TOP

جريدة المدى > عام > قصائد

قصائد

نشر في: 31 يناير, 2015: 09:01 م

1- في العودة من البصرة
على الأشجار يهمي مطرٌ حلوٌ
وأورادُ الحديقة ضاحكاتٌ يغتسِلْنَ.
الشيخ يجلس وحدَهُ.
الأفكار تأتيهِ وترحلُ: كلُّهم 
ضاعوا وراء المجدِ، أيُّ المجدِ؟ 
تخدع تخدع الأحلامُ 
تخدعنا الأقاويلُ
ويخدعنا الجما

1- في العودة من البصرة
على الأشجار يهمي مطرٌ حلوٌ
وأورادُ الحديقة ضاحكاتٌ يغتسِلْنَ.
الشيخ يجلس وحدَهُ.
الأفكار تأتيهِ وترحلُ: كلُّهم 
ضاعوا وراء المجدِ، أيُّ المجدِ؟ 
تخدع تخدع الأحلامُ 
تخدعنا الأقاويلُ
ويخدعنا الجمالُ نراهُ يومئُ ثم يتركنا ويرحلُ، 
آخر في الدرب يخدعهُ...،
الغزالُ هناكْ
في الشارع مقتولُ
لماذا جاءَ؟ غيرُ مكانهِ هذا؟ 
ولكني لماذا جئتُ؟ لا هذا مكاني، 
لا أنا أدري خفايا هذه الطرقاتِ، 
كان البدءُ يوحي...،؟ 
كيف أُنهي قصةً كُسِرَتْ نهايتُها
وهذا القلب كوبٌ جفّ منسيّاً
تراني الآنَ محنيّاً من الخيبةِ 
أسّسْتُ 
على أنقاض غيري، انهْارَ! 
ما ترجو؟ 
أصدّقتَ ادعاءاتِ؟ 
ستطرقُ بابك الأخبارُ، اصبرْ
يصل الآتي! 
بعيداً، آخر الدنيا، 
سأرسو.
سوف تهمي فوقي الأمطارُ، لا أدري 
بأزهارٍ تَضاحَكُ يغتسِلْنَ هناكَ، 
كم يبدو فضاءُ اللهِ حلواً، 
أيُّ أفكارٍ تجيء الآنَ
لو أنسى الزجاجَ محطَّماً حولي 
ولو أنسى البيوتَ دخانهُا يعلو
ولو أنسى التي أحبَبْتُ، كم ضلَّلتِ الرؤيا!
مراكبُ في البحارِ كثيرةٌ ضاعت
وهذا الفصل خاتمهٌ لملحمةٍ بلا معنى.
الكتابُ الجهْمُ يرمقني بنظرتهِ 
حكيمٌ شاخَ ينظرُ لي ببعض اللومِ: 
يا رجلُ انتبهْ، لَملِمْ بقاياكَ
فأنت تموتُ من حلم
ومن لا شيء! 
 
2- جميعها الفصول
بالصمتِ استعينْ 
من تعب النهار، من خشونة الأخطاء 
من صلافةٍ صادمةٍ ... ومن شجونْ
مداهُ ليّنٌ ولا أرى الطريقْ
أبحث عن قافيةٍ تريحُني 
ابحثُ عن سلوى وعن عزاء
أُريد هذا الصمتَ ان يأخذني إليه سالماً
يحمل عني هذه الحمولةَ التي 
تُثْقِلُ كتفيَّ من الصباح للمساءْ
فارغةٌ طريقُنا
ليس سوى الأشجار واقفاتٍ 
يلتَفِعْنَ في ثيابهن السود، راهباتْ
لملمْنَ اغصاناً كأنما 
يخشَيْنَ سبْياً قادماً، 
كأنما....، 
لو تقف الظنونُ 
لو أظلّْ
يقودُني الصمتُ الى حيث يشاءُ، 
ايّما مكانْ
عفوك يا سيدي الصمتُ، 
أريد أن أظلّ طافياً ولا وصولْ،
سيئةٌ جميعُها الفصولْ...
3- انتهاء الحَفْل
أعيدي هدْأةَ العقلِ، 
هناءةَ روحي الأولى 
هبيني قوةً أجد الحياة كما هيَ
في شوائبها 
وفي الخُدَع، الأكاذيبِ
وفي القصص التي تُروى، التي نحن رأيناها، 
عن الحبِّ وعن "روحي" و "سوف أموتُ..."، 
ثم خيانة أخرى.
الحياةُ تدورُ ، دائرةً ودائرةً، 
فضائلُها النبيلةُ والقمامةُ...، 
تنتهي الدنيا 
ويبقى آخرَ الغرفةِ
مصباحٌ ومنضدةٌ
وفي رأسِكَ تومض دائماً ذكرى
مكانكَ، أيها الرجل استقر هنا 
كراديسُ من الظلمات نائمة وراء البيتْ 
وما لك نزهةٌ أخرى..
4- حينما يخسر العمر وردتَه
قد تأخرتُ حتى رأيتْ 
ما كان يمنح شعرا 
ويجدّدُ روحْ. 
رحتُ أجهَدُ حبّاً 
وأُجدّف، في زورقي، بالذراعينِ، 
حتى أظلْ، 
وحتى أظل حبيباً.
ولكنه ليس حباً، 
هذه صورةٌ ، 
قد تكون مُخَدَّرَةً، للعذابْ
بعد كل احتفالاتي الباهرة
بحضور المليكة أو بالغياب، 
بعد فيض العواطف 
بعد الترجّي المُهين يحمل 
وردَ العتابْ، 
حلَّ مَنْ كان أولى 
وسامةَ وجهٍ، 
لساناً، 
شبابْ.
قد يكون لها الحقْ، 
فرصةٌ الحياة.
والفضيلة، الحكمة، الحب
ليست سوى كلمات. 
والحضورُ الذي يلمس الكفَّ 
غير الغيابْ..
واضحٌ كلُّ شيءْ 
أنتِ، أيتها الروحْ، أدركتِ 
أن الزمان
أحدث في عالمي كلَّ هذا الخرابْ...
5- وانا انظر للحمامةِ فوق الغصن
سأُنهي قصصَ الحبِّ، الكراهاتِ
وأُلقي كومةَ الأحلام خائبةً وتنتظرُ 
وأُسِكتُهُ، نباحَ الكلب تحت الجلدْ، 
فلا وقتٌ وفيرٌ، 
ليس ضخُّ دمِ ليكفي رعشةَ الكفينِ.
في رأسيَ أفكار تَزاحم
كلها ترجو على عجلٍ طريقاً
والحياةُ، كما رأيتُ،
تُبادلُ الكلماتِ بالحلوى ...
فنحن على بساط الله مخدوعون أو 
جرحى.
ولكن أهي حاجاتٌ
لروحي ان أرى كذباً وان ارضى 
وأعلم ان عهراً يختفي في الروحِ
ثم أُحاججُ الدنيا
بعفةٍ وأُخلق قصة أخرى؟
لماذا نحن لا نرضى 
بأنفسنا وقد هدأت بشمسِ الله 
في الفجرِ
بهذا السَلْسَلِ المنسيِّ حلواً لامعاً يجرى 
أليس سوى الخديعةِ، 
غيرُ لحم الجسد الطازجِ والغيرةِ والارقامِ 
غير ثعالب الأعذار او قططِ الاكاذيبِ؟ 
ألا عَوْد الى الحكمة، 
للبرج الذي في السهل اضواؤه تهدينا على بعد؟ 
فهل عدتِ؟
أصدّقُ، انكِ المختالةَ العطشى،
هدأتِ الآن؟ 
وروحُكِ مثل روحي تطلب الغفرانْ؟
بدايةُ خدعة أُخرى !
خذي هذا الطريق، انا ذاكَ، اختلفنا 
في محبتنا
سيُشفي جرحَنا النسيانْ

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

رواء الجصاني: مركز الجواهري في براغ تأسس بفضل الكثير من محبي الشاعر

ملعون دوستويفسكي.. رواية مغمورة في الواقع الأفغاني

علم القصة - الذكاء السردي

عدد خاص للأقلام عن القصة القصيرة بعد ثلاثة عقود على إصدار عدد مماثل

السماء ليست حدودًا: قصة هوارد هيوز وجان هارلو

مقالات ذات صلة

علم القصة - الذكاء السردي
عام

علم القصة - الذكاء السردي

آنغوس فليتشرترجمة: لطفيّة الدليميالقسم الثاني (الأخير)منطق الفلاسفةظهر الفلاسفة منذ أكثر من خمسة آلاف عام في كلّ أنحاء العالم. ظهروا في سومر الرافدينية، وخلال حكم السلالة الخامسة في مصر الفرعونية، وفي بلاد الهند إبان العصر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram