من فوجئ بالطريقة البشعة التي أعدم بها الطيار الأردني على يد مجرمي داعش عليه، إن كان إنسانا، أن يراجع مصحا عقليا للتأكد من سلامة عقله. ومن لا يزال يتبجح، بعد الذي حدث، بأنه يرفض تدخل جيوش عالمية على الأرض لتخليص البشرية من هذا البلاء الهمجي، عليه ان يختبر انسانيته أولا ومن ثم يتفحص ضميره. لا أظن ان هناك منتم لشريحة اسمها البشر لم يتأجج في دواخله الغضب قبل الحزن على هذا الاستهتار بحياة الناس ومشاعرهم. وقطعا كل من تصرف عكس ذلك ليس ببشر.
لم تتجه عيناي صوب من أشعل النار بالكساسبة انما وددت بلحظتها ان امسك بتلابيب بعض سياسيينا الفايخين الذين تراهم في الليل يعيبون على طيران التحالف جديته، وفي النهار يتاجرون باسم الوطنية ليقسموا بالطلاق على رفضهم قدوم أي جيش أجنبي يمشي على الأرض صوب القضاء على المجرمين. آه لو كان لي طريق يوصلني بأبي المقتول حرقا لأساله سؤالا واحدا: والآن يا عمّ، هل ترفض قدوم جيوش مهما كانت جنسيتها للأخذ بحق ولدك من هؤلاء القتلة؟ بربكم، ماذا سيكون جوابه؟ وماذا سيكون أيضا جواب أم عراقية شاهدت ولدها في مذبحة سبايكر على الهواء يقتاده المخانيث ليضعوا رصاصة في رأسه ويرمونه بالنهر؟ هل سترفض تدخل أي دولة عسكريا تأخذ بثأر ابنها من قاتليه؟ نعم، لا يحق لغير والد معاذ وامهات قتلى مجزرة سبايكر التصريح برفض او قبول تدخل الجيوش الأجنبية على الأرض لاجتثاث داعش من العرق.
هذا الذي أقوله اليوم كنت قد قلت مثله قبل سقوط صدام في لقاء تلفزيوني جمعني بقومجي انكر علينا عدم رفضنا تدخل الامريكان لتخليص العراق من صدام. سألني: هل تقبلها وانت العراقي العربي ان يقدم الأجانب على قتل ابن بلدك؟ كان يقصد بذلك صدام. أجبته: يا ابن عمّ، هذا السؤال لا يحق لي ان اجيبك عنه بل تلك الأم التي أُعدم ابنها عن طريق تفجير جسده بالديناميت وبفلم موثق؟ وانتم الآن، يا معاشر القراء، اجيبوني: هل كان صدام سيسقط لولا الاجتياح الأمريكي؟ اذن والله لن يسقط الدواعش بدون اجتياح مماثل.
لا انكر وجود نوايا، ربما تكون سليمة عند بعض الرافضين لتدخل الجيوش العالمية على الأرض، لكن هؤلاء فاتهم ان ساعة تأخير واحدة قد يضيع بها دم المئات من الأبرياء. مع اعتقادي الجازم لو ان أيا منهم حدث بابنه الذي حدث مع معاذ الكساسبة لتجده اول العاتبين والغاضبين على تأخر أمريكا في ارسال جيوشها لتخليص ابنه قبل ان يحرق.
على العراقيين قبل غيرهم ان يتخذوا من الذي حدث فرصة لإقناع أبناء الشعوب التي ترفض ارسال جيوشها لإنقاذنا، بأن لا يتركونا طعما لهجمة همجية قد لا تترك ورقة خضراء على هذه الأرض الاّ وحرقتها. اللهم زدنا عقلا.
خذوا العبرة من جريمة حرق الكساسبة
[post-views]
نشر في: 4 فبراير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ام رشا
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ام رشا
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وحسبنا الله ونعم الوكيل.