TOP

جريدة المدى > محليات > مظلات انتظار تنتظر ..ولاحافلات!

مظلات انتظار تنتظر ..ولاحافلات!

نشر في: 22 أكتوبر, 2012: 06:51 م

تراقب أم سلمان يمينا ويسارا عسى أن تأتي ويصدق اعتقادها، وهي جالسة تحت إحدى مظلات انتظار الحافلات في مدينة الصدر آملة بمرورها في منطقتها،  وأم سلمان التي أسعدها خبر عودة الحافلات الحمراء إلى شوارع العاصمة، ظنت أن وجود  مظلة الانتظار دلالة على  أن الحافلة  ذات الطابقين لها محطة توقف في هذه المنطقة، بالرغم من أن الحافلة الحمراء لم تشمل خدماتها المدنية التي تسكن فيها أم سلمان، إلا أن الأخيرة كانت مصرة على انتظارها ...  كان مشهد الأمس عن تلك الحافلة التي تقف عند كل محطة انتظار ما زال عالقا في ذهنها كما أغلبية البغداديين

ملامح غير موجودة سعد عبد الكريم من سكان حي أور قال في حديثه لـ "المدى" إن منطقته تحتوي على مظلات انتظار لحافلات الركاب رغم أن ملامح تلك الحافلات غير موجودة على الأرض ، ويرى أن وزارة النقل قد تصرف الفائض من أموال مؤسساتها بنصب المظلات في عموم مناطق المحافظة  من دون حافلاتها !  بينما تستخدم حنين صالح من سكان بغداد  مظلة الحافلات لانتظار سيارة نقل الطلبة إلى كليتها، وهي تعتبر تلك المظلات " قديمة وبائسة " وحتى الجديدة منها لا تشبه أسوأ ما تمتلكها الدول الفقيرة .ولا تستطيع أن تشبّه حنين مكان انتظار سيارات نقل الركاب في بغداد بالموجودة في بلدان الخليج، فتذكر حنين أن "مظلات الانتظار في الإمارات ، شفافة مصنوعة من الزجاج المقاوم وفيها  مقاعد جميلة مريحة فضلا عن أنها تراعي مناخ بلادهم الحارة فوضعوا جهازا للتبريد بالإضافة إلى كتب عامة لقضاء وقت الانتظار، بينما تبقى محطات وقوف البغداديين لانتظار الحافلات خاوية ومفتوحة على غبار حفريات الأرصفة .سكان العاصمة خاصة كبار السن منهم انتابهم الفرح عند عودة  الباصات الحمر إلى شوارعهم ولكن لم تكن  كما توقعوا ليس لان مرورها يقتصر على مناطق معينة دون أخرى فقط وإنما لأنهم يشعرون بأنها تضيق شوارعهم المزدحمة. حالة شوارعنا استثنائية لا تفيدها هذه الحلول الترقيعية إنما تحتاج إلى مشروع  ضخم مثل مترو بغداد لحل أزمتها، حسب ما يقول الشاب أحمد مؤيد ويضيف "الحافلات الحمراء كبيرة الحجم لا تتحملها طرق العاصمة   ، بالإضافة إلى أنها بطيئة جدا لذلك لا نفضل استخدامها.وأشار إلى أن "وسائل النقل العالم  في دول العالم تطورت بشكل كبير في خدماتها من سرعة هائلة تصل إلى نصف سرعة الطائرة وأخرى توفر في  كمية  الوقود المستخدمة فضلا عن تلك الوسائل الصديقة للبيئة.. وليس من المعقول أن نستخدم حلولا قديمة لمعالجة أزمة كبيرة مثل أزمة شوارعنا. في بغداد ولندن فقط أما منى جمال تقول إن "تلك الحافلات جميلة ولها ذكريات في نفوس العراقيين  ولا توجد مثيلتها إلا في بغداد ولندن وهذا شيء جيد ، مقترحة  أن يكون جانب من كل طرق بغداد لسير هذه الحافلات لكي نستطيع الاستفادة منها . إلى ذلك بينت الشركة العامة لنقل المسافرين والوفود التابعة لوزارة النقل، وعلى لسان مدير عام الشركة عادل جبار الساعدي في تصريح لـ"المدى"  أن "عدد مظلات الانتظار التابعة لشركته هي 37 مظلة فقط مقابل 70 حافلة. وفي ما يخص مظلات الانتظار الأخرى أكد الساعدي "أنها قديمة منذ عهد النظام السابق ،أما الحديث منها فهي تابعة للنقل الخاص ولم توضع لأجل انتظار الحافلات. وانتقد الساعدي تصرفات بعض المواطنين قائلا :وضعنا مظلات زجاجية جميلة ومقاعد مناسبة لانتظار الحافلات لكن بعض المواطنين قاموا بتخريبها. وأشار الساعدي إلى أن وزارة النقل تعاقدت لأجل شراء 800 حافلة ستغطي جميع مدن بغداد والمحافظات، مضيفا "رصدت 200 مليار دينار ميزانية لشرائها . ورجح الساعدي أن تسير تلك الحافلات في شوارع بغداد في العام 2013. وقال إن "المشكلة في شوارعنا وليس في الحافلة ونحن لا نستطيع تغيير شوارعنا.  وذكر أن "مجلس محافظة بغداد اخذ على عاتقه تنفيذ مشروع مترو بغداد لكن يبدو أن مجلس المحافظة وضع هذا المشروع على جانب، إذ حتى هذه اللحظة لم يبدأ العمل به".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم
محليات

في عيد المرأة العالمي.. امتعاض نسوي من تعديلات القوانين الأسرية وتحذير من تفاقم "المشكلات العائلية"

 ذي قار / حسين العامل   مع حلول عيد المرأة العالمي اعربت عدد من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة في ذي قار عن قلقهن من مستقبل تتحكم فيه تشريعات برلمانية تبيح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram