اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > "إرادة" أنجيليا جولي

"إرادة" أنجيليا جولي

نشر في: 26 يناير, 2015: 09:01 م

أرجوكم أن تعذروا جهلي، فأنا منذ أشهر ابحث في المواقع الإلكترونية وصفحات الفيسبوك والفضائيات عن صورة او خبر يؤكد ان بعض النائبات " الفاضلات " من ذوات الصوت العالي والشعارات البراقة، قمن ولو بزيارة قصيرة الى احد مخيمات اللاجئين ، الشيء الوحيد الذي نجحن فيه هو استنهاض الهمم " الطائفية " واشعال حرائق الفتنة ، وأضفن الى المسرح السياسي ثقل الظل وغياب صوت العقل.
خلال الأشهر الماضية كنت أتابع زيارات المسؤولين الغربيين الى مخيمات اللاجئين ، وأقول لنفسي ما الذي سيفعله نوابنا الأكارم المشغولون بإحصاء عدد المقاولات والاطمئنان على رقم الرصيد بالعملة الصعبة، فقدمت لي الممثلة "الكافرة" و"السافرة" إنجيليا جولي ، الجواب شافيا، كلمات تقول فيها للناس ان لا خيار، اما التضامن واما الذهاب في عتمة الخراب .. فيما ساستنا يؤكدون لنا كل يوم ان لا امل في الخروج من ظلام الطائفية والانتهازية والمحسوبية، صورة السيدة جوليا وهي تزور مخيم اللاجئين في اربيل دامعة العينين تحتضن طفلا عراقيا وتنصت بكل اهتمام الى شكوى الأمهات وتطمئنهن الى : اننا لن نسمح بظلم إنسان واحد، ايا كانت جنسيته ودينه " .. فيما نحن نعيش في ظل ساسة مصرين ان ينقلونا من احضان المواطنة الى أحضان الطائفية.
مع هذه الصورة للممثلة التي "للأسف" لا تلبس الحجاب ولا تكتب على صفحتها في الفيسبوك شعارات دينية ، واهازيج ثورية ، تذكر أيها القارئ عدد ضحايا العمليات الإرهابية التي وقعت في مدن العراق خلال الأشهر الأخيرة، وأتمنى عليك ان تمسح من ذاكرتك هذا الرقم: "مليونان ونصف المليون مهجر منذ بدء دخول داعش الى الموصل"، يرفض نوابنا الكرام ان يراهم الناس في لحظة ضعف بشري.. فكيف يمكن لسياسي منتخب بأربعمئة صوت، ان يجلس على الأرض يحيط به أطفال إيزيديون ومسيحيون ، وكيف يتسنى لصاحب المصفحة ان يذهب الى مخيم الخازر او حديثة ، وهو الذي يملأ الفضائيات والصحف خطبا ومعارك نارية عن الاقصاء وعن المظلومية ، لكنه يصمت لموت العشرات كل يوم، ونراه يتحيّن الفرص للتمتع بإجازة الصيف والشتاء في مولات دبي وأسواق بيروت وشوارع لندن ، في الوقت الذي حملت إلينا الصحف خبراً يؤكد أن تبرعات " الكافرة " أنجيليا جولي تجاوزت الـ 25 مليون دولار كان أكثرها من نصيب لاجئي سوريا والعراق ، فيما فضائياتنا لاتزال تتباهى بصورة نائبة تشتم الجميع!
يدخل النائب العراقي إلى البرلمان وهو يتحدث عن المظلومية وحق الناس بالأمن والرفاهية ، فيتحول في النهاية إلى مقاول يوزع الإكراميات والعطايا والعقود على الأقارب والأصحاب والأصحاب .. لا يذهب بكم الخيال بعيدا وتعتقدون أنني أقصد نواب بالاسم والوصف، لا أيها السادة لا استثناء في هذا الأمر الكل رابح.. أما الخاسر الوحيد فهو المواطن المسكين الذي ارتضى أن يعيد انتخاب نواب لا يحبّون أوطانهم وتراهم يرفعون السيوف بوجه كل من يتحدث عن دول الجوار، فعواصمهم هي أنقرة وطهران والرياض والدوحة، ولم يُظهر العقوق ونكران الجميل للعراق أحد مثل نوّابه " الأفاضل " !
سيدتي أنجيليا.. من هذه البلاد المليئة بالاسى والموت والكذابين ، ارفع اليك التحية والتقدير ، أليست اللمسة الإنسانية ، أعظم من الصوت الفارغ؟ أليست يد حانية نضعها على رأس طفل مهجر ويتيم ، أطيب عطرا من كل شعارات الارادة وهلوسات الانبطاح؟
مرة اخرى من هنا ، من هذه البلاد المليئة بسقم الساسة وتهتكهم، أرفع لك التحية ، لانك شجاعة وامرأة حق ومحبة، وحدهم الانقياء يتجاوزون الخوف على مصالحهم وحياتهم ، من اجل الخوف على حياة الضعفاء والمستضعفين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 10

