كلينت ايستوود بارع في عمله ومثير للجدل وخاصة في فيلمه الجديد "قناص أميركي"والفيلم الجديد لايستوود يأخذ المشاهدين مباشرة الى تفصيلات دقيقة للحرب الحديثة، بتركيزه على الحقيقة المروعة كما كتبها كريس ستريت، معتمداً على أحداث حقيقية، ليقدم نموذجاً حقيقياً
كلينت ايستوود بارع في عمله ومثير للجدل وخاصة في فيلمه الجديد "قناص أميركي"والفيلم الجديد لايستوود يأخذ المشاهدين مباشرة الى تفصيلات دقيقة للحرب الحديثة، بتركيزه على الحقيقة المروعة كما كتبها كريس ستريت، معتمداً على أحداث حقيقية، ليقدم نموذجاً حقيقياً عن القناص في التاريخ العسكري الأميركي.
ويرى المشاهد الفوضى والعنف والقسوة التي تحيط به من خلال الجولات الأربع من الخدمة العسكرية في حرب العراق والتي أحاطت به وايضاً ابتعاده عن عائلته السعيدة والحياة التي كان يمضيها معهم، اذ انه كان يرى أفراد أسرته في إجازات قصيرة.
وفيلم "قناص أميركي" عمل هام ويحقق ارقاماً ضخمة في الايرادات حالياً، كما انه عمل رشح للاوسكار من جهات عدة، وهو يثير الإعجاب وخاصةً بالنسبة للمحافظين الذين يرونه احتفالاً جريئاً لبطولة العضلات.
اما الذين يقفون ضد الحرب، فانهم قلقون مما يرونه من تمجيد لحرب كان يتوجب تفاديها. اما مايكل مور فكتب في موقع (تويتر) ما اغضب المحافظين قائلاً: (ان عمه قتل من قبل قناص في الحرب العالمية الثانية، ولايعتبر القناصين ابطالاً)، ورد عليه ناطق سابق باسم البيت الابيض، انه يقترح على مور تمضية أسابيع مع بوكوحرام واسيس واضاف مور تعليقاً: (هناك في الفيلم نزعة ضد الحرب).
بالنسبة للمحافظين المعجبين بالفيلم فيبدو عدم انتباههم الى عنصر (ضد الحرب) ولم يسمعوا ان جين فوندا – جين هانوي، قد كتبت على تويتر تقارن مابين "القناص الاميركي" بفيلمها عن الحرب الفيتنامية الذي كان ضد الحرب "العودة الى المنزل"، ثم اختتمت قائلة (برافو كلينت ايستوود).وتكتب جين فوندا ايضاً:"ان الفيلم لايؤيد الحرب ولا يقف ضدها ايضا . انه يقدم الحقيقة عن الجنود الذين يقاتلون والعوائل التي تدفع ثمناً غالياً لإرسال أحبائهم الى المعارك مرات عدة الى الحرب."
ويقول بعض النقاد ان المنظور الدقيق هو مشكلة الفيلم، وان "قناص أميركي" تجاهل العوامل التي دفعت اميركا الى الحرب وغزو العراق، وتبدو الأحداث في الفيلم وكأن الاميركان الطيبين يقتلون المسلمين السيئين، فهناك برابرة يريدون القضاء على حرية الأميركيين.
ان الرعاة الصالحون قادرون على الرؤية من مسافة بعيدة، وهم يدركون ماسيجري خلف الأفق، وهم قادرون على اصدار القرار في الوقت اللازم لإيقاف كلاب قطيع الغنم، او إطلاقهم.
وفيلم "قناص أميركي" قصة تروي بشكل جيد عن كلاب القطيع – النسبة الضئيلة من الأميركيين الذين يتطوعون للحرب والموت من اجل تحقيق الغايات والأهداف الحقيقية للسياسة الاميركية.ونجد في خلفية الصورة، قطيع الغنم، الأغلبية الذين يخاطرون للذهاب – مع تقدير غير واضح لما يفعله هؤلاء الجنود – بشكل حسن او سيئ – نيابة عنا.
عن: لوس انجلس تايمز