اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > سلامتكم من أوجاع "القولون"

سلامتكم من أوجاع "القولون"

نشر في: 25 يناير, 2015: 09:01 م

في هذه الأيام " السعيدة " نعيش مع ظواهر عدّة، على رأسها طبعاً الديمقراطية وفقاً للبرلمان العراقي، وكان آخر منجزاتها أنّ عدداً من النواب أصابهم الوجوم وأوجاع القولون، لأنّ فريق كرة القدم لـ "محافظة العراق"، فاز على فريق جمهورية إيران، وهذه الآفة، ولا أعني آلام القولون وإنما آلام "الوطنية " لا تمر بمعظم سكان العالم، لكن يحلو لبعض نوّابنا "الأفاضل" أن يثبّتوها كمبدأ من مبادئ حرية الاختيار بين البلد الذي ولدت فيه، وتستولي على خيراته، وبين البلد الذي تدين له بالولاء المطلق، طبعا لا اعتراض عندي أن يشجّع البعض فريقاً عربياً أو أوروبياً أو إيرانياً، ولكنها المرة الأولى التي يرفع فيها نواب أيديهم بالدعاء من أجل ألّا يوفّق " المدعو "يونس محمود" في تسجيل "هدف" رياضي وليس "سياسي" جميع مشجّعي كرة القدم في كل مكان يتفقون على عادة سيئة هي التحيّز الشديد لمنتخباتهم الوطنية، حتى وإن كانوا من سكنة المنافي، ولا بدّ أنكم شاهدتم جميعاً ما فعله الجمهور الإيراني وبالأخص الفتيات الجميلات وكيف انهمرت الدموع بعد خسارة منتخبهم، ولابدّ أنّ جناب " نواب القولون " يدركون جيداً أنّ العديد من هؤلاء يختلفون مع النظام السياسي في طهران،لكنهم يتّفقون معه على إعلاء شأن الوطنية لا الحزبية، ولابدّ أن السادة الذين أصيبوا بالمغص المعوي، شاهدوا أيضاً الشباب والشيوخ في معظم مدن العراق كيف تنفّسوا نفَساً واحداً مع تصاعد وتيرة المباراة، وكأنهم في مهمة وطنية يستمعون إلى معزوفة "موطني"
الظاهرة " السعيدة " الأخرى التي عشنا فصولها في الأيام الأخيرة كانت ساحتها وسائل الإعلام ومواقع للتواصل الاجتماعي التي امتلأت صفحاتها بشحن طائفي تعليقاً على زيارة وفد من الأنبار إلى واشنطن، البعض أعتقد أنّ الزيارة تمسّ استقلال العراق وسيادته التي حصلنا عليها بعد طرد الأمريكان شرّ طردة، وآخرون اعتبروا الوفد خائناً للمواثيق الوطنية،لأنه جلس مع كيري ومساعديه، فاستمعنا إلى أناشيد عن السيادة الوطنية، وخطفتنا الصحف والفضائيات لنتابع أخبار الهجوم الكاسح ضد بايدن وكيري ومن معهما.. وذهب الخيال بالبعض إلى أن يهتف إن العراقيين لا يحتاجون إلى أمريكا وطائراتها، في الوقت نفسه أكد نائب لا يفارق الفضائيات، بثقة يحسد عليها أنه لن يسمح للأمريكان أن يتدخلوا في الشأن الامني، قبلها هددت نائبة بصوت غاضب بأن الحكومة العراقية ترفض وصاية الأمريكان ولن تسمح لها بأن تمارس دور الوصاية
ولأن البعض يعتقد أننا شعب فقد الذاكرة، فقد خرجت علينا هذه الأسماء نفسها قبل أشهر، وفي المقدمة منها النائبة التي تقلبت ذات " العراقية " وذات " البيضاء " وبعدها اكتشفت أنّ " دولة القانون " هي غاية المنى والطلب، لتعاتب الإدارة الأميركية لأنها لم تتدخل لوقف زحف داعش في الموصل وتكريت، وطالبتها بتنفيذ بنود الاتفاقية الستراتيجية بين بغداد وواشنطن، وشاهدنا كيف استقبل ساستنا " الرافضون والشاتمون " عدداً من القادة العسكريين الأمريكان ليناقشوا معهم سبل التعاون لصدّ هجمات الجماعات الإرهابية.
اخترع العالم الديمقراطية لتمنع البعض من العبث بمصائر الشعوب، وأقام الثورات وطوَّر النظم السياسية، وبذل ملايين التضحيات من أجل أن تهتف الناس لحكمة غاندي وسماحة مانديلا وعزيمة ميركل ونباهة لي كوان بدلاً من رفع القبعة لهتلر وبينوشيه وموسوليني، وملك ملوك العالم وقائد النصر والسلام.
تكشف صفحات الفيسبوك والعديد من الفضائيات، عن غرائز الكراهية واللعب الورقة الطائفية التي لم تعد قائمة إلاَّ في بلاد النهرين وغوطة الشام وبنغازي معمّر وفي نفوس البعض من مدمني "اوجاع القولون".. سلامتكم جميعا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 8

  1. بغداد

    برلمان اقصد هرطمان حارة كلمن ايدو إلووووووووووووووووو؟! مقالك عن الضحك شخص المعضلة التي اصابت كبد العراق بتحذافيرها؟! من نكات احدى النائحات في محمية امريكا يعني محمية علي بابا لصوص النفط والغاز والثروات العائدة للشعب العراقي المنهوب المنتوف ريشه اسمها ح

  2. عراقي

    الاخ الاستاذ علي المحترم تحياتي لكون الكثير من الأخوة في البرلمان ومفاصل عليا في الدوله لايعرف ماذا تعني السياده وأود ان أدوّن تعريف السياده علميا وهي : سيطرة الدوله الكامله ضمن حدودها الدوليه على ،الارض ،الجو ،المياه الاقليميه ،وفقدان اي من العوامل

  3. ام رشا

    أستاذ علي هؤلاء الساسة لم يتربوا على حب العراق لانهم عاشوا في ايران واقسموا الولاء لها فلا تستغرب رد فعلهم المهم ان الشعب كله بمختلف أطيافة فرح بالنتيجة وانا متأكدة انه غير مهتم من هو الخاسر ايران أو سواها،منصورة يا بغداد على الدوام مع احترامي.

  4. ابو اثير

    سيدي الكريم... لقد أصبت الحقيقة الصادقة عندما ذكرت في مقالتك فريق محافظة العراق فاز على فريق جمهورية أيران ... لأن هناك مجموعة من النواب ألأشاوس المحسوبين على العراقيين لا زال ولائهم للجارة ألأسلامية ويفتخرون علنا بذلك الولاء وألا كيف تفسر أصابتهم بمرض ا

  5. بغداد

    برلمان اقصد هرطمان حارة كلمن ايدو إلووووووووووووووووو؟! مقالك عن الضحك شخص المعضلة التي اصابت كبد العراق بتحذافيرها؟! من نكات احدى النائحات في محمية امريكا يعني محمية علي بابا لصوص النفط والغاز والثروات العائدة للشعب العراقي المنهوب المنتوف ريشه اسمها ح

  6. عراقي

    الاخ الاستاذ علي المحترم تحياتي لكون الكثير من الأخوة في البرلمان ومفاصل عليا في الدوله لايعرف ماذا تعني السياده وأود ان أدوّن تعريف السياده علميا وهي : سيطرة الدوله الكامله ضمن حدودها الدوليه على ،الارض ،الجو ،المياه الاقليميه ،وفقدان اي من العوامل

  7. ام رشا

    أستاذ علي هؤلاء الساسة لم يتربوا على حب العراق لانهم عاشوا في ايران واقسموا الولاء لها فلا تستغرب رد فعلهم المهم ان الشعب كله بمختلف أطيافة فرح بالنتيجة وانا متأكدة انه غير مهتم من هو الخاسر ايران أو سواها،منصورة يا بغداد على الدوام مع احترامي.

  8. ابو اثير

    سيدي الكريم... لقد أصبت الحقيقة الصادقة عندما ذكرت في مقالتك فريق محافظة العراق فاز على فريق جمهورية أيران ... لأن هناك مجموعة من النواب ألأشاوس المحسوبين على العراقيين لا زال ولائهم للجارة ألأسلامية ويفتخرون علنا بذلك الولاء وألا كيف تفسر أصابتهم بمرض ا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram