في حومة الأحداث الصاعقة التي تتراءى على العراق تباعا، من تفجير وتهجير وفقر، وشحة في فرص التعليم والعمل، وهدر موارد وتهريب ثروات.. ينزوي - وبتواضع جم -خبر بهيج عن إقدام طبيبة عراقية مغتربة، اسمها مديحة البيرماني، على إنشاء مدرسة للبنات في الحلة، بمواصفات حديثة، من حر مالها الخاص..عبر مبادرة غير مسبوقة…..
الغريب في الأمر، أن الخبر - المبادرة- لم يأخذ حصته من التقييم والتعميم، رغم أهميته وآفاق جدواه.. فضاع كما تضيع لؤلؤة يتيمة في كومة قش.
هل يكفي ان نبارك ونشيد بالمبادرة؟ ونكتفي بكلمة (شكرا) لسيدة لم تزايد على وطنية، ولم تتبجح بحب العراق وأهله، قولا مجردا. وتعاديه فعلا وممارسة، بل تقلدت العراق وساما رفيع المستوى والدلالة، وتباهت بالانتماء إليه، وحملته أمانة مقدسة، التفريط بها يرقي لدرجة الخيانة العظمى.
شكرا … لا تفي ولا تكفي
نريد من يترجم كلمة شكرا لبرنامج عمل..
لتكن مبادرة السيدة البيرماني نواة لمشروع إنساني ضخم، يتبارى عبره الخيرون لإنجاز مشاريع إنسانية مماثلة..
عيب على العراق، وثرواته المهدورة والمهربة بالمليارات، آن يعود بطلابه إلى عهد مدارس بدائية مشيدة بالطين، والجلوس على الأرض بدل وثير المقاعد..
وإذا كانت الجهات المعنية قاصرة وعاجزة عن توفير مدارس بمواصفات حديثة، وانتشال طلبة مدارس الطين من واقعهم المزري، فلا أقل من تشكيل لجنة عليا، يتصف أفرادها بالنزاهة تدعو الجمهور للاكتتاب العام والتبرع، وتعميم فكرة إنشاء المدارس بجهود شخصية ومبادرات فردية أسوة بما أقدمت عليه الدكتورة البيرماني .
هل تتحقق المعجزة فنشهد مدارس نموذجية بكل شيء، بتأهيل أبنيتها وحداثة مناهجها.ووسائل إيضاحها، وقدرة كوادرها، وتفوق طلابها و…. آم إننا كذاك الخائب الذي يصيح في الواد، وينفخ في الرماد؟!
# نسخة منه الى من يهمهم الأمر.
افتح مدرسة، تغلق سجناً.
[post-views]
نشر في: 28 يناير, 2015: 09:01 م