TOP

جريدة المدى > سينما > ضمت كبار النجوم..القائمة السوداء.. السينمائيون المنفيون من هوليود في أوروبا

ضمت كبار النجوم..القائمة السوداء.. السينمائيون المنفيون من هوليود في أوروبا

نشر في: 4 فبراير, 2015: 09:01 م

يعرف الناس اليوم جيداً قصص قائمة هوليود السوداء في الأربعينات و الخمسينات من القرن الماضي. فهناك الكثير من الكتب، و المقالات، و الأفلام الوثائقية حول حياة الممثلين، و كتّاب السيناريو، و المخرجين الذين اعتبرتهم الستوديوهات غير صالحين للتعامل معهم بسبب

يعرف الناس اليوم جيداً قصص قائمة هوليود السوداء في الأربعينات و الخمسينات من القرن الماضي. فهناك الكثير من الكتب، و المقالات، و الأفلام الوثائقية حول حياة الممثلين، و كتّاب السيناريو، و المخرجين الذين اعتبرتهم الستوديوهات غير صالحين للتعامل معهم بسبب صلتهم ــ الحقيقية أو المزعومة ــ بالحزب الشيوعي.
مثلما هي معروفة أيضاً قصص سينمائيين، مثل رونالد ريغان، و إيليا كازان، و بَد شولبيرغ، زودوا لجنة الكونغرس الخاصة بالنشاطات المعادية لأميركا بأسماء مَن اعتقدوا بأنهم شيوعيون، ، و كذلك مصير أولئك الذين رفضوا أن يشهدوا و ذهبوا للسجن بتهمة ازدراء الكونغرس، مثل دالتون ترَمبو و رنغ لاردنر، كما يقول الكاتب و المنتج السينمائي توم تيشولز في عرضه هذا لكتاب ريبيكا برايم ( منفيو هوليود في أوروبا : القائمة السوداء و الثقافة السينمائية للحرب الباردة ). 
و هناك فصل آخر من الحكاية يعرضه المسلسل السينمائي" منفيو هوليود في أوروبا " من إنتاج أرشيف UCLA التلفزيوني السينمائي The University of California, Los Angeles UCLA.
و يُيرز المسلسل أفلاماً لجون بيري، و نورما بيرزمان، و جوزيف لوسي، و دونالد أوغدين ستيوارت، و آخرين، و كلهم كانوا كتّاباً، و مخرجين، مضوا إلى أوروبا و واصلوا العمل هناك بأسمائهم، متقدمين بعملهم المهني أحياناً إلى النقطة التي اعتُبروا عندها فنانين أوروبيين. ( و قد عاد دميتريك، مثلاً، من المنفى في عام 1950 و بعد أن قدم أسماءً سُمح له باستعادة عمله في هوليود ). و تشارك في رعاية هذا المسلسل ريبيكا برايم التي يحكي عملها "منفيو هوليود في أوروبا : القائمة السوداء و الثقافة السينمائية للحرب الباردة ( مطبعة جامعة روتغيرز، 2014 ) الحكاية غير المحكية سابقاً عن حياة و تأثير هؤلاء السينمائيين". 
و كما يبيّن جان ــ كريستوفر هوراك مدير الأرشيف المذكور، فإن كثيراً من المنفيين نجحوا عن طريق الإتيان بالفيلم الأسود إلى الأفلام المعمولة في أوروبا و صنع حكايات أخلاقية لعصر ملتبس أخلاقياً. و كما هي الحال مع أجيال من المهاجرين و المنفيين، لم يكن الجميع يقوم بالتكييف على نحوٍ ناجح أو بالطريقة نفسها. و يعرض المسلسل ردود الأفعال المختلفة التي عاشها ثلاثة منفيين في أوروبا: المخرج و الكاتب جول داسين، و كاتبا السيناريو بَين Ben بارزمان و زوجته نورما.
و قد ولد داسين في ميدلتاون عام 1911، و انضم للحزب الشيوعي في الثلاثينات لكنه تركه بعد توقيع ستالين معاهدة عدم اعتداء مع هتلر. و كان داسين مخرجاً ناجحاً لأفلام هوليودية في الأربعينات مثل شبح كانرفيل، و المدينة العارية، و طريق اللصوص العام. ثم ورد اسمه في القائمة السوداء، فانتقل إلى فرنسا، و مرت خمس سنوات قبل أن ينتج فيلماً آخر، " ريفيفي Rififi "، الذي أخرجه و شارك في كتابته، مكيّفاً قصته عن رواية فرنسية. و قد فاز بجائزة مهرجان كان عام 1955 لأفضل مخرج عن فيلمه هذا، حيث التقى أيضاً الممثلة اليونانية ميلينا ميركوري التي جعلها شهيرةً في فيلم " ليس يوم الأحد أبداً Never On Sunday " عام 1960 و التي تزوجها عام 1966؛ و ظلا متزوجين حتى وفاة ميركوري عام 1994. و بعد وفاتها، أدار داسين " مؤسسة ميلينا ميركوري "، التي راحت تضغط على المتحف البريطاني لإعادة التماثيل اليونانية الكلاسيكية. و ظل حتى وفاته عام 2008 على علاقة وثيقة باليونان و السياسة اليونانية، إلى الحد الذي جعل كثيرين يظنون أنه يوناني. و يمكن القول إن داسين قد تقبّل المنفى، و تمثَّله و لم يعد ينظر إلى الوراء من الناحية المهنية. 
أما بيرزمان، فلم يتأقلم مع أوروبا أبداً. و قد ولد في تورونتو بكندا عام 1910، و كان صحافياً و روائياً قبل مجيئه إلى هوليود. و في أعقاب الكساد العظيم، انضم للحزب الشيوعي. و في عام 1942، و بيما كان يذهب إلى بيت كاتب السيناريو و المخرج روبرت روسين، التقى زوجته المستقبلية نورما، التي كانت أيضاً صحافية و تحولت إلى كتابة السيناريو. و قد انضمت هي الأخرى للحزب الشيوعي. و فاز بين بارزمان بالاستحسان مع فيلم " الصبي ذو الشعر الأخضر " في عام 1948. و في السنة التالية، غادر هو و نورما إلى أوروبا بعد أن أبلغتهما مارلين مونرو بأن هناك شرطياً يتوقف بسيارته عند نهاية شارعهما و يراقبهما في الرواح و المجيء، و حذّرهما غروتشو ماركس بأنهما على وشك أن يضافا للقائمة السوداء. و قد قضى الاثنان وقتاً في باريس ثم استقرا في جنوب فرنسا. و استمر بين بارزمان في كتابة السيناريوهات لكنه ظل يشعر على الدوام بوطأة المنفى. و كان يعاني أحياناً من الاكتئاب، و يشك في الغالب بأن وكلاء الولايات المتحدة يتجسسون عليه و على زوجته. و في حينه، فكر كثيرون بأنه ظنَّان و لكن بعد سنوات كثيرة اكتشف بارزمان أن وكلاء مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا يتعقبونهما حقاً. 
و في عام 1960، أعاد صياغة نفسه بنجاح كبير ككاتب خيال علمي، و على نحوٍ ملحوظ مع رواية ( خارج هذا العالم )، المعروفة أيضاً بـ " الصدى x ". و كتب، خلال النفي، مسرحيات تاريخية أوروبية تجارية مثل " السيد El Cid "، 1961، لصوفيا لورين. و استطاع أخيراً، على كل حال، أن يمرر هواه السياسي في إعادة كتابة عمل كوستا ــ غافراس السياسي المثير " زد Z "، 1969. 
و في السبعينات، عاد إلى الولايات المتحدة، و مات في عام 1989، في سانتا مونيكا. و كان المنفى قد جرد كتابته للسيناريو من زخمها، و أعاقه على المستوى الانفعالي.
 عن: Jewish Journal

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

مهرجان الجونة السينمائي يعلن عن مواعيد دورته الثامنة

السينما كفن كافكاوي

مقالات ذات صلة

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية
سينما

وفاة ديڤيد لينش فنان الرؤى المميّزة.. وأيقونة السينما الاميركية

متابعة المدىوديفيد كيث لينش صانع أفلام وفنان تشكيلي وموسيقي وممثل أمريكي. نال استحسانًا لأفلامه، والتي غالبًا ما تتميز بصفاتها السريالية الشبيهة بالأحلام. في مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسين عامًا، حصل على العديد من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram