هيلاري كلينتون كتبت كتاباً جديداً وربما لم تكتب، فكل شيء يعتمد على مدى صحة الخبر ومعنى عبارة "قد كتبت".
السيدة الأولى السابقة للبيت الأبيض، وايضاً السيناتور ووزيرة الخارجية قد استعانت بمن يساعدها في كتابة مذكراتها.

 

والسيدة كلينتون، استعانت بعدد من المساعدين لها، من اجل كتابة المذكرات، ولكننا لا نتوقع سماع الكثير عن "فريق كتاب كلينتون" كما تطلق هذا الوصف عليهم، والذين ساعدوها في كتابة الكتاب الذي صدر وهو يحمل اسمها فقط على الغلاف.

واعترفت كلينتون بثلاثة رجال كمساعدين لها : "دون شفيرين ومساعدها في وزارة الخارجية "ايثان غيلبير" ومساعد اخر لها في الخارجية وهو "تيد ويدمير" المختص بالتاريخ، ويبدو عمله واضحاً في الصفحات من 597 الى 635 من المذكرات، ومساهمات المساعدين لم تذكر، وهذا هو نصيب الكاتب– الشبح.

وفي الحقيقة فان الكتّاب – الشبح، قد يلاقون حظاً اقل. والكاتب الشبح خلف كتاب كلينتون، الذي حقق المرتبة الاولى في المبيعات وكان الناشر لايتوقع ذلك، وقد ساعدت كلينتون المحاضِرة في جامعة جورج تاون، وتعبت لمدة سبعة اشهر في الكتابة، وقد تذمرت لعدم الإشارة الى عملها. وعلى هذا المنوال صدرت كتب او مذكرات اخرى لرجال الساسة او الفنانين الكبار.

والكتّاب الأشباح مهمون بالنسبة للسياسيين ورجال الأعمال والشخصيات الشهيرة، وقد حدث مثل هذا الأمر في السابق، في ايام سيرانو دي برجاك في القرن السابع عشر، في مسرحية ادموند روستاد عام 1897، عندما كتب شخص غير معروف الشعر من اجل شخص اخر مولع بروكسانا. وفي عام 1957، عندما كان جون كينيدي السيناتور وفاز بجائزة البوليتزر عن كتاب "صور في الشجاعة" وكانت مجموعة قصص قصيرة عن شجاعة الأميركيين عبر التاريخ. ولكن الاسئلة حول كينيدي وكونه مؤلفاً، لم تنشر كثيرا. وفي عام 2008، قام تيد سورينسين – المساعد لكينيدي عبر أعوام طويلة، وهو ايضاً كاتب خطاباته – بنشر كل شيء في مذكراته "المستشار: حياة عند حافة التاريخ". وكتب سورينسين "انه قد كتب مسودة كافة فصول كتاب كينيدي" كما ساعده في "اختيار كلمات معظم الجمل".

وعلى الرغم من ان عنوان السيرة الذاتية لمالكوم X كان – تعاون مابين نشطاء الحقوق المدنية والصحفي اليكس هيلي (مؤلف الجذور) . وعلى الرغم من ان مالكوم كتب قصته، فان هيلي كان الباحث، والمنظم للعمل وكاتب الكتاب الكلاسيكي، حسب العقد المكتوب والموقع، وقد كتب اسم هيلي على الغلاف في معظم نسخ الكتاب، وليس بأجمعها. 

ان الاستعانة بكتّاب أشباح لكتابة الكتب السياسة امر شائع جداً. وكتاب "صورة لمالكوم اكس واليكس هيلي" حصل اليكس هيلي جائزة عنه.

ومنذ ذلك الحين لم يوقع الكتّاب الأشباح على اتفاقيات تمنعهم من الكشف عن مدى المشاركة في الكتابة، ولذلك لايعرف القراء مدى المساعدة التي قدمت للمؤلف، او كونه لم يكتب شيئاً.وفي عام 2010، نشرت السيدة الاولى في البيت الابيض سابقاً – لورا بوش، ونشرت اسم من ساعدها في الكتاب وهو ليريك وينيك، (لقد ساعدني في كتابة قصتي بأسلوب قصصي) ومع ذلك فقد بقي الكتاب خلف المشاهد.

ومعسكر كلينتون لايناقش موضوع (الكاتب الشبح)، وقد حول الناطق باسمها – نيك ميريل – الموضوع الى الناشر والذي اعلن (ان كافة أسئلتكم ستجد الجواب عندما ينفد الكتاب، اذ ان نشر الاسم لن يكون دافعاً للشراء).

وفي الحقيقة فان الكتب الثلاثة لأسرة كلينتون، كتبت من قبل آخرين، او بمساعدتهم: فكتاب السيدة كلينتون الثاني (التاريخ الحي) كتبته ماريان فولليرز، والتي ساعدت ايضاً في كتابة مذكرات الممثلة سيسي سباسيك وآشلي جود.

ويقول الناشر سوليفان (صاحب دار مانهاتن الأدبية – وهي مؤسسة خاصة للكتاب الأشباح ) "ان بعض الأشخاص لايمتلكون احياناً وقتاً للكتابة ويستعينون بالكاتب الشبح."ويقول ايضاً "الأمر يخص العمل، والكاتب الشبح هو مترجم للعمل وليس المؤلف، ولهذا السبب يستحق المؤلفون الثقة."

 عن: الأوبزرفر