TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > بين المواطن والدولة

بين المواطن والدولة

نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 04:11 م

عبد الزهرة المنشداويالمواطن العراقي ما زال يئن تحت وطأة هموم الحياة المتشعبة . اخذت بتلابيبه منذ زمن بعيد دون ان يجد من ينبري الى تخليصه منها، لا من قبل ولا من بعد. مقارنة بما يحصل عليه من نصيب من ثروة البلد بالنسبة للمواطن في البلدان الاقليمية والمحيطة، فهو الاقل نصيبا.
الدولة واية دولة في العالم مسؤولة عن مواطنيها ليس داخل حدودها فحسب بل تراعي مصالحهم وان كانوا في دولة اخرى ما داموا يحملون جنسيتها. والمواطن في الحالة الاخيرة قوته وضعفه نابعان من مقدار هيبة الدولة وعلاقاتها الخارجية وتاثيرها الدولي. الحال ان الفرد في الدول المتطورة عندما يتعرض الى مضايقات او تهديد داخل دولة اخرى فدولته تنبري للدفاع عنه وتجند وزير الخارجية شخصيا من اجل حل المشكلة ومتابعتها وربما تجعل منها قضية رأي عام . المواطن العراقي في الداخل والخارج لايجد العناية او الاهتمام من دولته، والمسؤول فيها يجعل منه وسيلة لا غاية في سبيل تحقيق مصالح شخصية، وهذا الأمر يؤسف له، لكنه مع ذلك بارز ولا يمكن اخفاؤه. المواطن في الداخل مصنف بشكل وكأنه غير مستحق لحياة يمكن ان تعاش! وما وظيفته الا التصويت لمن يبغي الحصول على الثروة والجاه وعندها ينبذ ولايسمع له صوت . فالمسؤول يحشو اذنيه بالقطن، وان صادف وسمع صوت مطالب فانه يسارع الى البحث عن التبريرات والذرائع التي يمكن بها ان يستمر في دوره ومنصبه وامتيازاته التي لايحصل عليها الف كادح وكادح من ابناء الشعب مهما بذل من جهد. المشاريع التي تجير باسمه ما عادت تخفى على احد. صحيح ان ظاهرها يستدل منه على انها من اجل الارتقاء بالواقع المعاش ولكن باطنها نفعية و(كارتونية )ان صح التعبير. يراد منها فتح الدهاليز لعصابات الفساد التي تستحوذ على ما يرصد من اجل اقتسامه بعد ان عرفت ان لا مساءلة (ولاهم يحزنون). نحن نعيش زمن الحرية كما نذكرفي مجالسنا ووسائل اعلامنا لكن هذه الحرية تمتع بها اللص اكثر مما تمتعت بها بقية شرائح المجتمع .دولة تجد الف ذريعة وذريعة لجعل المواطن يعاني في بيئته ومحيطه. المواطن الذي يطالب بمياه صالحة للشرب يقابل من الدوائر المسؤولة بالإجابة المعدة سلفا (المنطقة غير مشمولة بمياه الشرب) وتذهب بعيدا في عد الحجج والذرائع ولو شاءت لما تورعت في القول بأنه لا يستحق الحياة حتى! المواطن يريد سقفا يؤويه مع أفراد عائلته، ويطالب دولته (المصونة) بإلحاح ولا إجابة منها، فيضطر الى شراء قطعة ارض من مالكها وعندما يسكن فيها ويستقر تهدده بالقول بانها مصنفة من صنف اخر ولايحق له السكن فيها. بهذه الطريقة تقابل مطالبه: لاتسكن ولاتشرب ماء خالياً من الشوائب وليس لليلك المظلم من مصباح ينيره وفي كل الاحوال (لانرحمك ولا نخلي رحمة الله تجيك).

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram