تقارير عالميةهيكل عظمي لفتاة يلقي الضوء على أصل الأميركيين

هيكل عظمي لفتاة يلقي الضوء على أصل الأميركيين

نشر في: 3 فبراير, 2015: 09:01 م

الحامض النووي المأخوذ من هيكل عظمي يعود الى 12,000 عام يساعد على تبديد الادعاءات من ان الأميركيين الأوائل جاؤوا من استراليا، آسيا أو أوروبا.
ولكن بقايا جمجمة فتاة رقيقة في سن المراهقة، والتي عثر عليها الغطاسان البرتو نافا وسوزان بيرد، في كهف غاطس تحت مياه غابة يوكاتان في مكسيكو، غيرت تلك الآراء، والقت الضوء على اصل الأميركيين.
والصدفة وحدها كانت خلف هذا الاكتشاف، عند العثور على جمجمة فتاة مع عظام للقطط، وحيوان يدعى "سلوث" أشبه بالدب، اضافة الى عظام الدببة ايضاً، في كهف عميق مملوء بالمياه، وذلك في خلال بحثهما عن شبكة القنوات المتصلة ببالوعة تحت الأرض في غابة يوكاتان.
ويقول الباحثون الذين يطلقون اسم "نيا" على الفتاة التي توفيت اثر انكسار عظام الحوض لديها، اثر سقوطها في الكهف العميق، الذي كان جافاً آنذاك، الى جانب بركة صغيرة في القاع، والفتاة كان حالها حال الحيوانات التي كانت تحيط بها، قد لاقت حتفها بعد محاولتها للهبوط الى الكهف بحثاً عن الماء.
والكهف الذي كان على شكل الجرس، يبلغ عمقه 40 متراً وعرضه 60 متراً، مملوء بالمياه المالحة، والتي كانت تتجمد وتؤدي الى ارتفاع مناسيب المياه، والكهف حالياً يقع تحت الماء، ولايستطيع الا الغواصون البارعون الوصول اليه.
والبرتو نافا، غواص من كاليفورنيا، عثر على الكهف وعثر على بقايا الفتاة "نيا" مع غطاسان آخران عندما دخلا الى البركة الصافية كالكريستال، وبعد السباحة في النفق المملوء بالمياه لنحو كيلومتر واحد وجدوا الكهف مفتوحاً أمامهم، ويقول البرتو: (ما ان دخلنا الى الكهف ادركنا في الحال انه مكان ساحر، وكانت أقدامنا تلامس الأرض، ولم نستطع رؤية الجانب الآخر له، وغطسنا تحت المياه وكل ما رأيناه ظلام).
واطلق الغواصون على الكهف اسم "هويونيغرا" وهي بالاسبانية تعني "الحفرة السوداء". وفي تجوال الغطاسين تم العثور على جمجمة انسان مع مجموعة من العظام ملقاة تحت طاقم اسنان جيد ومحجران لعينين سوداوين تتطلعان نحونا، وكان الهيكل العظمي يعود الى امرأة شابة (عمرها مابين 14 – 15 سنة) يبلغ طولها أربعة أقدام وعشرة انجات (1,47 متر) وقد استخدم الخبراء تقنية خاصة لتحديد عمر البلورات التي نمت على عظامها عند هبوط نقاط الكلس عليها من سقف الكهف الرطب، وتم جمع بقايا الفتاة التي تعود الى ما قبل 12 – 13 الف عام.
وقد توصل العلماء الى اصل الأميركيين الأوائل والهياكل الاولى التي تم العثور عليها في تلك المنطقة، لاتشبه الأميركيين الحاليين، اذ ان الانسان القديم الذي يطلق عليهم (بيليوميريكان) كانت جماجمهم نحيفة وملامح اخرى، مما جعل العلماء يعتقدون ان جذورهم تعود الى استراليا، جنوب اسيا او حتى اوروبا.
أما الأميركيون في العصور الأحدث، فهم من سلالة مجاميع صيادين عاشوا قبلاً (في منطقة كانت تدعى بيرينغيا في الفترة قبل ما بين 18,000 – 26,000 عاما) وأولئك الناس عبروا الى شمال اميركا وتوزعوا نحو الجنوب قبل 17,000 عام.
دراسة نشرت في مجلس (ساينس) قدمت دليلاً جينياً نادراً، ان الأميركيين الأوائل حقاً، قد جاؤوا من سلالة بيرينغيان، وبعد الحصول على دليل جيني من (نيا) تبين ان نيا تعود الى الاميركيين الأوائل الأصليين.
وتقول ديبوراه بولينيك، والتي قدمت بحثاً عن هذا الموضوع الى جامعة تكساس، اوستن: (ان هذه الدراسة تقدم للمرة الاولى دليلاً حقيقياً، ان الباليبواميريكان، بتلك الملامح المتميزة، قد يكونوا متصلين بالمصدر (بيليوميريكان) من السكان مثل المواطنين الاميركيين المعاصرين.
وقال توم ديليهاي، استاذ الانثروبولوجي في ناشفيل: (الأمر لايعني ان كافة الهياكل العظيمة التي تعود الى عصور سابقة هي للاميركيين الأوائل).
 عن: الغارديان