اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > محمود احمد السيّد 72 عاماً على الرحيل

محمود احمد السيّد 72 عاماً على الرحيل

نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 05:26 م

في هذه الايام تمر الذكرى 72 لرحيل رائد القصة في العراق محمود احمد السيد الذي ولد في بغداد في 14 آذار 1903 ونشأ في جوّ ديني وغمرته الكآبة منذ سن الطفولة، فعلت وجهه، كما قال جعفر الخليلي في كتاب (القصة العراقية قديما وحديثا)، مسحة من الاسى والتأمل، وغلب عليه الهم والتشاؤم، وجاءت قصصه بعد ذلك حزينة في مضمونها وعنوانها،
كمصير الضعفاء والنكبات والقلم المكسور والصحيفة السوداء، تترك في نفس القارئ اثرا لايمحى من تجهم الحياة وقسوتها. وقد درس في المدرسة السلطانية، حتى اذا ما احتل الانكليز بغداد سنة 1917 افتتحوا دورة للهندسة اشترك فيها فتانا. وتخرج سنة 1918 فعين موظفا في دائرة الري بالهندية، لكنه لم يلبث ان ترك عمله بعد اشهر وسافر الى الهند (1919) وامضى فيها سنة واحدة. عاد محمود احمد الى بغداد في تموز 1920 واخذ بالكتابة في جريدة الشرق، ثم اقبل على تحرير المقالات والنبذ والقصص، ونشر كتاباته في الصحف كجريدة العراق والعالم العربي والاستقلا ل ومجلة اليقين والمصباح والصحيفة والمعرض والحديث والحاصد الخ. وعين كاتبا في وزارة الداخلية ونقل مديرا لتحرير لواء الديوانية وعاد الى بغداد مديرا للتحرير في امانة العاصمة في ايلول 1926. واصبح بعد ذلك سكرتيرا للبلديات في وزارة الداخلية فسكرتيرا لمجلس النواب (آذار 1933) حتى وفاته.. وقصد القاهرة للاستشفاء من مرض عضال ألم به فتوفي بها في 10 كانون الاول 1937، ولم يتجاوز الرابعة والثلاثين الاّ قليلا.. مال محمود احمد السيد الى الادب يافعا، وكان لسفره الى الهند اثر بليغ في نفسه، اذ اطلع على احوال وافكار جديدة، وعني بالقصة فكان رائدها في العراق في نفس الوقت الذي كان محمود تيمور رائد القصة في مصر، واولع بالادب التركي الحديث، فترجم الى العربية قصص جلال نوري وارجمند اكرم آل رجائي وضياء كوك آلب وغيرهم، وتأثر بآراء ادباء تركية المجددين. جمع اقاصيصه وكتاباته في مجموعات: في سبيل الزواج (1921) مصير الضعفاء (1922) النكبات (1922) السهام المقابلة (مع عوني بكر صدقي، 1922) هياكل الجهل (1923) القلم المكسور (1923) جلال خالد (1928) الطلائع (1929) في ساع من الزمن (1935) وله آثار اخرى نشرت في الصحف والمجلات منها: عندما تغرب الشمس، وسواها من القصص المنقولة عن اللغة التركية.. ان قصص محمود احمد تزخر بالمعاني الانسانية والصور الاجتماعية وتدعو الى النهضة والاصلاح، ومذهبه في القصة المذهب الواقعي الذي يسلط الضوء على المجتمع العراقي في العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين، ذلك المجتمع الذي يمر بطور الانتقال والتحوّل، ويضيق بالتناقضات والترسبات القديمة ويقرن التحفز والجرأة وعدم المبالاة بالتحفظ والانجماد والتمسك بأهداب التقاليد والشناشن البالية. وقد كتب في ترجمة خطية له قبيل وفاته يقول عن نفسه: (اشتغل منذ عام 1920 بالادب غاويا في اوقات فراغه، لامحترفا، وسعى في سبيل تكوين النثر القصصي في العراق.. وهو يعتقد بأن الجمع بين الادب والوظيفة مستحيل فيه التجويد والتبريز، ويشتغل بتأليف مجموع صور عراقية بعنوان (الدفتر الازرق)، لاهيا عابثا، متمنيا ان لاتدركه حرفة الادب في هذا الزمن، في هذا البلد، لانه لم يعتزم بعد الانتحار جوعا والموت في ظلام الزراية والاهمال).. قالت مجلة (الصباح) القاهرية في عددها المؤرخ في 24 كانون الاول 1937: (..وقد بدأ حياته الادبية برواية "جلال خالد" التي قدمها الى فتية العراق التي نريدها على الجهاد في سبيل الحرية والحق.. واستند في تدوين وقائعها الى شبه مذكرات شخصية، وبالطريقة نفسها التي استند اليها استاذه الكاتب الهندي ف.سوامي في معالجة قصصه.. والحق ان "جلال خالد" هي عبارة عن موجز من حياة المرحوم السيد وسياحته في الهند وبلاد الشرق، وفيها استعراض قيم لحوادث العراق السياسية في غضون الاحتلال البريطاني واثناء شبوب الثورة وحماسة الشباب في رفع راية الجهاد وتلمح بين سطورها احاديث طلية عن مميزات الادباء الاتراك الذي تتلمذ لهم المؤلف، كعبدالحق حامد بك شاعر تركية القومي وجماعة (ثروت فنون).. وقال محمود العبطة في كتابه (محمود احمد السيد) 1961: ومحمود احمد السيد، بما صورنا من ملامحه المستخلصة من ملامح عصره المأزوم وجيله القلق، قد بين رأيه في المشاكل والمواقف والازمات الدائرة في محيطه والماثلة امامه والشاخصة في بلده، بيانا قد لازم حياته وتطوره الفكري ونموّ مواهبه، وقد كان الطابع العام للعراق وللبلاد العربية بين انتهاء الحرب الاولى ونهاية الحرب الثانية ينحاز بلون رومانتيكي، يتغني بالحرية والانطلاق ويتعشق المثل وتهزه الاخيلة والالوان وتسيره العاطفة والاحاسيس.. وكنتيجة لميلاد الواقعية من الرومانتيكية رغم التضاد الذي يعتقد بوجوده بين الواقعية والرومانتيكية، فان الدعوة الى الادب الواقعي بدأت في الظهور في العراق بصورة مبكرة.. ولاحاجة للقول كون السيد من اول الدعاة الى الواقعية الاجتماعية البدائية.. وقال الدكتور علي جواد الطاهر في خاتمة كتابه (محمود احمد السيد: رائد القصة الحديثة في العراق) 1969،، كان محمود احمد منصرفا الى الادب، كأنه لايستطيع الحياة دونه، ولايستطيع ان يعيش من غير ان يقرأ ويناقش ويكتب، فهو وجوده وهو مثله الاعلى، واذا ادع

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram