اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > اقتصاد > بغداد تحمّل "مافيات كبيرة" مسؤولية تحويل جنس الأراضي

بغداد تحمّل "مافيات كبيرة" مسؤولية تحويل جنس الأراضي

نشر في: 4 فبراير, 2015: 09:01 م

 حمّل مجلس محافظة بغداد "مافيات كبيرة وعصابات" مسؤولية تحويل جنس الأراضي الزراعية إلى سكنية، وفي حين طالب بغداديون بوقف عمليات قطع الأشجار، أكدت لجنة الزراعة النيابية وجود عمليات حرق وتجريف للبساتين، وأشارت الى ان "شبهات الفساد" تقف وراء انتشار

 حمّل مجلس محافظة بغداد "مافيات كبيرة وعصابات" مسؤولية تحويل جنس الأراضي الزراعية إلى سكنية، وفي حين طالب بغداديون بوقف عمليات قطع الأشجار، أكدت لجنة الزراعة النيابية وجود عمليات حرق وتجريف للبساتين، وأشارت الى ان "شبهات الفساد" تقف وراء انتشار الظاهرة.

 

 
وقالت عضو لجنة المياه والزراعة النيابية، شروق العبايجي في حديث لـ "المدى"، ان "غابات النخيل في بغداد بدأت تحرق وتجرف من اجل تغيير جنس تلك الأراضي من زراعية الى سكنية"، مبينة ان "شبهات فساد كبيرة تقف وراء انتشار الظاهرة في العاصمة بغداد وبقية المحافظات".
وأضافت العبايجي بالقول ان "أغلب البساتين في مناطق الإسكان والدورة والزعفرانية جرفت بمخالفات واضحة للقانون العراقي الذي يمنع تغيير نوع جنس الأرض".
وأكدت ان "آخر عمليات التجريف حدثت قبل أيام ، اذ تم حرق أكثر من 100 دونم في منطقة الفحامة"، مستغربة من "تسمية منطقة البساتين بهذا الاسم علما انه لم يعد هنالك بساتين في هذه المنطقة".
وأوضحت العبايجي ان "لجنة المياه والزراعة في مجلس النواب ناقشت ظاهرة تجريف البساتين، واعدت مطالعة ستقدم خلال الأيام القادمة الى الوزارات المعنية وأمانة بغداد والمحافظة".
من جانبه، قال عضو مجلس محافظة بغداد فاضل الشويلي لـ "المدى"، ان "المجلس وبالتعاون مع محافظ بغداد عقد العديد من المؤتمرات مع شيوخ العشائر للحد من ظاهرة تحويل الأراضي الزراعية إلى سكنية، بالإضافة الى الاجتماعات المستمرة مع مسؤولي الدوائر الخدمية في العاصمة بغداد"، مبينا ان "محافظ بغداد علي التميمي خوّل الدائرة القانونية في المحافظة باعتقال وحبس كل شخص يقوم باستملاك الأراضي الزراعية، وتم العمل بهذا الإجراء".
وأضاف الشويلي بالقول ان "بعض الأراضي تسيطر عليها مافيات كبيرة، ويأمرون الدوائر الخدمية بتزويدهم بخدمات كالماء والكهرباء، لتصبح لديهم منازل مجهزة بكافة الخدمات"، مؤكدا "اعتقال الكثير من العصابات والأشخاص المتورطين بهذه القضية، وهم الآن داخل السجون". 
ولف الى ان "التنسيق مازال مستمراً بين مجلس بغداد والمحافظة من جهة، وبين الدوائر الخدمية من جهة أخرى، وتم إبلاغ هذه الدوائر بعدم توفير اي مستلزمات الحياة لهؤلاء الأشخاص"، مبيناً انه "بعض الأشخاص قاموا برفع دعاوى قضائية على المتجاوزين وتم كسبها".
من جانبه، قال مدير إعلام أمانة بغداد صباح سامي في تصريح لـ"المدى" ان "أمانة بغداد أكدت في أكثر من مناسبة عدم قانونية تقطيع الأراضي الزراعية وتحويلها الى دور سكنية لان هذا في أضرار كثر، أهمها انخفاض إعداد البساتين والمناطق الخضراء، الأمر الذي ينعكس على بيئة العاصمة بغداد".
وأضاف سامي ان "أمانة بغداد التقت بكافة المسؤولين في المحافظة للمطالبة بوقف هذه الأعمال، لاسيما مع انتشار الظاهرة بصورة كبيرة في الفترة الأخيرة "، مبيناً ان "الأمانة قامت بالكشف عن الأراضي التي تم تحويلها الى أراض سكنية، وتم إعطاء أوامر للدوائر الخدمية بعدم تزويدهم بالطاقة الكهربائية او الماء الصالح للغسل والشرب".
واكد سامي ان "القانون لا يسمح بتمليك الأراضي الزراعية، بحسب قرار الأمانة رقم 254 لسنة 2013 الذي نص على إمكانية دراسة تغيير جنس الأراضي الزراعية والخدمية المشيدة الى أراض سكنية حصرا قبل تاريخ 25 نيسان 2013"، مشيراً الى ان "هذا القرار يخص الأراضي الواقعة ضمن التصميم الأساس لبغداد"، مشيرا الى ان "الأمانة تحرص على الحفاظ على التصميم الأساسي للعاصمة، إضافة الى عدم التجاوز على الأراضي الزراعية وتحويلها الى اراض سكنية دون علم الامانة لا سيما وانها المسؤولة عن رسم وعمل تصاميم مناطق بغداد، والجميع يطمح ان تنتهي الظاهرة في المستقبل القريب".
بدوره قال خبير الموارد المائية حسن الجنابي في حديث لـ "المدى"، ان "احصاءات وزارة التخطيط في العام 2003 تشير الى تراجع اعداد النخيل في العراف الى 12 مليون نخلة، بعد ان كان عددها في ستينات وسبعينات القرن الماضي 45 مليون، وهو تراجع كبير وملحوظ"، مبينا ان "انحدار اعداد النخيل في العراق يعود الى الحروب طويلة الأمد وإهمال القطاع الزراعي بالإضافة الى مخالفات تحويل جنس الأرض من زراعي الى سكني".
وأضاف بالقول ان "المشكلة ليس في أعداد النخيل وحسب، بل بإنتاجيتها"، لافتا الى ان "النخيل في العراق أصبح قديم و"عجائز" أي ان النخلة غير قادرة على الإنتاج".
في السياق ذاته، كتب الباحث في التاريخ المعاصر د. عبد المناف شكر النداوي في صفحته على "فيس بوك"، ان "قطع النخيل في العاصمة بغداد هو إرهاب من نوع خاص"، مشيرا الى ان "صورة قطع النخيل في منطقة الإسكان وسط بغداد وتحديدا في (بستان شاكر العاني) خلف معهد التراث الشعبي، هي صورة مفزعة ومؤلمة".
وأضاف النداوي بالقول ان "تجريف البساتين في عموم العراق بهذه الهمجية هو أمر سيء وبشع"، مشيرا الى "عدم اكتراث المتجاوزين للقوانين النافذة التي تمنع التجاوز على الأراضي الزراعية وتحرم تحويلها الى أراض للسكن
وأستغرب من "حدوث هذه المخالفات أمام أنظار كل الجهات المعنية من دوائر بلدية ووزارة زراعة وأمانة عاصمة".
وأضاف بالقول ان "النخلة أو النخيل وردت في القرآن الكريم عشرين مرة، لذلك نطلق صرخة تقول ان عمتنا النخلة تستغيث، ولم يعد لها وجود وان الأعداد المتبقية من أشجار النخيل أخذت تقلع من المتبقي من البساتين وتتحول من شجرة مثمرة منتجة الى شجرة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية
اقتصاد

النفط: العراق ملتزم كلياً باتفاق أوبك الخاص بالتخفيضات الطوعية

بغداد/ المدى اعلنت وزارة النفط، اليوم السبت، التزام العراق باتفاق أوبك وبالتخفيضات الطوعية. وذكرت الوزارة في بيان تلقته (المدى)، أنه "إشارة إلى تقديرات المصادر الثانوية حول زيبادة انتاج العراق عن الحصة المقررة في اتفاق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram