لولا تجنبي طول العنوان لأسميت هذا العمود "رزق البزازين على غباء الطائفيين". إنها بالمناسبة قطط ذكية ذات "موهبة" لو انزلتها على بلد من حديد لرأيته مهشما مدمرا تضيع خزائنه من بين يديه واطفاله تشحذ وشبابه تقتل بلا حساب. بزازين كانت تجيد المواء بزمن النظام السابق وتحولت من بعده الى "عتاوي" تجيد العض والخمط أينما حلت. أما اختصاصها الناجح فهو الضحك على الطائفيين، حكاما كانوا او مسؤولين أو حتى أناسا عاديين.
يستغرب البعض منكم من ان الشاعر الفلاني او الصحفي او الكاتب او الطبّال كيف كان مدللا في زمان النظام السابق وظل مدللا بعد سقوطه. في الحقيقة انه حصل من مناصب ومواقع ما كان يحلم بها في زمن صدام رغم ردحه العنيف سابقا.
عدة هؤلاء في الشغل بسيطة جدا. لا تتعدى غير القدرة على تمثيل طور الطائفي امام الحاكم او السياسي الطائفي أيضا. انها باختصار "شيّم المعيدي وخذ عباته". أعرف واحدا منهم يكتب الشعر، وقد تعرفونه أيضا. ذهب "أخونا" للقاء أحد مستشاري رئيس الوزراء السابق بعد ان رسم خطة كلفته قرابة بطل عرق تركي في الليلة التي سبقت اللقاء. قندل الرحل جيدا في الليل وتوكل للقاء المستشار في ظهر اليوم التالي. وضع خاتم عقيق بأصبع يده اليمنى وتعطر بمسك "حلال" وغيّر طبقة صوته لتتماشى مع نغمة صوت "المؤمنين". بعد وصوله مكتب المستشار بربع ساعة حان وقت الصلاة فخرج المستشار ليصلي. نادى "شاعرنا" على سجادة وتربة مع رجاء للسامعين بالاستعجال كي لا تفوته الصلاة وبصوت هزّ أذني المستشار! وفي وسط الصلاة صار يقرأ دعاء مقتبسا من "المقتل" وبصوت باك. أبكى كل الحاضرين وفي مقدمتهم المستشار. لا اطيلها عليكم انه بعد اقل من ساعة خرج بجيب منتفخ وبقرار جعله قريبا من السلطان قاب قوسين او أدنى.
تابعوهم على الشاشات وتطلعوا في عيونهم لتعرفوا ببساطة كيف انهم يجيدون التمثيل على الطائفيين ببراعة. انهم ليسوا افرادا كما قد تظنون، بل مجاميع متدربة. فيهم من يعد السيناريو وآخر يخرجه وثالث يمثله أمام "الغشمة" في الوقت والمكان المناسبين.
ليتهم كانوا طائفيين مثل الذين نعرفهم، لأنهم كذلك مذ خلقهم الله فما عدنا نخافهم. لكن الخوف والخراب يأتيك من "عتوي" يدّعي الطائفية وهو ليس كذلك، ومن "قطة" كانت ناعمة الصوت في الزمن السابق وصار صوتها اليوم يصل الى سابع جار بحجة الدفاع عن الطائفة وأبنائها.
عتاوي الطائفية
[post-views]
نشر في: 3 فبراير, 2015: 09:01 م