أبدت لجنة الصحة والبيئة البرلمانية مخاوفها من انتشار مرض الكوليرا في العراق ،مشيرة إلى أن "85 بالمئة من الماء المخصص للشرب غير صالح للاستعمال". ونقلت وكالة الفرات نيوز عن فالح الزيادي عضو اللجنة، أن "هناك مخاوف من انتشار مرض الكوليرا كون الأرضية مهيأة وسببه الرئيس هو عدم وجود مياه صالحة للشرب ،إذ انه حسب الإحصائيات أن 85 بالمئة من مياه الشرب غير صالحة ". وأضاف أن الزيادي "اللجنة أبدت رأيها في الخطة الموضوعة من قبل وزارة الصحة لمواجهة المرض ،وأشارت إلى أنها غير مقتنعة ولم تشرك فيها بقية الوزارات المعنية مثل البيئة والبلديات والأشغال العامة". وأشار إلى أن"أغلب الإصابات وقعت عن طريق مياه الإسالة ،وهذا يقع ضمن مسؤولية وزارة البلديات التي يجب عليها النهوض بواقع المياه في المحافظات وان عملها لم يكن على قدر عال من المسؤولية ضمن إجراءاتها الوقائية ضد مرض الكوليرا". وتابع أن"اللجنة أوصت بمفاتحة مكتب رئيس الوزراء أو نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات بضرورة تفعيل دور غرفة العمليات المشتركة بين الوزارات المعنية وأيضا في باقي المحافظات لإيصال الماء الصالح للاستهلاك البشري". ماء الكوليرا!! وأكد أن "هناك خطرا ينذر بانتشار ماء الكوليرا في العراق ،وأشرنا إلى انه يجب التعامل معه على أساس مهني أساسه مصلحة المواطن وليس على أساس الشعارات السياسية". وكانت وزارة الصحة أعلنت في وقت سابق تكثيف استعداداتها للوقاية من مرض الكوليرا في جميع المحافظات. وذكر المتحدث الرسمي باسم الوزارة زياد طارق في بيان صادر عن الوزارة، أن" المؤسسات الصحية تنفذ عددا من الإجراءات الاحترازية في فحص ومعالجة حالات الإسهال التي ترد إليها ومعاملتها كحالة اشتباه بالكوليرا لحين إثبات الفحوصات المختبرية عكس ذلك". من جانبها أعربت وزارة الصحة عن قلقها من انتشار مرض الكوليرا بعد ارتفاع أعداد المصابين بالمرض في إقليم كردستان وانتقال العدوى إلى محافظة كركوك . وفي الوقت ذاته قال المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور زياد طارق إن المرض لا يشكل خطورة في الوقت الحاضر حسب خارطة الرصد الوبائي، التي أظهرت وقوع بعض الإصابات في محافظة كركوك لتماس الحركة فيها مع محافظات إقليم كردستان .
إجراءات احترازية ولفت المتحدث في تصريح تناقله موقع إذاعة العراق الحر، إلى أن وزارة الصحة تمكنت من حصر وباء الكوليرا وهيجانه الأخير ضمن بؤر التلوث في إقليم كردستان وقسم ضئيل من مناطق كركوك، موضحا أن الوزارة اتخذت جملة إجراءات وقائية وعلاجية وتثقيفية لمنع انتشار المرض، وحجمت أضراره الصحية والإنسانية، مضيفا أن الوزارة اتخذت إجراءات احترازية سريرية في العديد من المستشفيات منها: توفير المستلزمات الطبية والأدوية، والكوادر الطبية، تحسبا لكل طارئ، إضافة إلى زج أعداد كبيرة من الفرق الصحية لمراقبة نوعية المياه والأطعمة والمأكولات في الأسواق المحلية، والعمل على رفع مستوى الوعي الصحي والنظافة الشخصية والعامة بين الناس. وطمأن المتحدث باسم وزارة الصحة الناس أن الكوليرا مرض مازال تحت السيطرة التامة، وما يثار عن توسعه واستفحاله وتحوله إلى وباء يهدد مدن العراق تهويل مفتعل لأغراض سياسية . وتعد الكوليرا من الأمراض المستوطنة في العراق لوجود بيئة خصبة لذلك في المياه والأطعمة الملوثة ويمتاز بفترة حضانة قصيرة وسرعة انتقال العدوى وظهور الأعراض. وقالت مسؤولة قسم تعزيز الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتورة أسيل إياد إن لدينا مخاوف من انتشار المرض بين الفئات الحساسة وهم الأطفال دون الخامسة، وكبار السن والعجزة، ومن لديهم أمراض مزمنة ومستعصية وهم الأكثر تضررا من حالات فقدان السوائل، التي تصيب مرضى الكوليرا، مشيرة إلى أن المرض يمكن أن يعالج حد الشفاء بنسبة 99% فيما لو تم التدخل الطبي والرعاية الصحية مبكرا وحال اكتشاف الأعراض. وحذرت المسؤولة الصحية من نتائج صحية وخيمة تهدد حياة المصابين الذين يتأخر عرضهم على المراكز المختصة ويتركون بدون علاج. وأشارت إلى أن نسب الوفاة نتيجة مرض الكوليرا مع العلاج تصل إلى أقل من 1% .