الدولة الإسلامية الوهابية العظمى في الشرق الأوسط يهددها شاب ليبرالي اسمه رائف بدوي في الحادية والثلاثين من عمره!
لم يكن بدوي سوى صيحة فردية على الإنترنت انتقدت السلطة السعودية الرديفة (هيئة العمل بالمنكر والنهي عن المعروف) وليس من خطأ طباعي أو مطبعي في التسمية، وطالب بمحاكمة رئيسها إبراهيم الغيث لأنه أمر وأشرف ونفذ جرائم ضد الإنسانية في مملكة النفط والجلد والصمت.
حياة الشاب السعودي في خطر حسب تقارير أطباء الهيئة نفسها، والأمر الطبيعي، هنا، هو الصمت العربي الرسمي، سياسياً وثقافياً، على جريمة الوحوش السعوديين في تطبيق ما يسمى "الحد" بحق هذا الشاب الشجاع.
* استهجن عدد من خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان الأحكام القاسية التي صدرت بحق المدوّن السعودي رائف بدوي والتي تشمل السجن لمدة عشر سنـوات وألف جلدة وغرامة مالية تقدر بمليون ريـال سعودي.
وطالب الخبراء في بيان رسمي بالإفراج الفوري عن المدوّن وإلغاء تلك الأحكام المشينة فكل ما ارتكبه المدون هو التعبير السلمي عن أفكاره الشخصية في بعض القضايا الاجتماعية والدينية، كما جاء في البيان.
* طالبت منظمة العفو الدولية بإطلاق سراح بدوي فوراً دون قيد أو شرط.
* قرر سبعة أعضاء من اللجنة الأميركية لحرية الأديان الدولية اتخاذ خطوة كبيرة بمواجهة حكم إنزال ألف جلدة بالمدون رائف بدوي، عبر التبرع بتلقي مئة جلدة لكل واحد منهم.
* وقع 18 حائزاً على جائزة نوبل على رسالة ناشدوا فيها الأكاديميين السعوديين والباحثين الأجانب في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا الوقوف مع حرية التعبير والبحث الأكاديمي.
وفي الرسالة التي وقع عليها أيضا الروائي الجنوب أفريقي جي أم كويتزي، حذر المشاركون فيها الباحثين السعوديين من التهميش في المحافل العلمية الدولية إن لم يتم الوقوف مع حرية التعبير ومنح السعوديين الحرية في التعبير عن أنفسهم دون خوف من السجن أو الجلد. في الساحات العامة. وقال علماء نوبل إن قضية بدوي ليست متعلقة بالسعودية ولكن بقضايا الحرية بشكل عام، ولهذا فما جرى له أحدث هزة في العالم.
من دان وشجب وطالب بحماية هذا المدون الشاب ومنحه الحرية، إذن، كما أعلاه، هم "كفار النصارى" في بلدان العالم الغربي، أما عربياً وإسلامياً، فلم يكن ثمة غير ناشطين عرب ومثقفين أفراد رفعوا أصواتهم مدافعين عن بدوي الذي ينتظر الجلادون السعوديون تعافيه من جلدات الأسبوع الماضي ليتحمل المرحلة الثانية من الجلد.
• منظمة "الحرية الآن" (لجنة حرية الصحافة والتعبير في المغرب)، هي المنظمة العربية الوحيدة (حتى كتابة هذا العمود) التي طالبت في بيان دول العالم المتقدم إلى الكف عن ممالأة النظام السعودي صاحب السجل السيئ، فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وأن تدعو صراحة الحكومة السعودية لإطلاق سراح الناشط رائف بدوي المحكوم عليه بعقوبتي السجن النافذ والجلد، وعدم الاكتفاء بالإدانة والمطالبة بتطبيق الرأفة في حقه، وإنما ممارسة كل أشكال الضغط على السعودية لوضع حد للقيود المشددة التي تضعها على حرية الفكر والتعبير المفروضة على المجتمع السعودي. وهي المنظمة العربية الثقافية الوحيدة، كما قرأت، حتى كتابة هذا العمود، إضافة لمدونين أفراد على "تويتر" و "فيسبوك"!
بعد صلاة الجمعة قرب مسجد الجفالي بدأت عملية الجلد.
المكان والزمان، هنا، ذو دلالة: صلاة الجمعة قرب مسجد.
وبدأت عملية الجلد: دي، دي، دي، دي، ديـــــــــــــــــــــــن!
العرب والمسلمون الزاحفون على رؤوسهم نحو باريس صرخوا "أنا تشارلي" لكن لا أحد قال، ولو همساً "أنا رائف بدوي"!.
أنا لست شارلي.. أنا رائف بدوي.
أنا لست تشارلي.. أنا رائف بدوي
[post-views]
نشر في: 2 فبراير, 2015: 09:01 م