  1. خليلو...

    ايها العزيز علي حسين لعلم من لا يعلم ان الزي الذي ترتديه نائباتنا ليس الا زيا اجتماعيا لا علاقة له بالدين وتفصيل هذا طويل لا يستوعبه هذا المستطيل المخصص لتعليقات القراء والدليل على هذا ان الخليفة الثاني كان يضرب بدرته كل امة جارية تحتجب بالحجاب الذي هو

  2. sarah

    i love you writings Mr.ali hussein

  3. ata

    لكم كل التقدير على ماتكتبونه عن هذا الشعب الصامد

  4. A.Weisi

    صدقت يا كاتب المقاله السيد علي حسين, أشمئزت وانا عائش في الغرب من تصرفات العراقيين خاصة والمسلمين عامة والآن وصلت الى القناعة الدامغه بأن مقدساتنا كذب على كذب وتقديسنا للشخصيات انما افتراء ونفاق,نعم نحن لنا الأولويه في الغش وخلاف المواعيد وعندما اتصفح جوا

  5. ابو سجاد

    ياخي عجيب امركم انتم كتاب المدى تشيرون الى اعضاء البرلمان وكانهم هم حقيقي من ممثل الشعب وهذا اعتراف منكم بهؤلاء بعتبكم هذا يااخي هؤلاء ثلثيهم جاؤا اما بالتزوير او الرشا او النصب على الناخبين وهم مجموعة لصوص جاؤا الى البرلمان من اجل السرقة والاثراء على هذ

  6. خليلو...

    ايها العزيز علي حسين لعلم من لا يعلم ان الزي الذي ترتديه نائباتنا ليس الا زيا اجتماعيا لا علاقة له بالدين وتفصيل هذا طويل لا يستوعبه هذا المستطيل المخصص لتعليقات القراء والدليل على هذا ان الخليفة الثاني كان يضرب بدرته كل امة جارية تحتجب بالحجاب الذي هو

  7. sarah

    i love you writings Mr.ali hussein

  8. ata

    لكم كل التقدير على ماتكتبونه عن هذا الشعب الصامد

  9. A.Weisi

    صدقت يا كاتب المقاله السيد علي حسين, أشمئزت وانا عائش في الغرب من تصرفات العراقيين خاصة والمسلمين عامة والآن وصلت الى القناعة الدامغه بأن مقدساتنا كذب على كذب وتقديسنا للشخصيات انما افتراء ونفاق,نعم نحن لنا الأولويه في الغش وخلاف المواعيد وعندما اتصفح جوا

  10. ابو سجاد

    ياخي عجيب امركم انتم كتاب المدى تشيرون الى اعضاء البرلمان وكانهم هم حقيقي من ممثل الشعب وهذا اعتراف منكم بهؤلاء بعتبكم هذا يااخي هؤلاء ثلثيهم جاؤا اما بالتزوير او الرشا او النصب على الناخبين وهم مجموعة لصوص جاؤا الى البرلمان من اجل السرقة والاثراء على هذ

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram