اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > التدفق السريع للنازحين على كردستان يعيق إغاثتهم

التدفق السريع للنازحين على كردستان يعيق إغاثتهم

نشر في: 3 فبراير, 2015: 09:01 م

مشاعر متناقضة ما بين الخوف والقلق من المستقبل المجهول ، وما بين الأمل والتفاؤل بغد افضل هي ما تعتمل في نفس المواطن (أبو مصطفى ) الذي يسكن وعائلته في احد فنادق مدينة السليمانية بإقليم كردستان شمال العراق بعد ان هرب بهم من مدينة الموصل الواقعة تحت سيطر

مشاعر متناقضة ما بين الخوف والقلق من المستقبل المجهول ، وما بين الأمل والتفاؤل بغد افضل هي ما تعتمل في نفس المواطن (أبو مصطفى ) الذي يسكن وعائلته في احد فنادق مدينة السليمانية بإقليم كردستان شمال العراق بعد ان هرب بهم من مدينة الموصل الواقعة تحت سيطرة وبطش تنظيم داعش منذ أشهر. وفي الوقت الذي تطالب فيه العوائل النازحة في الإقليم بتوفير كافة احتياجات معيشتها وحتى تعود الى مناطقها الأصلية ، تؤكد دوائر حكومية معنيّة في الإقليم تقديمها كل ما باستطاعتها لمساعدة النازحين وتوفير احتياجاتهم رغم عددهم الكبير الذي لا يتناسب وقدراتها وإمكانياتها المحدودة . 

 
وبحسب إحصائيات حكومية في إقليم كردستان فقد بلغ عدد النازحين واللاجئين لمدن الإقليم اكثر من 700 ألف شخص قبل أزمة الموصل أغلبهم من محافظات الرمادي وديالى وبغداد ومن سوريا وايران وتركيا . ومنذ بداية شهر حزيران الماضي تدفقت العوائل النازحة بشكل كبير من محافظات نينوى وصلاح الدين وديالى وغيرها الى الإقليم وخاصة باتجاه مدينة دهوك ليرتفع العدد الى أكثر من مليون نازح يتوزعون في مدن ومناطق الإقليم سواء في مخيمات أعدت لهذا الغرض او داخل المدن والقصبات يبحثون عن المأوى والغذاء والماء والدواء والحماية . ويبلغ عدد سكان إقليم كردستان حسب التقديرات خمسة ملايين نسمة ، ما يعني ان كل خمسة أشخاص في الإقليم يقابلهم شخص واحد نازح او لاجئ ، وهو عبء ثقيل يتحمله إقليم كردستان . فيما تقول جهات ومصادر محلية وأخرى في الأمم المتحدة ان التدفق السريع والمستمر للنازحين الى جميع أنحاء الإقليم يجعل من الصعوبة على الجهات المهتمة إجراء تعداد دقيق للسكان النازحين على نحو سريع وبما يوفر المزيد من التفاصيل والمعلومات والبيانات حول الوضع واحتياجات النازحين . ومع ذلك تم توزيع آلاف الأطنان من إمدادات الإغاثة ونشر مئات الموظفين لهذا الغرض حسب قول هذه المصادر.
يقول المواطن ( أبو مصطفى ) بنبرة حزن :"جئت بعائلتي المؤلفة من 7 أفراد الى مدينة السليمانية هرباً من بطش داعش الذي اعتقل عددا من زملائي في الوظيفة في محاكم مدينة الموصل وأعدم بعضهم ، فيما صادر دور وممتلكات الآخرين ومنها داري في المدينة الذي تشغله الآن عائلة لأحد أفراد هذا التنظيم ، ونحن نسكن حاليا في احد فنادق السليمانية رغم تكاليف المعيشة المرهقة من إيجار ومأكل وملبس ومستلزمات حياتية اخرى . فقد اضطررت الى بيع سيارتي قبل مغادرة الموصل وأنفقت ثمنها على معيشة عائلتي اليومية ، وقد قارب المبلغ على النفاد ، لذا انا اشعر بالقلق من المستقبل المجهول الذي ينتظرنا خاصة وإنني بلا راتب ولم أحصل على أية فرصة عمل هنا رغم بحثي المستمر وذلك لقلة هذه الفرص اولا وثانيا تفضيل العمال والموظفين في شتى المجالات من أبناء المدينة على الوافدين اليها كونهم لا يجيدون اللغة الكردية ويجهلون المنطقة ووجودهم بشكل مؤقت وغير ذلك." مضيفا "ان ما نتلقاه من معونات وزارة الهجرة والمهجرين او الجهات الإغاثية الاخرى المحلية او الدولية لا يكاد يسد الرمق خاصة وان العائلة كبيرة واحتياجاتها كثيرة لا يجدي معها الا مورد مالي شهري مناسب يسد كل احتياجاتها" ، آملا ان يكون الغد افضل بعد تحرير المناطق التي يسيطر عليها داعش من قبضة هذا التنظيم والعودة الى الديار قريبا لاسيما وان هناك أنباء عن استعدادات وخطط تضعها الحكومة العراقية وإقليم كردستان ، فضلا عن الانتصارات والتقدم الذي حققته قوات البيشمركة وتحرير العديد من مناطق المحافظة من قبضة داعش بمساندة طيران التحالف الدولي حسب قوله . 
ويواجه بعض المواطنين النازحين متاعب وتأخيرا عند دخول إقليم كردستان ولاسيما الشباب والرجال بسبب إجراءات الدخول عند السيطرات الرئيسية في مدن الإقليم يبرها القائمون عليها بانها إجراءات إدارية وروتينية ضرورية لحفظ الأمن في الإقليم . وقد أثبتت جدواها في هذا المجال حسب قولهم . فيما يقول الشاب ( احمد ذنون ) القادم من مدينة الموصل لـ ( المدى ) :"هناك إجراءات وعرقلة في الدخول الى الإقليم للوافدين اليه من المحافظات الاخرى ولاسيما الساخنة كنينوى والرمادي وصلاح الدين وديالى ، اذ يتوجب تهيئة شخص من أهالي المنطقة يكفل دخولك اليها وبخلاف ذلك لا يسمح لك بالدخول . وعليك ايضا استحصال ما تسمى بالإقامة او ( الكود ) وهي عبارة عن باج باسمك ويحمل صورتك يمكنك من التنقل رغم انه محدود الفاعلية خارج السليمانية او عند السفر الى مدن اخرى كأربيل او كركوك او دهوك التي تطبق إجراءات دخول اخرى" ، مضيفا "انا احمل باج مدينة السليمانية لكن عند ذهابي الى مدينة كركوك قبل أيام لأمر ضروري رفضوا السماح لي بدخولها بعد الاطلاع على هويتي الصادرة من نينوى . وبعد نقاش الضابط الموجود في نقطة السيطرة سمح بدخولي بعد ان احتجز هويتي عنده ليضمن رجوعي بعد إنهاء عملي ما اضطرني الى العودة سريعا من نفس الطريق.، مؤكدا استعداده والمئات من شباب نينوى للالتحاق بمعسكر تحرير نينوى والمشاركة بطرد داعش من المحافظة اذا أتيحت لهم الفرصة حسب قوله . 
وتعيش مئات العوائل الوافدة في مدن الإقليم ومنها السليمانية بحثا عن الأمان المفقود في مناطقها الأصلية وخاصة بعد سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة من العراق . وتقول المواطنة ( ام ناظم ) التي قدمت مع عائلتها من ناحية بعشيقة وبصحبة ولدها الذي كان يعمل في سلك الشرطة المحلية بمحافظة نينوى :" اضطرت العديد من العوائل ، لاسيما التي لديها أطفال صغار الى السكن في فنادق او شقق او بيوت مستأجرة في مدينة السليمانية رغم مواردها المالية القليلة لأنها لا تستطيع البقاء او العيش في مخيمات النازحين كونها تفتقد الكثير من الخدمات الحياتية الضرورية خاصة في فصل الشتاء القاسي البرودة وانا وعائلتي نسكن في فندق تتوفر فيه الخدمات اللازمة وإدارته أبدت المساعدة للعوائل وخفضت من أسعار الحجز لاسيما وان العوائل نزيلة في الفندق منذ اشهر" . مضيفة :"نعيش في الفندق وكأننا في بيوتنا اذ نطهو الطعام في مطبخه ونغسل الملابس في مغاسله والكهرباء والماء والتكييف لا تنقطع . لكن مشكلتنا تكمن في توفير بدل إيجار الفندق ، اذ اضطررت الى بيع مصوغاتي الذهبية وإنفاق ثمنها. واليوم التحق ابني في معسكر تحرير الموصل للمشاركة بتحريرها من سيطرة داعش وننتظر بفارغ الصبر إرساله لمبلغ من المال نسدد به نفقات معيشتنا" . لافتة بالقول "ان أهالي مدينة السليمانية غاية في الكرم وطيب الأخلاق اذ رحبوا كثيرا بالنازحين وتعاملوا معهم بشكل انساني ووفروا لهم كل ما باستطاعتهم من المواد والمساعدات الإغاثية . ونحن نشكرهم على كل هذه المواقف الإنسانية التي قدموها لأبناء بلدهم" ، منوهة الى ان اغلب العوائل النازحة المسجلة في السليمانية تتسلم مبلغ 30 ألف دينار عن كل فرد منها شهرياً وتصرف لهم كمواد غذائية تعادل المبلغ المقرر لكل فرد ، كما تم تسلم منحة المليون دينار من قبل العديد من العوائل ، مطالبة الحكومة المركزية والإقليم بتوفير كافة احتياجات النازحين حتى يعودوا الى ديارهم حسب قولها . 
وتبذل الجهات الحكومية المعنية في بغداد والإقليم جهودا كبيرة لتوفير احتياجات النازحين في الإقليم حسب الإمكانيات المتاحة رغم ان هناك اتهامات بحالات فساد إداري ومالي صاحب عمل اللجان المكلفة بتوزيع المبالغ والإغاثات على النازحين وبما حرم بعضهم من هذه الحقوق . ويقول احد الموظفين المكلفين بالتوزيع في مدينة السليمانية ( فضل عدم ذكر اسمه ) :"نعمل على توزيع كل ما يصلنا من مساعدات وإغاثات سواء المحلية او العالمية على النازحين فضلا عن منحة المليون دينار إلا أن هذه المعونات المتاحة لا تكفي لان عدد النازحين كبير جدا وهو في تزايد مستمر ومساعدتهم بحاجة الى إمكانيات وتخصيصات إضافية وعلى المجتمع الدولي مد يد العون بشكل اكبر في تقديم الإغاثات للنازحين لاسيما في المخيمات التي تعاني كثيرا في فصل الشتاء وتساقط الأمطار ."
إلا أن توافد النازحين على مدن اقليم كردستان أنعش حركة الأسواق والاقتصاد فيها كما يرى البعض ومنهم المواطن ( آزاد مسعود ) صاحب احد الفنادق في مدينة السليمانية قائلا:" شهدت فنادق المدينة إقبالا كبيرا من قبل النازحين واكتظت الغرف بهم مقارنة مع الفترة التي سبقت مجيئهم حيث قلة عدد الزبائن واقتصار حركة العمل على الموسم السياحي فقط . وقد قدمنا لهم كل ما باستطاعتنا لمساعدتهم اذ أجرينا تخفيضات بأسعار المبيت خاصة للذين يمكثون فترات طويلة مع توفير كافة الخدمات التي يحتاجونها" . مضيفا "الأمر ينسحب ايضا على حركة السوق فازدحمت الشوارع والمطاعم والمقاهي التي انتعش عملها كثيرا لاسيما وان الأسعار مناسبة ولا تختلف كثيرا عن الأسعار في المحافظات الأخرى ، آملا ان تنفرج الأزمة ويعود النازحون الى ديارهم ويعم الأمن والسلام ربوع العراق كافة" حسب قوله .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram