كان دورها الاول في فيلم ( ماري بأي ثمن ) هو سبب انطلاقتها وتحولها الى تلك النجمة الشقراء المليئة بالحيوية والاثارة ، لكن كاميرون دياز قررت اخيرا الانعتاق من الادوار التي تعتمد على جمالها واثارتها فقدمت دورا مدهشا في فيلمها الاخير ( العلبة ) قد يكون افضل ادوارها على الاطلاق ...
لقد فاجأت دياز معجبيها بخروجها من اطار صورة الشقراء حادة الطباع لتدخل اطار صورة مختلفة تماما في فيلم المخرج ريتشاد كيلي الجديد الذي يحتوي على دراما مدهشة تدور احداثها في اجواء غريبة وهذيانية .. عملت كاميرون دياز(37 عاما ) كعارضة ازياء قبل ان تتحول الى نجمة سينمائية عبر أدوارها ( ماري بأي ثمن ) مع الاخوين فاريل عام 1998، و( حذائها ) مع المخرج كورتيز هانسون عام 2005، وفيلم ( جاك بوت )للمخرج توم فوكهان عام 2008 ،والتي قدمت فيها ادوارا خفيفة وكوميدية ،اضافة الى افلام اخرى قدمت فيها ادوارا متألقة وخارجة عن المألوف كما في ( جون مالكوفيتش ) مع المخرج سبايك جونز عام 1999 ، وفيلم الخيال العلمي ( سماء الفانيلا ) للمخرج كاميرون كرو عام 2001 ، والذي جسدت فيه دور خطيبة توم كروز المصابة بالعصاب .. تقول دياز انها لم تتحمس كثيرا لقبول الدور الجديد لتصورها بأن فيلم ( العلبة ) هو مجرد فيلم رعب ولن يقدم اية اضافة لرصيدها السينمائي لكن ارتباط اسم المخرج ريتشارد كيلي (34 عاما ) به دفعها لقراءة السيناريو اذ كانت تتلهف للعمل مع هذا المخرج الشاب العبقري والمتألق بشدة مؤخرا ...وتؤكد دياز ان السيناريو استهواها كثيرا ووجدت فيه فرصة لتقديم دور مختلف في فيلم مدهش تلونه الفلسفة والغرابة والمواقف المثيرة ..ففي ( العلبة ) ، تجسد دياز شخصية نورما لويز ) وهي زوجة وام شابة تعمل كاستاذة في مادة الفلسفة في مدينة صغيرة في ولاية فرجينيا عام 1976، ومتزوجة من عالم فضاء في وكالة الفضاء الاوربية ناسا ( الممثل جيمس مارسدين ).. ذات صباح ، يترك ساع للبريد علبة سوداء غريبة على عتبة باب منزل هذه العائلة وفي اعلى تلك العلبة يوجد زر احمر ..في اليوم التالي ،يعود ساعي البريد ليشرح لنورما بأنها اذا ضغطت على الزر فانها وزوجها سيربحان مليون دولار نقدا ثم يختفي فجأة كما ظهر ..وتقول كاميرون دياز ان شخصية نورما مقتبسة من شخصية والدة ريشارد كيلي وتحمل نفس عاهاتها فقد فقدت مثلها اربع من اصابعها كما انها تعرج قليلا ..وكانت دياز قد حصلت على تفاصيل قصة حياة والدة كيلي من خلال مكالمة هاتفية معها ، ثم سجلت صوتها لتقليد لهجتها ونبرة صوتها ..ولشدة استيلاء الشخصية على دياز ،اضفت عليها صرامة درامية جميلة .. يشير الفيلم الى حقيقة اننا نمتلك جميعا زرا مماثلا لزر العلبة فهو يمثل خياراتنا واذا ضغطنا على هذا الزر فلن يكون بامكاننا العودة الى الوراء فهو يضعنا بمواجهة تصرفاتنا وهو ماشد دياز لتجسيد دورنورما التي تتحمل مسؤولية جسيمة على كتفيها الهزيلتين فتدفع ثمن خيارها ...
فــي فيلمها (العلبة): الشقـراء كاميـرون ديـاز تغـادر أدوار الإثـارة لتصبـح (فيلسوفة)
نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 04:17 م