اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > قراءة جديدة في ادب السيد القصصي

قراءة جديدة في ادب السيد القصصي

نشر في: 16 ديسمبر, 2009: 05:36 م

د. شجاع العاني قررت وانا اعيد قراءة آثار السيد القصصية ان انحي جانبا ما قيل بصدد هذه الاثار وما اثير حولها من احكام لم تنج من اثار الايديولوجية والعاطفة الوطنية لكي اضع هذه الاعمال في مكانها الطبيعي من تطور الادب القصي في الادبين العربي والعراقي الحديثين وبدا لي من الوهلة الاولى ان محمود احمد السيد لم يكن نفسيا، مؤهلا لكتابة القصة،
وبخاصة الطويلة منها، فالتشاؤم والتبرم من الاوضاع الاجتماعية، والانفعال السريع بسبب هذه الاوضاع كان واضحا في مقدماته واحاديثه، على ان السيد، والحق يقال، كان متواضعا في تقديم قصصه للقراءة، وغالبا ما وصفها بالصور والاحاديث، كما وضع توصيفا لروايته المعروفة جلال خالد متواضعا في رواية موجزة، مما دفع كلا من انور شاؤول ثم الطاهر وغيرهما من النقاد ان يستنبطوا حقيقة عدم اهلية السيد الفنية والنفسية لكتابة عمل طويل، ولا اراني اكشف عن مستور حين اقول ان الدافع الاول وراء الكتابة القصصية لدى جيل سليمان فيضي والسيد، لم يكن فنيا جماليا، بل كان وطنيا، ويتضح هذا الامر في ماكتبه استاذ السيد وزميله حسين الرحال في تقديمه لعمله القصصي الاول في سبيل الزواج حين ناشد القراء ان يشدوا من ازر الكاتب ويتغاضى عن الجانب الفني، ولايلتفتون الى اسلوب الرواية ووضعها ونسبتها الى الروايات الراقية.. بل الى الغاية التي وضعت من اجلها، ويبدو ان المفكر والمناضل الماركسي الرائد كان حريصا على الخطوة التأسيسية لادب عراقي قصصي حديث متأثرا بالاداب العالمية من جهة، وبما كان يصدر عن مصر وسوريا من اعمال قصصية رائدة منتظرا – اي الرحال- ان تعقب الخطوة التأسيسية خطوات اخرى على طريق تحديث هذا الفن، ولايبدو على القراء انهم سمعوا نصيحة الرحال، فقد اشار السيد نفسه الى النفور الذي قوبلت به روايته الاولى قائلا ولم الفِ رجلا يشير عليّ بشيء سوى الكف عنه وتركه بتاتا. يبدو ان قراءات السيد الاولى في الادب القصصي، كانت قراءات بسيطة وساذجة، وانه لم يقرأ في الحقيقة الاولى من حياته الفنية، اي عمل روائي وقصصي عالمي شهير، فروايته في سبيل الزواج جاءت على غرار ادب الرومانس الذي عرفته اوربا في عصور الاقطاع، هذا النثر الخيالي الذي يلبي الرغبة الشعبية الى الخيال الخارق والذي كان وسيلة المتعملين والقراء – سيما النساء- لقضاء الليل، وقد التقت هذه النزعة الخيالية التي توفر عليها نثر (الرومانس) مع بعض حكايات السمر العربية القديمة، الحافلة هي ايضا بالنزوع الى الخيال والمعبرة في حبكتها عن الرغبة اكثر من تعبيرها عن الواقع، ولم تكن القصتان مصير الضعفاء والنكبات 1922، بأحسن من سابقتها فنيا، وقد حفلت قصص الكاتب في هذه المرحلة بالاغلاط اللغوية والنحوية والاملائية، وكان اسلوبه متعثرا، كانت الخطوة الرائدة على طريق الفن القصصي، التي خطاها السيد هي روايته (جلال الخالد) التي اصدرها الكاتب عام 1928 وهي تستمد اهميتها من كونها رواية واقعية، وربما كان بطلها هو الكاتب نفسه الذي سافر الى الهند واقام فيها، او زميله ومعلمه الذي ترك اثرا كبيرا في فكره السياسي والاجتماعي (حسين الرحال) وربما اصاب حنا بطاطو كبد الحقيقة حين قال ان بطلها مزيج من محمود السيد نفسه ومن الرحال، ميّز مايعود الى المؤلف الملامح المهتزة والرومانسية التي عرف بها السيد، وتبدو اهمية الرواية الفنية، اذا ما قورنت برواية اخرى صدرت في العام نفسه وهي تشترك مع جلال خالد في كونها رواية مثاقفة، او ما أطلق عليه بـ(الرواية التعليمية) هي رواية، عجائب الزمان في صرح عروس البلدان، لآكوب جبرائيل المحامي، فهذه الرواية وان تحلت ببعض الشيء من السجع، الاّ انها، لم تستطع ان تقترب من الفن القصصي الحديث، وظلت ترسف في اغلال النثر العربي القديم، ويبدو ان وعي السيد الفني قد تطور كثيرا في هذه الحقبة، وقد عكست مقدمته لروايته هذا التطور برغم ان الكثير من الخصائص الفنية التي وجدت في اعماله ومازالت تشوب روايته، وبشكل خاص اعتماده على تقنية البانوراما او الخلاصة، فهو يقدم لنا الاحداث في ملخصات تقريرية سريعة، كما هو الامر في قصة (الصعود الهائل) اذ يقول الراوي: زفت نادين الساقطة الى برنار الشريف وبعد ثلاثة اشهر قتل والد برنار دون ان يعرف القاتل، وبعد اربعة اشهر اغتيل برنار دون ان يعرف من المغتال وبعد اشهر غدت البقية الباقية من تلك العائلة شذر مذر، وبعد سنة اصبحت نادين ربة القصور والدور وذات الاصحاب والاخدان، وابوها لوردا عظيما شريفا يشار اليه بالبنان، وانه لشيء كبير الدلالة على صعيد ماهو فني ان يذيل الراوي قصته بملاحظة تقول حكى لي هذه الحكاية صديقي حسين بك الرحال، وقد تلقاها من مصدر وثيق في رحلته الى اوربا، واذا كانت قصة (الصعود الهائل) المنشورة في (النكبات) تنتمي الى الواقعية النقدية، فان مفهوم القاص للفن القصصي مايزال عند حدوده الدنيا، فعبارته التي اعقبت المتن تشير الى انه يفهم الواقعية على انها نقل واستنساخ للواقع، كما ان لغة القاص في هذه المرحلة لغة تمت الى الموروث باكثر من صلة وتبتعد عن لغة القصة الحديثة، في (جلال خالد) يتطور مفهوم السيد للفن القصصي وللواقعية معا فقد اشار في مقدمة الرواية قائلا ليس في هذه الصورة المختارة.. ماهو واقع من اوله الى آخره بهذا التسلسل المنط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram