الراحل جلال الحنفي كان يفضل وضع حرف الألف في كتابة جمع المذكر السالم لاعبوا الفريق ، معلموا المدرسة ، صحفيوا الجريدة ، وغيرها ، مستندا الى اجتهاده وقاعدته الخاصة ، ولطالما دخل بعتاب مع مصححي الصحف المحلية، ولتجاوز هذا المشكلة ، واحتراما لرأي الحنفي ، منحه رؤساء التحرير حق تصحيح مادته بنفسه ليتحمل بمفرده مسؤوليتها فظل محتفظا بحقه مدافعا عن رأيه حتى وفاته رحمه الله .
من اجتهاد الحنفي اشتق معارفه وبعض العاملين في الوسط الصحفي تعبير "واوي الجماعة" في أشارة الى شخص او مسؤول لا ينتمي الى فصيلة بنات آوى بل من بني البشر، استغل منصبه وموقعه لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الاخرين ، ومقارنة بزمن العراق الجديد المصطلح الشائع والسائد هذه الايام كانت "واوية الماضي" قليلة ومشخصة ومعروفة ، بعضهم ظهر على شاشة التلفزيون قبل عرض الانباء بتهمة اختلاس اموال الدولة ، وفي لقطة اخرى يظهر حليق الرأس "اكرع نمرة صفر" ليكون عبرة للآخرين ، وعلى الرغم من اعتراض واستياء الكثيرين على فرض هذا النوع من العقوبة ، لانها تغتال شخصية المتهم وتوجه إساءة مباشرة الى أسرته وعشيرته الا ان العقوبة البعيدة جدا عن المعايير الدولية لحقوق الإنسان أسهمت في الحد من نشاط" الواوية" الصغار وتركت الكبار يلعبون "الشاطي باطي" من دون حسيب ورقيب ، ولم يكن احدهم يتصور في يوم ما ان يطل على الجمهور عبر شاشة التلفزيون الرسمي برأس حليق نمرة صفر بتهمة تهريب لوحات الفنانين التشكيليين الرواد والآثار والمخطوطات النادرة الى دول الجوار.
واوي الجماعة في العراق اليوم له الاف النسخ فهو ربما يكون قياديا في تنظيم سياسي مسؤولا عن مالية الحزب ، وحين يصل التمويل والدعم من دولة خارجية ، يلعب "الواوي" بذيله ، فيقرر مغادرة البلاد ليقود المسيرة النضالية من فنادق العاصمة الاردنية عمان ، وفي ضوء ذلك شاع استخدام مصطلح رجال الخناق لا الفنادق لتاكيد الثبات والتمسك بالمواقف الوطنية والدفاع عن مصالح القواعد الشعبية ، وهي بشكل او بآخر مسؤولة عن منح اصواتها في الانتخابات الى مرشحين من فصيلة الواوية ، لم يحترموا اصوات ناخبيهم .
واوية الجماعة بعد رحيل الحنفي اشكال وانواع واصناف ، شغلوا مواقع في السلطة التنفيذية بالاعتماد على نظرية الاقرباء اولى بمناصب ، فمنهم من اصبح وزيرا واخر مديرا عاما او سفيرا في دولة اوربية استنادا الى متطلبات الحفاظ على تمثيل المكونات في المؤسسات المدنية والعسكرية ، فجاءت الرياح بما تشتهي سفن الواوية ، فمنهم كتب على جبينه ان يكون وزيرا في الحكومات السابقة واللاحقة ، وآخر وكيل وزير تولى مهمة اقامة مهرجانات الفرح والفرفشة للتخفيف من معاناة العراقيين النفسية نتيجة تراجع الاوضاع الامنية ، وثالث الواوية المدير العام المتهم والهارب عن وجه العدالة وجدوا في مكتبه "دوشك" لإغراض لوجستية يستخدمه لتحقيق برنامج دائرته بالتنمية البشرية وزيادة ذرية الواوية ، والف رحمة على روحك العالم الجليل جلال الحنفي .
واوي الجماعة
[post-views]
نشر في: 4 فبراير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
ام رشا
يا استاذ علاء اذا كان رب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص والصغير يقلد الكبير والموضوع كله يتعلق بالتربية والضمير سواء كان الواوي كبيرا ام صغير وعلى ذكر المرحوم جلال الحنفي انا لم التقي به ابدا ولكن منذ المرحلة المتوسطة تعلمنا ان جمع المذكر ال
ام رشا
يا استاذ علاء اذا كان رب البيت بالدف ناقرا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص والصغير يقلد الكبير والموضوع كله يتعلق بالتربية والضمير سواء كان الواوي كبيرا ام صغير وعلى ذكر المرحوم جلال الحنفي انا لم التقي به ابدا ولكن منذ المرحلة المتوسطة تعلمنا ان جمع المذكر ال