قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة أوقفت بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد متشددي «القاعدة في اليمن» في أعقاب سيطرة المتمردين الحوثيين على الأمور في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
ونقلت وكالة رويترز امس (السبت) عن مسؤولين أمنيين أميركيين قو
قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة أوقفت بعض عمليات مكافحة الإرهاب ضد متشددي «القاعدة في اليمن» في أعقاب سيطرة المتمردين الحوثيين على الأمور في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى.
ونقلت وكالة رويترز امس (السبت) عن مسؤولين أمنيين أميركيين قولهم، إن انهيار الحكومة اليمنية المدعومة من الولايات المتحدة، أدى إلى شلل حملة الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، وإصابة مكافحة واشنطن لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» بنكسة.
ونقلت الوكالة عن 3 مسؤولين أميركيين آخرين تأكيدهم أن توقف العملية تضمن الهجمات التي تشنها طائرات من دون طيار بشكل مؤقت على الأقل، في أعقاب الاستقالة المفاجئة للرئيس ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء وسط مخاوف متزايدة من انزلاق اليمن نحو حرب أهلية.
ويعمل أميركيون كثيرون مع القوات اليمنية في قاعدة العند الجوية الجنوبية، وهي مركز مخابرات لمراقبة تنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي أعلن مسؤوليته عن هجمات وقعت في باريس هذا الشهر وأودت بحياة 17 شخصاً.
وعلى صعيد متصل نزل آلاف اليمنيين امس، في أكبر احتجاج ضد المتمردين الحوثيين الذين يهيمنون على اليمن، وذلك بعد يومين من استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي، ممّا أدخل البلاد في حالة فوضى سياسية.
وبدأ نحو 10 آلاف شخص مسيرة امس انطلقت من جامعة صنعاء باتجاه منزل هادي على بعد نحو 3 كيلومترات، مرددين هتافات تندد بجماعة الحوثيين وتنظيم القاعدة، وذلك حسبما ذكر شهود.
ورددت الحشود هتافات مثل: «عاش الشعب اليمني عاش لا حوثي ولا عفاش»، في إشارة إلى اسم يطلق على الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي ترك السلطة بعد انتفاضة عام 2011.
وقالت طالبة اسمها ميمونة كانت ترفع لافتة ترفض خططا لدمج المقاتلين الحوثيين في الجيش: «خرجنا اليوم لرفض الانقلاب وسيطرة ميليشيا الحوثي على العاصمة».
كما ذكر شهود أنه لم تكن هناك محاولات من جانب المقاتلين الحوثيين والشرطة لعرقلة الاحتجاج.
من جانبه، أشار مجلس الأمن الدولي إلى أن صالح ساعد الحوثيين في السيطرة على صنعاء في (أيلول).
في حين ألقى هادي الذي استقال يوم الخميس الماضي، باللوم على سيطرة الحوثيين على صنعاء في عرقلة محاولته قيادة البلاد نحو الاستقرار بعد أعوام من القلاقل والاضطرابات القبلية، مما أدى إلى تفاقم الفقر وزيادة هجمات الطائرات من دون طيار على المتطرفين المسلحين.
وجعل الحوثيون هادي حبيسا بشكل فعلي في مقر إقامته هذا الأسبوع. واتهموه بانتهاك اتفاق لتقاسم السلطة وقعته الأحزاب السياسية الرئيسة في حضوره بعد أن سيطروا على العاصمة صنعاء.
وكان الآلاف من أنصار الحوثيين قد تجمعوا في صنعاء أمس، رافعين لافتات عليها عبارة «الموت لأميركا الموت لإسرائيل»، وهو الشعار الذي أصبح علامة مميزة للحوثيين.
ومن المقرر أن يعقد البرلمان اليمني جلسة اليوم الأحد لمناقشة استقالة هادي. وبموجب الدستور تنتقل السلطة إلى رئيس البرلمان يحيى الراعي، الذي ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام برئاسة صالح، لفترة انتقالية لحين الترتيب لانتخابات جديدة.
من جانب اخر انضمت محافظة مأرب النفطية، الواقعة في الجزء الشمالي من اليمن، إلى حملة العصيان ورفض تلقي الأوامر من صنعاء إثر استقالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وسيطرة الحوثيين على العاصمة.
وكانت 5 محافظات في جنوب اليمن قد أعلنت خلال اليومين الماضيين رفض تلقي الأوامر من صنعاء، وقطع التعامل مع العاصمة، على أن تلتزم الوحدات العسكرية بأوامر قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
فقد انضمت محافظة شبوة الجمعة إلى محافظات عدن وأبين والضالع ولحج الجنوبية الرافضة لتلقي أي قرار من صنعاء، وقامت بتسليم المهام الأمنية في المحافظة إلى اللجان الشعبية.
غير أن ما يميز قرار محافظة مأرب، المجاورة لمحافظة شبوة، هو أنها تابعة أصلاً لليمن الشمالي، كما أنها محافظة نفطية، ويوجد فيها أكبر محطة غازية لتوليد الطاقة الكهربائية في اليمن.
وفي وقت سابق، أرسلت اللجان الشعبية تعزيزات مسلحة إلى عدن ولحج وأبين في جنوب اليمن، بهدف "حماية" هذه المحافظات من أي هجوم لمسلحي حركة "أنصار الله" الحوثية.
وقال مصدر في اللجان الشعبية إن مئات المسلحين توجهوا إلى المحافظات الجنوبية تحسباً لهجوم من الحوثيين، الذين شددوا قبضتهم على العاصمة صنعاء.
والسبت، ذكرت مصادر أن مسلحين قبليين من محافظتي صنعاء ومأرب توجهوا لتأمين منزلي وزير الدفاع ورئيس الأمن القومي في العاصمة من جماعة الحوثي.