحى يصرخون والدم يسيل في كل مكان وكلما استطيع تذكره هو الطريقة التي كانت تنظر الي بها في آخر مرة رأيتها فيها ولم أكن اريد أن اعرف فيما اذا كان مكروه قد حصل لها، وأخيرا وجدتها، كانت تستلقي هناك وساقها مجروحة وكذلك رأسها ايضا. وحينما رأتني قالت «لاتتركني بعد الآن حتى ولو لثانية واحدة أرجوك، أرجوك» كانت تقول ذلك وهي تبكي ما جعلها تتنفس بصعوبة. هذا المشهد جعلني اعرف الآن لماذا ارادت زميلتي في العمل مغادرة العراق. عن نيويورك تايمز
لماذا تريدين مغادرة العراق؟
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 06:35 م