قال أحد كبار زعماء الانفصاليين الذين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا يوم الاثنين إنهم يعتزمون إعلان التعبئة العامة ويسعون إلى زيادة قواتهم إلى 100 ألف رجل.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن ألكسندر زاخارينكو زعيم ما يعرف باسم جمهورية دونيتسك الش
قال أحد كبار زعماء الانفصاليين الذين يقاتلون القوات الحكومية في شرق أوكرانيا يوم الاثنين إنهم يعتزمون إعلان التعبئة العامة ويسعون إلى زيادة قواتهم إلى 100 ألف رجل.
ونقلت وكالات روسية للأنباء عن ألكسندر زاخارينكو زعيم ما يعرف باسم جمهورية دونيتسك الشعبية قوله إن التعبئة ستجري الأسبوع المقبل.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن زاخارينكو قوله في مدينة دونيتسك "من المقرر إعلان خطة للتعبئة العامة في جمهورية دونيتسك الشعبية في غضون عشرة أيام. سيتم استدعاء عشرة آلاف رجل." لكنه لم يحدد كيف سيجري تنفيذ التعبئة.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عنه القول "الجيش المشترك لجمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوجانسك الشعبية سيكون قوامه 100 ألف رجل.
"التعبئة العامة هي المرحلة الأولى وسيكون هناك متطوعون أولا ثم نرى ما سنفعله بعدها."
ولم يفصح زاخارينكو عن عدد الانفصاليين الذين يقاتلون حاليا في شرق البلاد. وانتخب زاخارينكو في انتخابات جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني لم تعترف بها كييف أو الغرب.
وتصاعدت حدة القتال في شرق أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة فيما تلاشت آمال تهدئة الأوضاع بعد انهيار محادثات سلام يوم السبت الماضي.
وقامت حكومة كييف أيضا بتعبئة مزيد من القوات بسبب تصاعد القتال.
اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة بمساندة جهود حل الأزمة في أوكرانيا عسكريا بعد تقارير إعلامية قالت إن واشنطن تبحث تقديم مساعدات فتاكة للقوات الأوكرانية.
وردا على سؤال عن التقارير خلال مؤتمر صحفي في بكين يوم الاثنين قال لافروف "لغة (الرئيس الأمريكي باراك أوباما) تظهر نية واشنطن الاستمرار في القيام بكل شيء ممكن لتقديم دعم غير مشروط للسلطات الأوكرانية التي يبدو أنها تتحرك في اتجاه الحل العسكري للصراع."
وترى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلف النزاع في أوكرانيا الذي تسبب بسقوط 5100 قتيل خلال تسعة أشهر، عودة للنزعة الامبريالية الروسية التي تبعث لدى البعض مخاوف من اشتعال الوضع في هذا البلد الذي يعتبر مفصلاً بين روسيا وباقي أوروبا.
وتتهم واشنطن وحلفاؤها موسكو بتأجيج الوضع في أوكرانيا من خلال تجهيز ودعم الانفصاليين الموالين لروسيا، وبالتالي فإن التوصل إلى توافق مع اكبر بلد في العالم يطرح معضلة حقيقية.
وما يزيد من صعوبة التحدي بحسب ما أوضح وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر الأسبوع الماضي انه يتحتم على الولايات المتحدة ان تترك لروسيا إمكانية لإيجاد مكانة لها "بشكل مستديم" في صفوف الأسرة الدولية حيث هي "مدعوة للعب دور أساسي".
والواقع أن موسكو تبقى في عالم متعدد الأقطاب لاعبًا من الصف الأول وهي تقيم علاقات مميزة سواء مع دول من الشرق الأوسط أو مع بلدان ناشئة من أميركا اللاتينية.
وقال نائب رئيس الوزراء السلوفاكي ميروسلاف لايكاك الجمعة أمام مركز دراسات في واشنطن "إننا بنظر البعض عند مشارف حقبة جديدة يطلقون عليها اسم حقبة +ما بعد+ الحرب الباردة".
ومن الأساسي برأيه التفكير مليًا في "هذه الحقبة الجديدة ومكانة روسيا ومكانتنا في هذه الحقبة الجديدة، وخصوصًا ما سنفعله من اجل الوصول إليها".
ويراهن الغرب في الوقت الحاضر على العقوبات الاقتصادية على أمل أن يثير تدهور الروبل وهروب الرساميل نقمة على السلطة.
وقالت فيكتوريا نولاند مساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأوروبية مؤخرًا "تجري تساؤلات مرة جديدة حول جميع الطاولات في روسيا حول ما يجعل الحكومة (الروسية) تفضل المغامرات في الخارج على رفاهية مواطنيها ومستوى معيشتهم".
وقالت لوكالة فرانس برس انه بين موسكو والغرب "نشهد منازلة لمعرفة من سيصمد أطول، هذا كل ما في الأمر. وبوتين لن يتراجع".
وأضافت أن "المعضلة الحقيقية تكمن في وقف النزاع الجاري في أوكرانيا مع تفادي الدخول في علاقة خلافية بشكل متزايد مع بوتين".
وفي هذا السياق يتم طرح بوادر سياسات كتلك التي اقترحتها وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني في وثيقة تمهيدية تم "تسريبها" في الصحافة وشرحت فيها قبل عشرة أيام انه ينبغي طرح مسألة القرم جانباً والتفكير في شكل الحوار الذي ينبغي اعتماده مع موسكو.
وقالت خلال زيارة لواشنطن في نهاية كانون الثاني/يناير "إن سياستنا القائمة على عدم الإقرار بضم القرم ثابتة. لا ننسى ذلك في أي من الأحوال".
لكنها أقرت في المقابل بأنه "من السذاجة أن نعتبر أن روسيا ستختفي بكل بساطة عن الساحة".
وأوضحت ان "روسيا جارتنا لأنه لا يسعنا شيئًا حيال الجغرافيا. كيف نتعامل اليوم مع هذا الجار في وقت نواجه نزاعاً، وماذا نفعل بعد سنتين، خمس سنوات، عشر سنوات؟"
ويلتقي وزير الخارجية جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف في نهاية الأسبوع المقبل على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ بعد محطة الخميس في كييف.
وفي مؤشر إلى التوتر بين الوزيرين، نفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جنيفر بساكي معلومات أوردتها صحيفة كومرسانت الروسية تفيد عن زيارة لكيري إلى روسيا قبل التوجه إلى كييف.