بغداد/ايناس طارق دائما يقال في العلم الجنائي ان عمر الجريمة قصير مهما طال بها الزمن، وان المجرم لابد من ان يجد نفسه في يوم ما خلف القضبان ليأخذ جزاءه العادل. وهذا النوع من العصابات الذي نتحدث عنه الآن ليس جديدا على المجتمع العراقي، لكنه كان حكرا على عائلة السلطة الصدامية التي كانت تسرق الاموال قبل دخولها الى خزائن البنوك،
وتبتز التجار قبل ان يدخلوا درهما واحدا من ارباح عملهم الى جيوبهم. وآخرها، هي المليارات وسبائك الذهب التي سرقوها من البنك المركزي وتم تهريبها بعناية حماياتهم الخاصة الى احدى دول الجوار. انها ثقافة سادت اجواء المجتمع العراقي وهذه القصص واحدة من نتائج تلك الثقافة.وليس غريبا حقيقة ان نسمع عن مثل هذه السرقات بعد ان نظف النظام السابق السجون من المجرمين الذين يقال بان اعدادهم تزيد على المئة الف مجرم، الذين وجدوا في الفوضى وضعف الاجهزة الامنية ملاذا آمنا للعمل وسرقة اموال المواطنين. لكن العديد منهم يتساقطون رويدا رويدا في يد العدالة يأخذون جزاءهم العادل لما ارتكبوه من جرائم. سرقة مصرف الوركاء بتاريخ 25/8/ نفذت عصابة متخصصة عملية سرقة مصرف الوركاء للاستثمار الكائن في ساحة الخلاني بمساعدة احد الحراس الامنيين، وقد قامت العصابة التي تروم السرقة بادخال المواد التي سوف يتم استخدامها، في عملية كسر الخزنة الحديدية الخاصة بالمصرف، وهي عبارة عن اسطوانة اوكسجين واسطوانة غاز سائل، مع المعدات الاخرى وجميع تلك المواد تم ادخالها عن طريق الباب الخلفي للمصرف، وفعلا تمت عملية السرقة في نفس التاريخ المذكور اعلاه وكانت الحصيلة الاستيلاء على مبلغ (7) مليارات دولار و490 مليون دينار عراقي. سرقة المصارف هل يمكن ان تسبب عمليات السطو المسلح على المصارف تأثيرا على وجود رؤوس الأموال وتدفقها داخل العراق بشكل عام، ام تؤثر تداعياتها على اقبال المواطنين على التعامل المصرفي؟ خصوصا ان غالبية تلك السرقات كانت تتم بمجرد سحب المبالغ المالية من قبل المواطن وبمجرد السير عدة امتار عن المصرف الذي سحب منه المبلغ ليتعرض بشكل مباشر الى التسليب. فضلا عن سرقة العديد من مكاتب الصيرفة وتسليب اصحابها اموالا كبيرة والتي تركت شكوكا تحوم حول الكثير من المحطات. من كان يقوم بتلك العمليات الارهابية المنظمة؟واين كانت تنفق تلك الاموال المسروقة وكيف كانت تقوم تلك العصابات بعملياتها من دون ان يكتشف امرها ؟وكيف استطاعت الجهات الامنية القاء القبض عليهم.اسئلة تحتاج الى اجابات وافية وواضحة وصريحة سنحاول ان نجيب عليها مع المسؤولين الامنيين في مديرية الجنايات العامة من خلال الوثائق والمحاضر الرسمية خصوصا بعد استتباب الوضع الامني وامكانية كشف خلايا العصابات الاجرامية. 200 ألف دولار والطريق الفرعي بتاريخ 27/8/ تعرض (اياد.ر)من مواليد 1973، يعمل تاجرا في المواد الانشائية ويسكن في احدى مناطق بغداد، وبينما كان يستقل سيارة نوع كاميري، وبصحبته اثنان من اصدقائه تعرض الى حادث سرقة عندما قام بسحب مبلغ 200 الف دولار من احد المصارف الحكومية، ونظرا لحدوث ازدحام في الشارع العام، دخل التاجر الى احد الشوارع الفرعية وفي تلك اللحظة حاصرتهم ثلاث سيارات اجبرتهم على التوقف بعد اطلاق عدة عيارات نارية صوب سيارتهم الامر الذي ادى الى سلب المال منهم عنوة. صعوبات ميدانية ومهارة إجرامية يقول ضابط الامن (.........) بعد تعرض العديد من المواطنين الى التسليب والسطو المسلح، وتحديدا عند قيامهم بسحب مبالغ كبيرة من المصارف والبنوك، فضلا عن السطو على عدد كبير من مكاتب الصيرفة في بغداد، تطلب الامر بذل جهود كبيرة من عدة جهات امنية للحد من تلك الجرائم، لكن حقيقة في بدء الامر وجدت الجهات الامنية صعوبة في جمع المعلومات عن تلك العصابات المسلحة، بسبب الاحتياطات الكبيرة التي يتخذها اعضاء العصابة لانهم يعملون بعقلية احترافية كونهم من ارباب السوابق.ويؤكد ضابط الامن الذي رفض ذكر اسمه لاسباب امنية: ان العصابة حسب المعلومات التي وصلتنا تتكون من 14 مجرما يقومون بأعمال التخطيط والتنفيذ بانفسهم ومواليدهم محصورة بين 1965 و1980. سرقة اخرى.. شركة سومر والمليار هونداي، النترا، سلفر، كامري، اسماء لسيارات ليست معروضة للبيع، انما كانت تستخدم من قبل افراد عصابة قامت بسرقة مليار دينار عراقي، بعد سحبه من مصرف آشور الواقع في منطقة الكرادة، من قبل شخصين يعملان في شركة سومر فبمجرد خروجهما من المصرف وبالقرب من مطعم الفنجان الواقع في منطقة الكرادة ٍتمت محاصرة السيارة من قبل اربعة من المتهمين والمنتمين للعصابة الاجرامية الكبيرة، واجبروا سائقها على التوقف ومن ثم الترجل من السيارة وقد ايد صاحب شركة نيبال المدعو (......) ان الحادث قد حصل فعلا بتاريخ 5/8 / عندما طلب سحب المبلغ من مصرف اشور ومن ثم ايصاله من قبل سواق الشركة الى شركة سومر.لكن المبلغ المسروق تم تقسيمه من قبل الجناة ومن ثم مغادرتهم الى احدى الدول المجاورة لبذخه على ملذاتهم الشخصية (حسب المعلومات التي وصلت الى الجهات الامنية وحسب محاضر التحقيق). مليون دولار من المصرف الزراعي لم يكن المدعو (.....) (مدير شركة الاهوار للصيرفة) يعلم ان حظه سيكون عاثرا يوم 3/3/ عندما قام بسحب مبلغ مليون دولار امريكي من المصرف الزرا
يسرقون المليارات نهارا ويبددونها في ملاهي دول الجوار ليلا!
نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 04:30 م